في حصيلة أسبوعية هي الأقسى لحزب الله منذ معركة القصير في أيار/ مايو 2013، بلغ عدد قتلى
حزب الله في
سوريا 31 قتيلا منذ يوم الخميس الماضي.
وسقط 23 قتيلا من هؤلاء جراء الهجمات المعاكسة التي شنها تنظيم على مواقع للنظام السوري وحزب الله في محافظتي دير الزور وحمص، تحت مسمى "غزوة أبو محمد العدناني"، وثمانية قتلى نتيجة لغارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار مجهولة الهوية؛ على مواقع للحزب في منطقة حميمية بريف حمص، الأحد الماضي.
وأحدثت الحصيلة المرتفعة لعدد قتلى حزب الله موجة من التذمر والاستياء في الأوساط الشيعية
اللبنانية القريبة من الحزب، وأعادت إلى خزانه البشري أجواء الحزن والألم الشديدين بعد نشوة "انتصار" ناجمة عن فترة اطمئنان طويلة نسبيا.
ويعيد تزايد أعداد قتلى حزب الله طرح الأسئلة مجددا حول قدرة الحزب على تحمل التداعيات الناجمة عن الخسائر البشرية؛ خلال مشاركته بالقتال في سوريا إلى جانب قوات النظام منذ العام 2012.
وفي هذا الإطار، يرى الكاتب الصحفي اللبناني علي الأمين، أنه من المبكر الحديث شعبيا في الأوساط الشيعية عن نكسة كبيرة يتعرض لها الحزب في سوريا قد تستوجب إعادة الحسابات.
وقال الأمين لـ"
عربي21": "بالرغم من ارتفاع أعداد قتلى حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن الحديث عن تحول في مزاج البيئة الشيعية اللبنانية يبقى احتمالا ضعيفا".
واستدرك قائلا: "لكن لربما تكرار مثل هذه العمليات على فترات زمنية معينة قد يدفع بالحزب وحاضنته إلى إعادة قراءة استراتيجية جديدة".
وأضاف: "قبل الحديث عن إعادة قراءة للمزاج الشيعي أو ما شابه، لا بد من ربط تواجد الحزب في سوريا بالمنظومة الإيرانية ككل"، ما يعني وفق الأمين، أن الحزب "لا يمتلك حرية اتخاذ القرار"، كما قال.
ورأى أن حزب الله نجح "في زرع فكرة استهداف
الشيعة في الوعي العميق لدى جمهور حزب الله، ما سهل من مهمة تجيير البيئة الشيعية لصالحه".
لكن الكاتب الصحفي اللبناني مصطفى هاني فحص؛ أشار إلى أن "هذا العدد الكبير من القتلى في أيام قليلة، أدخل الحزب وجماهيره في حالة من مراجعة الحسابات، بعد حديثهم عن انتصار محقق وكامل على الشعب السوري".
وأضاف فحص لـ"
عربي21": "من شأن هذه الخسارات التي لا بد وأن تترك بصماتها على البيئة الشيعية؛ أن تعيد طرح كثير من الأسئلة، وإن كانت لا تتردد في العلن"، على حد قوله.
واستطرد قائلا: "لا تزال البيئة الشيعية متمسكة بفكرة حزب الله التي تقول "النصر حليفنا"، وهذا النصر يحتاج إلى المزيد والمزيد من التضحيات، في الوقت الذي لا نصر استراتيجيا فيه، كما يقول الميدان".
وطبقا لفحص، فإن مرور ذكرى عاشوراء في هذه الأيام؛ من العوامل المهمة التي تساعد الحزب على تجاوز بعض من تداعيات هذا الرقم الكبير من أعداد القتلى، وقال: "هي أيام تحشيد وحشد في الموروث الشيعي، لا سيما وأن الحزب رفع شعار "جميعهم استشهدوا في كربلاء" ليقول بأن كل هؤلاء القتلى ليسوا أغلى من أهل البيت الذين قتلوا في كربلاء"، بحسب تعبيره.
يذكر أنه لا أرقام رسمية عن أعداد قتلى حزب الله في سوريا، لكن تقديرات إسرائيلية نشرت في شهر حزيران/ يونيو الماضي؛ أشارت إلى أن عددهم يقارب 1700 قتيل.