صحافة دولية

صحف إسبانية: صراع على الزعامة بالخليج.. ما دور ترامب؟

جاء هجوم ترامب على قطر رغم إشادته بجهودها في محاربة الإرهاب في الرباض- أ ف ب
جاء هجوم ترامب على قطر رغم إشادته بجهودها في محاربة الإرهاب في الرباض- أ ف ب
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية مقال رأي، تطرقت من خلاله إلى الاتهامات التي وجهتها الرياض والإمارات لجارتهما قطر بذريعة دعمها للإرهاب، وما تبع ذلك من إعلان مقاطعة قطر، في حين يختفي وراء هذا الجدل صراع الزعامة الإقليمية، فضلا عن العداء تجاه إيران، وفق الكاتب.

وأشار الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الصراع السعودي القطري ليس أمرا مستجدا، فقد ظهرت بوادره الأولى منذ شهر آذار/ مارس سنة 2014، على خلفية إيواء الدوحة لعدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين، الذين فروا من مصر آنذاك. من جهتها تعتبر الرياض أن جماعة الإخوان المسلمين يمثلون تهديدا كبيرا، بحجة أنهم يهددون الأنظمة الملكية.

وأضاف الكاتب أن اتهام الرياض لجارتها بدعم الإرهاب، أمر مثير للسخرية، معتبرا أن سبب الأزمة يتمثل في ما تعتبره السعودية بوادر تقارب قطري إيراني في الآونة الأخيرة، في حين كان اتصال الأمير القطري بالرئيس الإيراني حسن روحاني عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

وأكد الأمير القطري خلال هذه المكالمة أن "هناك مجالا وإمكانيات واسعة لتطوير التعاون القطري الإيراني في المجالات السياسية والاقتصادية".

وأوضح الكاتب أن التنافس بين السعودية وقطر بلغ أعلى مستوياته في سوريا، التي تنامت فيها الجماعات المسلحة التي دأبت على تغيير ولائها وذلك بالاعتماد على الجهة التي تقدم لها حوافز مالية أكثر من غيرها، نظرا لأن كلتا الجهتين لهما النوايا ذاتها، والأهداف نفسها، والفكر نفسه، فضلا عن الأدوات والأساليب ذاتها.

وأورد الكاتب أن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة خلال هذه الفترة، يتمثل في "هل كان تحريك السعودية للبيادق والقلاع وقطع الفيل على رقعة الشطرنج الجيوسياسية بعد أسبوعين من زيارة ترامب إلى أراضيها، من قبيل الصدفة؟"، و"هل كانت اللعنة التي لحقت بقطر هي خطوة جديدة تصب في مصلحة ترامب المعادي لإيران؟"، وفق الكاتب.

دور ترامب

وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا؛ أوردت من خلاله أن هناك رابطا وثيقا بين زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض والهجوم السعودي على قطر، فقد دعمت هذه الزيارة شعور السعودية بأنها في موضع قوة، وعليها استعادة شارة القيادة في المنطقة.

وقالت الصحيفة إنه، وبعد أن تأكدت المملكة من دعم حليفها الوثيق، الولايات المتحدة، لم تتردد للحظة واحدة في الشروع في تنفيذ مخططها الذي يهدف إلى إحداث فراغ سياسي في البلدان المجاورة. وقد اتخذت المملكة من منافسها الإقليمي السني، الذي تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة محذرة من تقاربه من إيران، الضحية الأولى. 

ونقلت الصحيفة وجهة نظر هيثم أميرة فيرنانديز، الباحث في المعهد الملكي إلكانو، الذي أفاد بأن "القراءة الأولى لهذا النزاع الدبلوماسي بين السعودية وقطر، تحيل إلى أن المملكة تشعر الآن بأنها في موضع قوة فضلا عن أنها محمية من قبل القوة العالمية الأولى، أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الصدد، اغتنمت الرياض الفرصة، وعمدت إلى توظيف دعم واشنطن لها حتى تتبنى دورا قياديا في المنطقة".

وأكد الباحث والخبير في سياسات بلدان المنطقة، أن "السعودية تعتقد أن زيارة ترامب تعد في حد ذاتها مؤشرا على عودة الإدارة الأمريكية إلى صفها من جديد".

وأوردت الصحيفة أنه من المرجح أن ترامب قد تدخل بشكل غير مباشر في الصراع السعودي القطري، والتوترات الأخيرة التي تهدد استقرار المنطقة. ومن جانب آخر، يعد الهجوم السعودي ضد قطر بمثابة الضربة الودية للولايات المتحدة؛ التي يجب أن تختار بين حليفها التاريخي، وقطر التي تضم أكبر قاعدة عسكرية تابعة لها في الشرق الأوسط.

تغريدات

وتشير عدة تغريدات نشرها ترامب الثلاثاء في حسابه على "تويتر" إلى دور أمريكي واضح في الحملة على قطر، حيث يقول في إحداها: "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف، وأشار زعماء إلى قطر. انظروا!".

وفي تغريدة أخرى يقول ترامب: "من الجيد رؤية سريان مفعول زيارتي إلى السعودية والقمة مع 50 دولة.. قادة الدول الإسلامية قالوا إنهم سيتخذون موقفا حاسما ضد تمويل التطرف"، مضيفا في تغريدة ثالثة: "التطرف، وجميع الإشارات تشير إلى قطر، ولعل هذا سيكون بداية النهاية لرعب الإرهاب!"، بحسب تعبيره.
التعليقات (1)
شبكة المحررين العرب / المكتب الاعلامي
السبت، 10-06-2017 04:54 م
زملائنا الكرام رمضان كريم ..بإمكاننا قلب الصورة إعلاميا لقطر في حال رغبة قطر بمباحثاتنا ونحن نناشد من خلال منبر المسؤولين