كشف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، السبت، عن مشاركة الحشدين الشعبي والعشائري في عملية تحرير مدينة تلعفر غربي الموصل، في محافظة نينوى؛ لاستعادتها من عناصر "تنظيم الدولة"، بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية.
وتأتي تصريحات العبادي في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية منذ نحو أسبوعين الاستعدادات لبدء الحملة العسكرية الجديدة في تلعفر ذات الغالبية السنية، التي لم يتضح بعد موعد بدئها.
ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة انتقادات عراقية؛ خوفا من تجاوزات حقوقية تقوم بها قوات الحشد الشعبي، وانتهاكات تثير انتقادات منظمات حقوق الإنسان.
إذ تتهم قوات الحشد بارتكابها انتهاكات بحق المدنيين، كالإعدام الميداني، واحتجاز مدنيين، وتعذيبهم، على مدى العامين الماضيين، في المناطق التي جرى استعادتها من "تنظيم الدولة".
وتعليقا على ذلك، قال المحلل العسكري، فايز الدويري، لـ"
عربي21": "سيكون هناك عمليات انتقام من قبل قوات الحشد الشعبي تجاه المواطنين من أهل السنة".
وأشار الدويري إلى أنه لا يوجد تقديرات عسكرية دقيقة عن حجم القوة المدافعة وحجم القوة المهاجمة لأن المعركة لم تبدأ لغاية الآن"، مضيفا "لهذا السبب لا يستطيع القادة الميدانيين أن يضعوا قراءة أولية عن مدة المعركة" وهذا سيتضح لاحقا وفق قوله.
اقرأ أيضا: مليشيا بـ"الحشد" تعلن تلقيها أوامر للمشاركة بمعركة تلعفر
وعن نتائج انتهاء المعركة ومصير تنظيم الدولة في تلعفر، أشار الدويري إلى أن التنظيم سيغادر المنطقة عقب خسارته الحتمية في المعركة.
وأوضح أن "هناك أطماع إيرانية تهدف لمد طريق الحرير بالسيطرة على تلعفر لتتصل مع سوريا عن طريق القامشلي والحسكة وغيرها، عن طريق أدواتها المتمثلة بالحشد الشعبي".
وحذر الدويري من مستقبل تلعفر، وسيطرة الحشد الشعبي والشيعة التركمان عليها، مضيفا "يجب أن تسعى تركيا وبقية الدول ذات النفوذ بالمنطقة إلى عدم تغيير هوية المنطقة من سنية إلى منطقة شيعية".
وعن إشراك الحشد الشعبي في المعركة، اعتبره الدويري قرارا إيرانيا لا صلة للعبادي به، فرضه قادة الحشد الشعبي ليبقى أمام العالم أنه رئيسا للوزراء صاحب القرار".
في حين أشار العبادي إلى أن مصير تلعفر في حال السيطرة عليها، "ستعود لجميع أبنائها، وسيشارك الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب والحشد العشائري والشعبي في تحريرها".
اقرأ أيضا: حشود القوات العراقية تصل تخوم "تلعفر" استعدادا لاقتحامه
وقال في كلمة له، باحتفالية في برلمان العراق للشباب، إن "العالم كله معجب بالنصر الذي حققه العراقيون؛ لأنهم لم يتوقعوه بهذه السرعة، وفي الظروف الصعبة التي يعيشها العراق، وبالخطر الكبير الذي كانت تمثله العصابات الإرهابية".
وأكد العبادي أنه يوجد "أشخاص أحزنهم الانتصار، ويحاولون استغلال أي حدث لضرب قواتنا".
ونوه إلى أن إعادة قوة المؤسسة العسكرية كانت نتيجة "عمل دؤوب وإعادة تأهيل".
وكان الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، أكد الخميس الماضي بدء الاستعدادات العسكرية واللوجستية لاستعادة مدينتي تلعفر والحويجة وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
والمنطقة المستهدفة للحملة بطول نحو 60 كيلومترا، وعرض 40 كيلومترا، وتتألف من مدينة تلعفر وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلا عن 47 قرية متناثرة بمنطقة بعضها صحراوي مكشوف، وأخرى تقع بين تلال صخرية متوسطة الارتفاعات.
اقرأ أيضا: حرب الشوارع.. استراتيجية تنظيم الدولة بعد هزيمته بالموصل
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة تمكن في الخامس عشر من حزيران/ يونيو 2014 من السيطرة على مدينة تلعفر بعد قتال جرى وسط المدينة، وانسحاب أغلب القوات العراقية المتمركزة فيها، ونزوح آلاف من السكان إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية "البيشمركة".
يذكر أن العبادي أعلن قبل أسبوعين استعادة كامل الموصل من "تنظيم الدولة" بعد معركة استغرقت قرابة 9 أشهر، أدت إلى الكثير من الخسائر البشرية والمادية، ونزوح أكثر من 920 ألف شخص.