شهدت مدينة الرقة السورية الاثنين معارك عنيفة تزامنت مع إعلان قوات سوريا الديموقراطية التي تدعمها واشنطن انتزاع حي جديد فيها من قبضة تنظيم الدولة، في حين استعادت قوات النظام السوري قرى وحقولا نفطية في المنطقة.
في الوقت ذاته سيطر جيش النظام السوري على مزيد من حقول النفط في المحافظة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وقال الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية إنه سيطر على حقل الديلعة النفطي بالإضافة إلى حقل زملة للغاز في المساحات الواسعة من الأراضي التي انسحب منها تنظيم الدولة في الأسابيع الأخيرة للدفاع عما تبقى له من أراض في
سوريا.
وقال الجيش السبت إنه سيطر على حقول الوهاب والفهد ودبيسان والقصير وأبو القطط وأبو قطاش النفطية وعدة قرى أخرى في منطقة الصحراء الواقعة في جنوب غرب محافظة
الرقة.
وأسفرت غارات التحالف على مدينة الرقة، التي تخوض فيها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب، عن عشرة قتلى مدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس في المنطقة أن قصف الاثنين كان الأعنف خلال أسبوع، فيما غطت سحب الدخان الأسود سماء المدينة الواقعة شمال سوريا حيث تدمرت منازل إسمنتية ومئذنة أحد المساجد.
وأوضح مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة عقب وقوع سلسة انفجارات على الجبهة في الرقة أن "الرفاق الأميركيين يقصفون بالهاون".
وكان مقاتلون عرب وأكراد منضوون تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية، خاضوا بغطاء جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ومدعومين ببطاريات مدفعية زودتهم بها مشاة البحرية الاميركية (المارينز)، معركة شرسة منذ العام الماضي لانتزاع الرقة من تنظيم الدولة.
وأفادت مراسلة فرانس برس في جزرة، على الضواحي الغربية للرقة، الاثنين أنها شاهدت قوات التحالف تطلق نيران المدفعية من موقع مشترك مع قوات سوريا الديموقراطية باتجاه مواقع تنظيم الدولة داخل الرقة.
وحاصرت قوات سوريا الديموقراطية الرقة عدة أشهر قبل أن تدخل أطراف المدينة لأول مرة في حزيران/يونيو.
وأعلنت الاثنين أنها سيطرت على اليرموك، وهو حي واسع جنوب غرب المدينة.
وقالت المتحدثة باسم قوات سوريا الديموقراطية جيهان الشيخ أحمد لوكالة فرانس برس: "لقد تم تحرير حي اليرموك البارحة".
وتابعت المتحدثة من مدينة عين عيسى أن "الحملة مستمرة لكن هناك اشتباكات عنيفة جدا". وأضافت: "نخطو خطوات ثابتة وسليمة (...) المهم بالنسبة لنا ليس السرعة بل تحرير المدنيين والقضاء على داعش".
ومن جهتهم، يقاتل الجهاديون بشراسة ضد قوات سوريا الديموقراطية مستخدمين سيارات مفخخة ومتفجرات وطائرات دون طيار تستخدم لأغراض تجارية زودت بالأسلحة.
ولدى سماع مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية صوت أزيز خفيف من الأعلى، نظروا إلى السماء حيث قال أحدهم: "هذه طائرة (بدون طيار) لداعش".
أما الإعلام السوري الرسمي، فأعلن الاثنين أن قوات النظام سيطرت على عدد من القرى والحقول النفطية في أرياف الرقة دير الزور التي يسيطر تنظيم الدولة على أجزاء واسعة منها.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): "استعادت وحدات من الجيش العربي السوري في اليومين الماضيين السيطرة على عدد من القرى وحقول النفط في ريف دير الزور الغربي وريف الرقة الجنوبي"، مشيرة إلى تدمير "عشرات" المركبات التابعة لتنظيم الدولة وقتل عدد من مقاتليه، بينهم أجانب.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين أن القوات الحكومية تقدمت مدعومة بقصف جوي عنيف من طائرات النظام وحليفتها روسيا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "في الساعات الـ48 الأخيرة، سيطرت قوات النظام على ما بين 1500 و1800 كلم مربع من ريف الرقة الجنوبي".
وأضاف أن قوات النظام تتقدم تجاه جبل البشري، وهي سلسلة جبلية تضم أجزاء من محافظات الرقة ودير الزور وحمص.
وأوضح عبد الرحمن أنه "إذا سيطر النظام على جبل البشري، يستطيع أن يسيطر على كل المناطق المجاورة".
ويعيق انتشار الألغام التي زرعها التنظيم محاولات التقدم داخل الرقة ويهدد حياة المدنيين الذين يحاولون الفرار.
وقال أحد قادة قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس دون أن يكشف عن هويته: "هناك الكثير من الضحايا سواء من المقاتلين أو المدنيين نتيجة الألغام".
وأضاف: "قمنا بالأمس بدفن ستة مدنيين انفجر بهم لغم خلال محاولتهم الهرب".