نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية، تقريرا عن الأطفال الذين شاركوا في القتال إلى جانب عناصر
تنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، تصريحات طفل سوري مجهول الهوية يبلغ من العمر 14 سنة، كان قد تلقى تدريبا في معسكرات التنظيم، حتى يتعلم "مهارات القتل والقتال".
وقال هذا الطفل: "لم يكن لدي أي خيار سوى السمع والطاعة"، مضيفا: "كنا نجبر على مشاهدة مقاطع فيديو لهجمات انتحارية، وكنا نعيد مشاهدة هذه المقاطع مرارا وتكرار".
وتابع: "في كل مرة كنت أشاهد فيها هذه العمليات؛ كنت أعتقد بأنني أريد فعل الشيء ذاته، أي أن أصبح انتحاريا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "عقب تحرير مدينة
الموصل العراقية؛ تنبأ خبراء بسقوط تنظيم الدولة في مدة أقصاها ستة أشهر"، متسائلة عن مستقبل "
أشبال الخلافة" في حال سقط التنظيم بالفعل.
وأوضحت أن القوات العراقية تواجه معضلة كبيرة في كيفية التعاطي مع هؤلاء الأطفال، لافتة إلى أنه "على الرغم من أن حوالي 10 آلاف طفل تمكنوا من الهرب من الموصل خلال السنوات الأولى للحرب وفقا لما أكدته اليونيسيف؛ إلا أنه تم استغلال الكثير من الأطفال ودفعهم للمشاركة في المعارك التي اجتاحت المدينة".
ونقلت الصحيفة عن طفل من "أشبال الخلافة" يبلغ من العمر 10 سنوات، قوله إنه "في حال كان هناك من يريد قتلك فإنه يجب أن تقتله، وإذا لم يكن لديك أي سلاح فخذ قنبلة وفجّر نفسك.. هذا ما علمنا إياه التنظيم".
ووفقا لتقارير لجنة مكافحة الإرهاب في هولندا؛ فقد قام تنظيم الدولة بإنشاء معسكرات تتسم بتنظيم عال، معدة خصيصا لتدريب الأطفال، وتهيئتهم نفسيا وجسديا لخوض غمار الحرب.
وأوردت الصحيفة أنه وفقا لبعض الخبراء؛ فإن الأطفال يتمتعون بحماسة كبيرة مقارنة بالبالغين، ولذلك يستغل التنظيم هذا العامل لتجنيدهم للقتال.
وأضافت: "في معسكرات التدريب الخاصة بالتنظيم؛ هناك نظام كامل من المكافآت؛ لتحفيز الأطفال وتشجيعهم حتى يواصلوا التدريب ويتفوقوا على أقرانهم". وفي هذا الإطار؛ صرح أحد أشبال الخلافة بأنه "في قلب هذه المعسكرات؛ تنظم مسابقات يشارك فيها الأطفال، والجائزة تكون بأن تتاح لك فرصة أن تصبح انتحاريا".
من جانبه؛ قال إبراهيم الذي كان ينتمي لـ"أشبال الخلافة" والذي يبلغ من العمر 10 سنوات: "تلقينا تعليما مختلفا تماما عن ما هو مألوف، فقد كنا نلقَّن الأرقام من خلال احتساب عدد الطلقات النارية".
وقالت الصحيفة إن "هؤلاء الأطفال الذين فقدوا هويتهم الثقافية وانتماءهم، والذين تولدت داخلهم مشاعر العنف نتيجة الدماء والجرائم التي كانت ترتكب أمامهم طيلة سنوات الحرب؛ قد يصبحون بمثابة تهديد في المستقبل".
وتابعت: "من هذا المنطلق؛ ينبغي على السلطات العراقية والسورية على حد سواء، العمل بجد على تأطير هؤلاء الأطفال، وإعادة إدماجهم في المجتمع".
ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي رايس سليمانوف، قوله إنه "لا بد أن نستشهد بوقائع تاريخية، فبعد الحرب العالمية الثانية؛ قام أتباع هتلر الذين ينتمون لمنظمة (شباب هتلر) بإنشاء منظمة سريّة خاصة بهم في ألمانيا؛ تقوم بالأساس على حرب العصابات، ما يثبت بقاء النزعة الإجرامية في صميم ذواتهم".