عادت الناشطة الحقوقية
الأيزيدية نادية مراد، إلى قريتها "كوجو" قرب بلدة "سنجار"، غرب مدينة الموصل، شمالي
العراق، بعد تحريرها من سيطرة تنظيم "
داعش".
وقبل نحو ثلاث سنوات لدى سيطرة "داعش" على سنجار والمناطق المحيطة بها، وهي معقل الأيزيدية في العراق، احتجز مسلحوه آلاف الأيزيديات وبينهم "مراد" التي نجحت في الفرار منهم لاحقا.
واستعادت "الحشد الشعبي" (قوات شيعية موالية للحكومة العراقية) قرية "كوجو" من تنظيم "داعش" في 25 أيار/ مايو الماضي، وبعد يومين قامت بتسليمها إلى مقاتلين أيزيديين.
وغادرت "مراد"، التي اختارتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة، آخر مرة قريتها وهي بيد مقاتلي "داعش" كـ"
سبية"، لكنها عادت اليوم، في مشهد حافل بالمشاعر عند استقبالها من المقاتلين العراقيين المنتشرين في القرية.
وفي مؤتمر صحفي عقدته "مراد" من قريتها، الخميس، قالت: إن "مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا الآلاف من الرجال الأيزيديين في بلدة سنجار، وسبوا آلاف النساء".
وأضافت أن "أميرا في التنظيم يدعى (أبو حمزة الخاتوني)، هو من أفتى لأول مرة بقتل الرجال الأيزيديين وسبي نسائهم".
وتابعت: "مناطقنا أصبحت مدمرة ولم يتبق منها شيء"، داعية المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة لإعادة تأهيل قرى ومناطق الأيزيديين التي دمرها التنظيم الإرهابي.
وسيطر "داعش" على سنجار في آب/أغسطس من العام 2014، وقام بشكل منهجي بقتل وأسر واستعباد آلاف السكان الأيزيديين.
واحتجز مسلحو التنظيم "نادية مراد"، التي يبلغ عمرها حاليا 23 عاما، ونقلوها إلى معقل "داعش" في الموصل، لكنها نجحت في الهرب منهم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، ووصلت إلى مخيم للاجئين، قبل أن تنتقل إلى ألمانيا.
ومنذ ذلك الحين تحولت "مراد" إلى ناشطة مناصرة للأيزيديين وحقوق اللاجئين والمرأة، وشاركت في حملات عالمية ضد الاتجار بالبشر.
وتدعو "مراد" إلى اعتبار المذبحة التي ارتكبها "داعش" ضد الأيزيديين "إبادة جماعية".
والعام الماضي، منح البرلمان الأوروبي "مراد" جائزة "أندريه سخاروف" لحقوق الإنسان وحرية التعبير.
والأيزيديون مجموعة دينية، يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل (شمال)، ومنطقة جبال سنجار في العراق، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.