سياسة عربية

كيف استغل نظام الأسد الأزمة الخليجية للتصعيد في درعا؟

النظام يحاول خلق واقع عسكري جديد في الجنوب السوري- ا ف ب
النظام يحاول خلق واقع عسكري جديد في الجنوب السوري- ا ف ب
أعرب رئيس دائرة الإعلام في "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد رمضان، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام على أحياء درعا، مستغلا الأجواء الإقليمية المتوترة، بما في ذلك انشغال الأطراف الدولية بتبعات الأزمة الخليجية

وقال رمضان عضو الهيئة السياسية للائتلاف، وعضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات: "يحاول النظام ومن خلفه روسيا وإيران، الاستفادة ما أمكن من الأزمات التي تعيشها المنطقة، لخلق واقع عسكري جديد في الجنوب السوري".

وكشف رمضان في تصريحات لـ"عربي21"، عن تحركات عاجلة يقوم بها الائتلاف بغية وقف المذابح بحق السكان المدنيين في درعا، مشيرا إلى تواصل الائتلاف مع جهات دولية لشرح خطورة ما يجري.

وميدانيا، أكد الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، أن الطائرات المروحية والحربية السورية والروسية، تستهدف بشكل متواصل أحياء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة، بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

كما أشار الحوراني في حديثه لـ"عربي21"، إلى قيام النظام بجلب تعزيزات عسكرية من قوات الجيش والميليشيات الرديفة من العاصمة دمشق، منذ ما يقارب الأسبوع، استعدادا لشن هجوم كبير على حي المنشية، بغية استعادة النقاط التي خسرها غربي درعا البلد، الحي الذي تسيطر المعارضة على معظم مساحته.

وقال: "خلال الأيام القليلة الماضية، فتح النظام معركة جديدة على محور مخيم درعا، لتأمين درعا المحطة الحي الخاضع لسيطرته، وكذلك لتأمين نقاطه العسكرية"، مضيفا: "التصعيد على درعا ليس وليد الأيام الماضية، لكن التصعيد العسكري أمر ملفت للنظر".

وأضاف: "إلى الآن فشل النظام في تحقيق تقدم عسكري، وذلك بفعل تصدي فصائل المعارضة المنضوية ضمن غرفة عمليات البنيان المرصوص للهجمات المتتالية على أكثر من محور".

وحسب الحوراني، فإنه ومنذ منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي تاريخ إعلان فصائل المعارضة في الجنوب السوري عن معركة "الموت ولا المذلة" وإلى الآن، استهدفت الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام مناطق المعارضة في درعا بـ 920 غارة جوية، و982 برميلا متفجرا، و734 صاروخ أرض- أرض من طراز فيل.

فيما بلغ عدد القتلى 180 قتيلا من المدنيين، و132 قتيلا من العسكريين في صفوف المعارضة، إلى جانب مقتل 4 إعلاميين. 

ورغم اشتمال اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق "خفض التصعيد" لمدينة درعا، إلا أن المؤشرات تدل على أن مواجهة كبيرة قادمة، ستشهدها المدينة  قبيل انعقاد الجولة الخامسة من محادثات أستانة.
التعليقات (0)