استبقت فعاليات ثورية في الشمال السوري، نتائج
الانتخابات المحلية والتشريعية التي تعتزم
الإدارة الذاتية الكردية إجراءها، بالإعلان عن رفض نتائجها، في حين أكد قيادي كردي، لـ"عربي21"، أن الإدارة ماضية فيها، مبينا أنها لن تشمل مدينتي منبج (ريف حلب الشرقي) والطبقة (ريف الرقة).
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات بدءا من 22 أيلول/ سبتمر القادم، في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال
سوريا.
واعتبرت فعاليات في محافظتي الرقة والحسكة؛ أن كل ما يصدر عن التشكيلات والإدارات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي؛ "فاقدة للشرعية، ولا يعتد بها"، كونها جاءت عن طريق فرض الأمر الواقع.
واعتبرت الفعاليات، في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه، أن جميع المجالس والهيئات التي شكلها الاتحاد الديمقراطي، "لا تعكس أدنى إجماع شعبي، وتفتقد للحاضنة الشعبية"، وفق البيان.
ووجه البيان دعوة إلى من وصفهم بـ"أبناء المناطق المحتلة من قبل مجموعات العمال الكردستاني"، لمقاطعة الانتخابات "الهزلية"، محذرا إياهم من مغبة الانخراط في مشاريع تستهدف هويتهم المحلية.
والفعاليات الموقعة على البيان هي التجمع الوطني للشباب العربي، والتجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة، ومجلس محافظة الرقة، والحركة الوطنية لأبناء الجزيرة، والجمعية التركمانية، ونقابة المعلمين في الرقة، اتحاد شباب الحسكة، جريدة الحرمل.
وقال رئيس التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة، هشام المصطفى، إن هذه الانتخابات "لم تأت برغبة شعبية، لأن ما يقارب نصف السكان العرب في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، هم من المهجرين" حاليا، على حد تأكيده.
ورأى المصطفى، في حديث لـ"عربي21"، أن الهدف من هذه الانتخابات "تشريع سلطة الأمر الواقع، تمهيدا لسيطرة طرف على مقدرات المنطقة"، على حد وصفه.
واستبق المصطفى الانتخابات بالحكم على نتائجها بأنها "غير نزيهة"، مبينا أنه استند في حكمه السابق إلى "تصرفات سابقة للإدارة، من قبيل تزوير نسبة السكان العرب في محافظة الحسكة، وجعلها محافظة بأكثرية كردية، رغم أنها مدينة بأكثرية عربية واضحة"، وفق قوله.
واستدرك قائلا: "حتى لو كانت انتخابات نزيهة، من الذي سيدلي بصوته، والأهالي يتوزعون ما بين المناطق السورية الأخرى، والدول الإقليمة مثل تركيا والأردن ولبنان؟".
وكشف المصطفى عن خطوات تصعيدية رافضة للانتخابات؛ ستقوم بها الفعاليات، من بينها تنظيم مظاهرة، الأسبوع القادم، في المنطقة التركية الحدودية المحاذية لمدينة رأس العين في محافظة الحسكة.
في المقابل، قال القيادي البارز في الإدارة الذاتية الكردية، آلدار خليل، لـ"عربي21"، إن الإدارة ستجري الانتخابات لتتمكن الشعوب من حكم نفسها بنفسها، على حد قوله.
وأوضح أن المرحلة الأولى من الانتخابات ستكون على مستوى الأحياء (الكومينات)، ومن ثم تتوسع في المرحلة الثانية لتكون على مستوى البلدة أو المدينة، إلى أن يصار في المرحلة الأخيرة إلى تشكيل مجلس يسمى "مجلس مؤتمر الشعوب الديمقراطية"، أي البرلمان، الذي سيقوم بتحديد الأسماء التي ستقود المجلس الفيدرالي.
وأكد خليل أن الانتخابات لن تشمل كل المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، "لأن سكانها لم يقرروا بعد إذا كانوا سيقبلون بالنظام الفيدرالي أم لا"، مثل مدينة منبج في ريف حلب، والطبقة في ريف الرقة. وأضاف: "ستكتفي الإدارة حاليا بإجراء الانتخابات في المناطق التي كانت تديرها في العام 2014 فقط".
وردا على رفض أوساط شعبية للانتخابات، اعتبر خليل أن "الأوساط الشعبية المحلية غير رافضة للانتخابات، لكن قد يكون لأصحاب المشاريع المختلفة عن مشروعنا رأيهم المختلف، وهذا أمر طبيعي"، كما قال.
وتابع قائلا: "مشروعنا علماني ديمقراطي، يعتمد على تعايش المكونات مع بعضها، ولذلك من الطبيعي أن يرفض أصحاب المشاريع القومية والمركزية هذه الانتخابات". بل إنه ذهب للقول بأن "الشعب كله مع هذا المشروع"، مضيفا: "نحن ماضون في الانتخابات ومشروعنا الفيدرالي مستمر"، بحسب تعبيره.
يذكر أن نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، كان قد وصف قبل أيام إعلان الإدارة الكردية عن إجراء انتخابات بـ"المزحة"، وقال إن سوريا لن تسمح أبدا بانفصال أي جزء من أراضيها، كما قال.