سياسة عربية

حفتر يغازل سيف القذافي وإخوان ليبيا.. لماذا الآن؟

حفتر عبر عن ترحيبه بدور سياسي يقوم به سيف القذافي مستقبلا- ا ف ب
حفتر عبر عن ترحيبه بدور سياسي يقوم به سيف القذافي مستقبلا- ا ف ب
كشف قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي، خليفة حفتر أنه "يتابع تحركات سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي منذ الإفراج عنه الشهر الماضي، وأن الأخير موجود في مكان محدد، دون الإعلان عنه".

وعبر حفتر عن ترحيبه بدور سياسي يقوم به سيف القذافي مستقبلا، مؤكدا: "سيف مواطن ليبي عادي، وليس لدينا مأخذ شخصي ضده بل بالعكس أهلا وسهلا به، وإذا كان يريد لعب دور سياسي فلا مشكلة"، بحسب حديثه لصحيفة "الحياة" الخميس.

إخوان "معتدلين"

ولم تقف تصريحات "حفتر" عند مستقبل نجل القذافي ومكانه، بل أكد أيضا خلال تواجده في العاصمة الفرنسية "باريس" أنه "لا مشكلة لديه مع المعتدلين من جماعة الإخوان، لكن المتطرفون ليسوا مسلمين بل لديهم نهج عنيف ويرفضون الدولة الوطنية ويمتلكون مشروعًا أيديولوجيًا كبيرًا وهو مرفوض في ليبيا"، حسب قوله.

اقرأ أيضا: حفتر والسراج.. تفاهمات على وقف إطلاق النار وانتخابات قريبة

واعتبر مراقبون أن تصريحات "حفتر" بعد لقاء باريس، حول سيف القذافي وحول إخوان ليبيا، هي مجرد "مغازلة" للطرفين، وخاصة حزب العدالة والبناء المحسوب على جماعة الإخوان والمشارك بقوة في جولات الحوار الوطني، في حين رأى آخرون أنها مجرد "طمأنة" لكل الأطراف في الداخل الليبي.

مغازلة فاشلة

من جهته، أكد المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "مثل هذه التصريحات بعد لقاء باريس تدل على أن "حفتر" قد خسر رصيدا كبيرا من الدعم الدولي والإقليمي، وأنه يحاول أن يتقرب إلى أطراف جديدة من أجل الإبقاء على ورقته في الداخل الليبي".

وقال لـ"عربي21": "سبق أن تحدث حفتر عن سيف القذافي بطريقة فيها سخرية وأنه ليس له أي مستقبل سياسي، والآن يغازل سيف ويتقرب إليه وإلى أنصاره، لكن حقيقة سيف موجود في حماية كتائب خارج سيطرة حفتر، وليس لحفتر أي دور في وضع سيف الحالي أو مستقبله"، وفق رأيه.

وتابع: "وبخصوص تصريحاته حول الإخوان كجماعة، فلن تجدي مغازلته لهم، كون الجماعة لها ثوابت أخلاقية لن يتنازلوا عنها ولا يمكن أن يضعوا أيديهم في يد مجرم حرب مثل "حفتر"، أما حزب العدالة والبناء، فإن مواقفه تتماشى مع ما يمكن تحقيقه من مكاسب سياسية حتى وإن كانت متعارضة مع القيم والأخلاق"، حسب تعبيره.

رسائل طمأنة

لكن عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، محمد عبد الكريم، رأى من جانبه؛ أن "المشير" حفتر يريد بهذه التصريحات أن يبعث برسائل طمأنة لكل الأطراف في الداخل الليبي"، مضيفا لـ"عربي21": "المشير بات رقما كبيرا الآن في المشهد السياسي فضلا عن المشهد العسكري خصوصا بعد التراجع الكبير لدور البرلمان والذي تحول إلى مؤسسة مشلولة، لذلك رسائله سيكون لها مردود إيجابي".

صفقة

وأوضح الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "حديث حفتر عن سيف القذافي بهذه الإيجابية يؤكد أن الإفراج عن سيف كان موضوع صفقة بين حفتر وأعوان نظام القذافي، وعلى الأرجح أن "نجل القذافي" موجود في مكان آمن بمناطق نفوذ حفتر"، وفق تقديره.

اقرأ أيضا: حزب العدالة والبناء الليبي يعدل موقفه من بيان باريس‎

وأضاف لـ"عربي21": "وبخصوص مغازلة حفتر للإخوان، فهو تنازل محدود يقدمه حفتر ليحصل على موافقة مبدئية بقبوله قائدا عاما لكل القوات المسلحة، أي يصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد خلف واجهة سياسية مدنية"، كما قال.

سيف "مات"

الناشط الحقوقي الليبي، نبيل السوكني، قال إن "سيف القذافي متوفى وغير موجود أصلا، والدليل أنه لم يخرج للإعلام منذ سنتين، وإننا كناشطين طلبنا من الإخوة في مدينة الزنتان أن يخرجوه للإعلام، ولكن لم يتم ذلك حتى الآن، فإذا كان موجودا أو حتى هرب من السجن فمن المنطق والمعقول أن يخرج بشريط من أجل طمأنة مؤيديه على الأقل"، حسب رأيه.

وأضاف: "وحتى لو افترضنا جدلا أن هذا الشخص "سيف القذافي"، موجود، فإن حفتر ليس على وفاق معه، لأن كليهما يريد السلطة، فكيف يرحب به في المشهد السياسي؟"، كما قال لـ"عربي21".

لكن الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد رأى خلال حديث لـ"عربي21"، أن "كلام حفتر حول جماعة الإخوان المسلمين يأتي ضمن سياق جديد بدأ يسلكه حفتر يمهّد من خلاله لخلع البزّة العسكرية والتحمض للعمل السياسي، والذي أتوقّع أن حفتر سيعلن فيه عن نهج مصالحة ومقاربة من الجميع، ليظهر بمظهر القائد الوطني البطل المتسامي فوق كلّ الخلافات".
التعليقات (1)
سعيد
الخميس، 27-07-2017 09:20 م
أميل الى رأي كلام الباحث في نهاية المقال. لذلك وجب الحذر من حفتر فهو كالحية لا يُؤتمن. وان لا يعطى اكثر من حجمه فعينه على السلطة مثل السيسي في مصر. إن وصل الى السلطة فأقرؤا الفاتحة على الشعب الليبي لانه لن يترك السلطة وسيعزز قوته وسلطته وسيحتاج حينها الشعب الليبي الى عشرات اخرى من السنين لازاحته هذا إن أمكنوا.