سياسة عربية

تيار المستقبل لـ"عربي21": الحريري لن ينحاز للسعودية

قيل إن "سعد الحريري لن يثير الأمور التي تذكي الحساسيات في لبنان" - جيتي
قيل إن "سعد الحريري لن يثير الأمور التي تذكي الحساسيات في لبنان" - جيتي
أكدت مصادر من تيار المستقبل لـ"عربي21" أن "رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يعمل على ترطيب الأجواء بين المملكة العربية السعودية وقطر بشكل غير معلن "تحت الطاولة"، وهو يهدف من ذلك إلى رأب الصدع العربي قدر المستطاع". 

وقال النائب في تيار المستقبل نضال طعمه إن "الموقف اللبناني تجاه أي قضية خلافية عربية يجب أن يكون وسطيا ومحايدا، أما في الأمور المتعلقة بالصراع العربي الخارجي أو مع إيران، فعلى لبنان الانحياز إلى أشقائه العرب"، على حد تعبيره. 

اقرأ أيضا: هل تعيد الحملة على قطر تشكيل التحالفات في المنطقة؟

وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن "كل ما يحدث في العالم العربي يعني لبنان فهو العضو المؤسس في جامعة الدول العربية"، مشيرا إلى أن "الخلافات العربية والانقسامات تؤلم اللبنانيين"، مؤكدا "أن الطبقة السياسية متوافقة على عدم الجنوح نحو أي طرف عربي على قاعدة النأي بالنفس". 

انزعاج السعودية من "النأي اللبناني" 

وحول مدى تقبل السعودية للموقف اللبناني، قال: "سبق وانزعج القادة السعوديون من موقف لبنان تجاه إيران، ولديهم الحق في عدم اتخاذ موقف رسمي لبناني مؤيد لأشقائه العرب ومن بينهم السعودية، أما في الحالة الآن فيصعب على لبنان الخروج بموقف موحد في ظل الانقسامات السياسية بين مكوناته". 

تابع: "في الأزمة الخليجية الحالية يصعب على لبنان وهو الشقيق العربي الصغير أن يتخذ موقفا منحازا للسعودية مع الإقرار بدور المملكة في دعم اللبنانيين والوقوف إلى جانبهم". 

وشدد طعمة على أن "القيادة السعودية لا تريد أن تنتقم من قطر، وإنما تسعى الى توجيه رسالة قاسية لها، ودفعها إلى الإجماع العربي ووقف علاقاتها مع إيران"، خاتما حديثه بالقول: "الصراع الدائر حاليا هو أميركي روسي بوجه عربي ويراد منه توزيع مغانم العرب بين واشنطن وموسكو". 

تضرر لبنان من الأزمة  

وحول التعاطي اللبناني الرسمي المتوقع مع الأزمة الخليجية، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق إيلي الفرزلي: "لبنان ليس لديه القدرة على الدخول في معمعة أزمة خليجية لن تجلب له سوى مزيد من الضرر"، مؤكدا في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "اللبنانيين جميعهم يأملون أن تتحسن العلاقات العربية بشكل شامل، وبما يعزز استقرار لبنان"، مشيرا إلى أن "أي أزمات عربية ترهق لبنان على المستويات كافة"، على حد قوله. 

وأشار" الفرزلي" إلى أن "لبنان الرسمي يسير منذ سنوات بين الألغام العربية والإقليمية للنأي بنفسه عن أي تداعيات سلبية تجاهه".  

وحول ما يحكى عن مواجهة الإرهاب والقوى المؤيدة له، قال الفرزلي :"لبنان في قلب معركة الإرهاب، فهو يخوض هذه المعركة ضد الجماعات المتشددة والقوى المدعومة من الخارج منذ سنوات، وبعضها يُحكى أنها مدعومة من قطر وغيرها"، موضحا: "لبنان يحارب المدّ الإرهابي في إطار الدفاع عن الذات، غير أنه صراع صعب وقاس لصد هذه الموجة الكبيرة". 

اقرأ أيضا: هل أصبح الطريق البري من إيران إلى لبنان واقعا؟

وحول إمكانية أن تلجأ الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ خطوات تضامنية مع السعودية، استبعد الفرزلي ذلك، ورأى أن "الأمور ضبابية في ظل التباينات العربية الحاصلة والانقسام في وجهات النظر"، لافتا إلى أن الأمور متداخلة إلى حد كبير على ضوء التطورات المتسارعة و"الاتصالات القطرية- التركية- الإيرانية ما يشكل تحديا للبنان على صعيد الانعكاسات المحورية". 

وحول دور رئيس الحكومة سعد الحريري المقرّب من المملكة العربية السعودية، قال: "الرئيس الحريري لن يثير الأمور التي تذكي الحساسيات في لبنان وتسبب بأزمة داخلية"، على حد تعبيره. 

تباينات الموقف اللبناني 

وقال الكاتب والمحلل السياسي عماد شمعون في تصريحات لـ"عربي21": "هناك تباينات في الموقف السياسي الرسمي للبنان على المستوى الخارجي، ويبرز دائما موقفان، الأول يعبر عن الدولة اللبنانية والثاني يعبر عن حزب الله من خلال نفوذه داخل الدولة، وبالتالي يُظهر هذا التناقض الأزمة الحقيقية في المشهد اللبناني"، كما قال.  

ولفت إلى أن "النظام اللبناني لطالما كان يتفاجأ في المواقف المتشددة لحزب الله تجاه السعودية والبلدان الخليجية". 

واعتبر شمعون أن "السعودية تقاطع قطر في الوقت الذي تبادر فيه إيران إلى مدّها بالمساعدات الغذائية وبسد حاجاتها"، مؤكدا أن "الهدف من الخطوة الإيرانية هو إفشال الموقف السعودي"، وفق قوله. 

وشدد شمعون على أن "مواقف حزب الله غير منسجمة مع القيادة اللبنانية، وبالتالي فهو يعمل ضدها". 

وحول السيناريوهات المتوقعة للحكومة اللبنانية للتعاطي مع الملف الخليجي الطارئ، قال شمعون: "على الأرجح أن تتحجج الحكومة بالتناقض السياسي داخل مكوناتها، كمخرج لها". 

وحول إمكانية أن يكون لبنان صندوق بريد في هذا الملف، لم يستبعد شمعون ذلك وقال: "استخدم لبنان في فترات عدة صندوق بريد ومختبرا من خلال الحروب التي دارت على أرضه"، ورأى أن "الساحة اللبنانية مفتوحة في ظل تركيبة قابلة للاختراق والاهتزاز، ومع ارتباط فرقاء في لبنان خارجيا على الصعيد الأمني والعسكري"، بحسب ما قال.
التعليقات (0)