نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تأثير السيجارة الإلكترونية على صحة الإنسان، وعما إذا كانت بالفعل مفيدة لصحة الإنسان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر، يحظر استخدام السجائر الإلكترونية في الأماكن العامة في فرنسا؛ على غرار وسائل النقل العام والأماكن المخصصة للقصّر، علاوة على فضاءات العمل الجماعية المشتركة في الشركات.
وأكدت الصحيفة أنه تم منع التدخين في الحافلة ومترو الأنفاق وحتى في مقر العمل، إلا في حال كان لديك مكتب خاص بك. وعلى غرار ما ذكر آنفا، أصبح استخدام السجائر الإلكترونية محظورا في المدارس والأماكن المخصصة لاستقبال الأطفال للتدريب أو الإقامة، بالإضافة إلى وسائل النقل العمومي وفضاءات العمل المغلقة انطلاقا من غرة تشرين الأول/أكتوبر.
وأفادت الصحيفة أنه تمت المصادقة على قانون تحديث الصحة في كانون الثاني/يناير سنة 2016، حيث دخل حيز التنفيذ بمقتضى المرسوم القانوني في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وأشارت الصحيفة أنه وفقا للإحصائيات من المعهد الوطني للوقاية والتعليم في مجال الصحة، التي أجريت سنة 2014، فإن ستة بالمائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و75 سنة أي ما يقدر بحوالي ثلاثة ملايين شخص يستخدمون السجائر الإلكترونية. ومن المثير للاهتمام، أن 57،3 بالمائة من بينهم يستخدمون السجائر الإلكترونية بصفة يومية، بينما يستخدمها 30 بالمائة بصفة أسبوعية و12,7 بالمائة بنسبة أقل من ذلك بكثير.
وأفادت الصحيفة أن السيجارة الإلكترونية هي آلة كهربائية مصممة للعمل بالبخار. وفي هذا السياق، تحتوي السيجارة الإلكترونية على محلول يتم تبخيره عن طريق تسخينه، ويتكون هذا المحلول من مواد على غرار البروبيلين غليكول أو الجلسرين، فضلا عن مختلف النكهات على غرار النيكوتين. وفي الوقت الراهن، أصبح للسجائر الإلكترونية 7700 نكهة مختلفة.
وأوردت الصحيفة وفقا لهيئة الصحة العامة الفرنسية، أن "البحوث والدراسات العلمية لم تحدد مدى خطورة السجائر الإلكترونية بصفة دقيقة". في المقابل، أكد المجلس الأعلى للصحة العامة، وفقا لدراسات حديثة "أن بعض مكونات السوائل في السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون سامة، على غرار الديستيل". وفي هذا السياق، "إذا تم استنشاق هذه المادة بعد تسخينها، فمن الممكن أن تسبب ضررا فادحا للرئتين".
وأضافت الصحيفة أنه وفقا للصحة العامة الفرنسية "يعتبر استعمال السجائر الإلكترونية أقل ضررا مقارنة بالتبغ". وأضافت الصحة العامة الفرنسية أنه "بهدف الحد من مضار التدخين، فإن استخدام السجائر الإلكترونية من شأنه أن يقلل من احتمال الإصابة بالأمراض الناجمة عن التبغ". في المقابل، "إذا كانت السجائر الإلكترونية التي يتم استهلاكها تحتوي على النيكوتين، فسيكون لها تأثير سلبي شبيه بتأثير التبغ العادي".
وفي الإطار نفسه، أوضحت الصحيفة أن الصحة العامة الفرنسية أكدت أنه "ليس هنالك دلائل علمية تؤكد مدى فعالية السجائر الإلكترونية في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين". ومع ذلك، فإنه وفقا لإحصائيات المعهد الوطني للوقاية والتعليم في مجال الصحة لسنة 2014 "ينخفض معدل استهلاك المدخنين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية للتبغ بمعدل تسع سجائر في اليوم الواحد".
وأفادت الصحيفة أن السجائر الإلكترونية من الممكن أن تشجع على بداية التدخين التقليدي. فوفقا لبعض الدراسات العلمية، "يحاول بعض الأشخاص غير المدخنين الذين جربوا السجائر الإلكترونية، تجربة السجائر التقليدية بمعدل 2,73 إلى 8,3 مرة. وبناء على ذلك، تؤكد كل من الصحة العامة الفرنسية والمجلس الأعلى للصحة العمومية أن السجائر الإلكترونية قد تشجع الشباب غير المدخنين على التدخين العادي. وفي المقابل، يساعد هذا النوع من السجائر الشباب المدخنين على الإقلاع على التدخين.
ومن ناحية أخرى، يشدد الخبراء على "خطر تحويل استهلاك التبغ إلى ممارسة عادية، وذلك بالنظر إلى الصورة الإيجابية التي تنقلها طريقة تسويقه وعرضه في الأماكن العامة".
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى هذه التخوفات التي ألهمت السياسة العامة لاتخاذ مثل هذه التدابير. فمنذ سنة 2014، تم حظر بيع السجائر الإلكترونية للقصّر. وانطلاقا من أيار/ مايو سنة 2016، تم إعلان حظر بيع هذا النوع من المعدات.
الصحيفة: لاكروا
الكاتب: ناتالي بيرشام
الرابط:
https://www.la-croix.com/France/cigarette-electronique-est-elle-dangereuse-sante-2017-10-01-1200881045?from_univers=lacroix