نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تطرقت فيه للخلاف الذي نشب، خلال
قمة العشرين في هامبورغ، بين قادة أكبر اقتصادات في العالم من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، بشأن سياسة
المناخ.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلنا عن تمسكهما بشأن استمرار الدول 19 في نهجها على تفعيل اتفاقية باريس للتغير المناخي، على الرغم من "تغريد واشنطن خارج السرب".
وذكرت الصحيفة أن المستشارة الألمانية قد حققت مآربها، حيث عملت على توحيد الآراء بين 20 دولة فيما يخص التغير المناخي. ولكي تنجح في ذلك، جمعت ميركل زعماء أكبر دول العالم في مدينة هامبورغ الألمانية، في حين وجدت واشنطن نفسها في عزلة بهذا الشأن.
وأكدت الصحيفة أن موضوع المناخ قد ساهم في توتير الأجواء بين العم سام وشركائه. وفي هذا الإطار، اقترحت واشنطن عدم العمل باتفاقية باريس، لكنها، في نفس الوقت، عبرت عن استعدادها للتعاون مع الدول التسع عشرة في مجال الطاقة الأحفورية.
وأثار انسحاب الأمريكيين من اتفاقية المناخ؛ المخاوف من أن يتحول الموقف الأمريكي إلى "عدوى" من شأنها أن تدفع دولا أخرى في المجموعة إلى سحب تواقيعها. ومن بينها تركيا، حيث هدد رئيسها، رجب طيب أردوغان، بعدم المصادقة على اتفاقية باريس في حال لم تتماش شروط الاتفاق مع مصلحة بلاده.
وأفادت الصحيفة أن 19 دولة من جملة 20 التي صادقت على اتفاقية باريس، ترى أن هذه الاتفاقية "مهمة ولا رجعة فيها". ومن جهته، حذر الرئيس الفرنسي الشاب من أن تتحول "روح التوافق بين الدول الموقعة إلى نقطة اختلاف". ولكي يضمن جدية الدول الموقعة على اتفاقية المناخ، أعلن ماكرون عن احتضان باريس قمة بتاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر القادم، بهدف جمع تمويلات لتفعيل اتفاقية باريس على أرض الواقع.
وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلة المناخ ليست الوحيدة المسجلة على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، حيث عمل ضيوف المستشارة الألمانية على تجاوز خلافاتهم بخصوص التبادل الحر. وفي هذا الإطار، تعمل الدول المشاركة في قمة العشرين على تركيز تجارة "حرة ومتساوية" مع التصدي للسياسة "الحمائية" الاقتصادية. ومن جهتها، هددت الولايات المتحدة باتخاذ تدابير صارمة لحماية صناعتها واقتصادها من غزو البضائع الصينية للأسواق الأمريكية.
ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي قد شدد من جهته على تثبيت قواعد مشتركة لسير عملية التبادل الحر. أما بالنسبة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فهو يعمل على قلب الأوضاع لصالحه عبر تركيز قواعد تتماشى أولا مع مصلحة بلاده. في المقابل، اصطدم الرئيس الأمريكي بدولتين تعملان بجهد على استغلال هذه القمة لعزل واشنطن اقتصاديا، وهما بلا شك كل من روسيا والصين.
وقال ماكرون: "لقد أضحت قمة العشرين بمثابة غرفة عمليات نتناول فيها أكبر القضايا التي من شأنها أن تؤرق العالم... لكن في الوقت الذي نجتمع فيه مع بعضنا البعض، لا زلنا نشهد عدة خلافات تفرق كبار العالم الغربي... لكننا نعمل (...)، على خلق توازن في صلب المجموعة وتجنب العودة إلى الوراء".