حول العالم

رجل ينجب 200 طفل دون زواج.. كيف تم ذلك؟

تحوم شكوك حول الدكتور المتوفى كاربت أنه أب لـ200 طفل - ا ف ب (أرشيفية)
تحوم شكوك حول الدكتور المتوفى كاربت أنه أب لـ200 طفل - ا ف ب (أرشيفية)
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية" عن إنجاب رجل لـ200 طفل دون زواج، وقامت بعرض قصة الواقعة بشكل مفصل.

ويرجع أصل القصة إلى أم عزباء تسمى "إستر لويز هيج" اتخذت قبل 25 عاما قرارين، الأوّل أن تحصل على أطفال عن طريق التلقيح، والقرار الثاني وهو حرصها على أن يتمكن الأطفال من اقتفاء أثر والدهم.

وسمعت إستر التي كان عمرها 35 عاما آنذاك، عن عيادة بالقرب من مدينة روتردام الهولندية، فذهبت للحصول على استشارته وأعجبها ما سمعت.

وقالت عن ذلك: "بدا الطبيب ماهرا للغاية فيما يفعله. كان رائدا في مجاله. وتحدث معي حول ما سيكون عليه الحال عند تنشئة أطفال بمفردي. لقد بدا جادا ومحترفا للغاية".

وأضافت إستر: "طلب مني صورا لأقاربي كي يتمكن من العثور على شخص يتوافق معي بشكل جيد، وقال إنه سيحرص على أن يكون المتبرع رجلاً متقبلا لفكرة تعقب أثره لاحقا".

وكشفت "إستر لويز هيج" أنها حَمَلت مرتين خلال علاقتها الطويلة بشريكها السابق، التي امتدت لـ12 عاما، لكن انتهى حملها في المرتين بولادة جنين ميت، وبمجرد أن بدأت في تنفيذ عملية التلقيح الصناعي تحت إشراف كاربات، مرت بتسع محاولات فاشلة قبل أن تحصل على نتيجة إيجابية".

ووفق صحيفة "الغارديان" فقد ولدت "إستر" ابنتها لوتي عام 1994، بعدها بعامين تقريبا أنجبت طفلها الثاني "يوناتان". وأكد كاربات لها أنَ الحيوان المنوي جاء من نفس المتبرع.

وحاولت إستر أن تكون صريحة مع طفليها قدر الإمكان بشأن جذورهما، إذ تقول: "أخبرتهما أن رجلا منحني حيواناته المنوية، وأنَّكما إذا أردتما التعرف عليه ستحصلان على فرصة لفعل هذا يوما ما".

وكان النبوغ الدراسي للابن يوناتان من بين الأسباب التي حملتهم للعودة إلى هولندا: "لقد كان نبيها، وكان المعلمون في مدرسته الصغيرة بالنرويج يشعرون بعجزهم عن تحدي قدراته بدرجة كافية. وعندما عادوا إلى هولندا، ازدهرت قدرات يوناتان أكثر، وكذلك أخته لوتي".

وفي عام 2011، تواصل يوناتان وأمه مع المنظمات المعنية بالحصول على المعلومات التي تحتاجها من عيادة الطبيب كاربات.

وكانت الأنباء التي وصلتهما مُقلقة إذ كانت الملفات عشوائية، ولم تُحفَظ الوثائق بطريقة سليمة، وبات من الصعب العثور على الشخص الذي تبرع لها بحيواناته المنوية، وما كان يبدو في البداية كمطلب سهل أصبح مهمة أكثر صعوبة. 

وبدأت تتردد قصص عن أنَ المتبرعين بحيواناتهم المنوية أطباء وطلاب في كلية الطب، لكن كانت أكثر هذه الشائعات إحباطا هي أنَ بعضا من الحيوانات المنوية التي خُصبَت بها المريضات كانت تعود لكاربات نفسه.

ويضيف يوناتان: "لقد كنا في صدمة. شعرتُ بفقدان الثقة تماما. كان كاربات طبيبا، لذا يعد استخدام حيواناته المنوية لتخصيب النساء أمرا محظورا تماما، كان من الصعب استيعاب مدى بشاعة ما حدث. لكنني فكرت بعدها مباشرة: "قد يكون هذا الرجل والدي. فتصفحت صورا له بحثا عن سمات جسمانية متشابهة".

وكان "يوناتان" يُرسل الخطابات سابقا إلى كاربات ليطلب منه معلوماتٍ عن والده، لكنَ الخطابات كانت تعود إليه دون فتحها. وقال: "فكرتُ في كيف أنَّه لا يهتم بالأمر كثيرا. لقد بدا باردا ومتعجرفا. ويمكن أن يكون هذا الرجل والدي، لقد كان من الصعب تقبل هذا الأمر".

فيلم "الحقيقة"

أثار فيلمٌ وثائقي عُرِضَ على التلفزيون الهولندي احتمالية مزعجة، وهي أنَ ما يقرب من 200 طفل قد يكونون قد أُنجِبُوا بواسطة نفس المتبرع بحيواناته المنوية.

وقالت إستر: "كان يوناتان يشاهد التلفاز عندما قال إن هؤلاء الأشخاص قد يكونون إخوتنا، لقد كان العديد منهم أذكياء مثله تماما، كنا ننظر إليهم ونفكر: هل يشبهون يوناتان ولوتي؟".
 
واكتشفت السلطات بالفعل وجود صلة قرابة بين بعض الأطفال، لكن بدا أنه لا توجد أية صلة بين يوناتان ولوتي وباقي الأطفال.

 وأكد يوناتان أنه كان محبطا، قائلا: "كنتُ آمل أن أجد، على الأقل، إخوة لي. لكنَّني ما زلتُ أريد أن أعرف هوية والدي. يقول بعض الناس لي: ربما كان من الأفضل ألا تعرف هويته إذا كان أبوك هو كاربات".

لقد تبيّن أنَه شخصٌ معدوم الضمير (كاربات) لكنَّني رفضت حديثهم، وما زلتُ أريد معرفة هويته، فمهما كان شخصا سيئا، لابد أنَّه كان يتمتع ببعض الصفات الجيدة. لقد كان الأمر أشبه بفقدان جزء من هويتي. أعلم أنني أحتاج إلى العثور على الحقيقة".

وتوفي الدكتور كاربات في نيسان/ أبريل خلال العام الجاري، عن عمر يناهز 89 عاما، إذ قامت الشرطة بمصادرة بعض متعلقاته الشخصية من منزله، من بينهما فرشاة أسنانه، ويتوقع صدور حكم في وقت قصير حول إمكانية إعلام العائلات بنتائج تحليل الحمض النووي.

وأثبتت نتائج اختبارات الحمض النووي لعائلة إستر أنَ "يوناتان" و"لوتي" أشقاء تماما، وتعود جذور والدهما على الأغلب إلى وسط أوروبا.
التعليقات (0)