سياسة عربية

نظام الأسد يحشد لمعركة دير الزور.. ما هي فرص نجاحه؟

يسعى النظام للسيطرة على أكبر مساحة بالبادية السورية- جيتي
يسعى النظام للسيطرة على أكبر مساحة بالبادية السورية- جيتي
ما إن تم الإتفاق في مؤتمر "الأستانة" على تخفيف التوتر في سوريا، حتى قامت قوات النظام بسحب الكثير من قواتها لكي تحشدهم في معارك دير الزور، التي انطلقت من محورين، الأول باتجاه معبر التنف والثاني باتجاه مدينة السخنة.

وحول آخر تطورات الوضع الميداني على هذه المحاور، يقول الإعلامي في "شبكة دير الزور 24" عمر أبو ليلى لـ"عربي21": "تسعى قوات الأسد للسيطرة على أكبر مساحة من البادية السورية، ويعتبر معبر التنف الحدودي نقطة تحرك وتمركز قوية لها في طريق السيطرة على المنطقة، والتوجه فعليا إلى ديرالزور".

وأكد أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صراع دولي، قائلا: "أعتقد أنه في الفترة المقبلة ستكون المنطقة ساخنة جدا ومنطقة صراع دولية، فالنظام السوري سوف يسعى جاهدا للوصول إلى المنطقة والسيطرة عليها لأنها سوف تكون أهم المناطق الاستراتيجية للتحرك باتجاه ديرالزور، وللحصول على الدعم من العراق".

ويعتبر الإعلامي أن النظام لن تكون مهمته سهلة كما يروج إعلامه، أما بالنسبة للمعارك المباشرة، يضيف المتحدث، "فهو لن يستطيع في المعارك المباشرة الصمود وتحرير المناطق كما يروج، لأن السنوات الأخيرة أثبتت أن النظام السوري ضعيف كليا ولا يستطيع أن يسيطر على أي منطقة بدون دعم الروس وبدون دعم الميليشيات الإيرانية".

وبين أن من سيقوم بمواجهة النظام ليس تنظيم الدولة بل قوات الجيش الحر على حد قوله، معتبرا أن من سيستنزف قوات الأسد ويمنعها من التقدم بكل الإمكانيات هي فصائل الجيش الحر المتواجدة في البادية السورية، فتنظيم الدولة الآن يواجه معارك كثيرة في العراق وسوريا، ولن يستطيع أن يصمد أمام الدعم الذي يتم تقديمه لقوات الأسد من قبل الروس، حسب قوله.

ويذهب الإعلامي إلى أن هناك تنسيقا قائما بين قوات النظام من جهة وقوات "الحشد" الشيعي العراقية والأكراد من جهة أخرى، مبينا أن التنسيق بين النظام والحشد الشعبي طبيعي جدا، حيث أنه تم تشكيل فصيل يقاتل إلى جانب النظام منذ أشهر في دير الزور ويسمى بـ"الحشد"، وهو فرع للحشد الشعبي في العراق.

وأوضح أن هذا الفصيل أغلبه من المقاتلين الشيعة العراقيين واللبنانيين، والتنسيق بين النظام والأكراد ليس خافيا على أحد، ولنا  في محافظة الحسكة خير مثال على ذلك، كذلك الأمر ما حدث في ريف حلب خلال الشهور الماضية، فقوات قسد بالغالب لا تقاتل النظام السوري، ولم تطلق طلقة واحدة ضده، وإنما هي تقاتل فقط تنظيم الدولة.

من جهته، يرى سعد الحاج المسؤل الإعلامي لـ"جيش أسود الشرقية"، أن قوات النظام تقدمت باتجاه معبر التنف الحدودي، وأن الجيش الحر تراجع بعض الشيء "خلال انشغال الثوار بقتال تنظيم الدولة في منطقة المحسا، حيث قام النظام باستغلال ذلك وأرسل مليشيات حزب الله والايرانيين إلى منطقة السبع بيار".

واستطرد: "وبعدما سمعنا بذلك تراجعنا للخلف وقطعنا الطريق على تمدده باتجاه التنف، وهو الآن يحاول جاهدا ومعه ضباط روس على الأرض وطيران روسي ومليشيات إيرانية، ولم يستطع التقدم مترا واحدا، حيث أنه ينفذ كل يوم أكثر من 50 غارة جوية".

وأكد الحاج لـ"عربي21"، أن "هناك اتفاقا بين الروس والإيرانيين على دعم النظام لكي يصل إلى دير الزور من عدة محاور"، مبينا أن النظام اتفق مع روسيا وإيران على أن تقوم روسيا بالتقدم من تدمر إلى منطقة السخنة باتجاه دير الزور. 

وبين أن إيران ومعها حزب الله تسعى إلى فتح طريق دمشق – بغداد، "لكنه حلم سيكون بعيدا لن نسمح بتحقيقه، فنحن لا نركز فقط على تنظيم الدولة بل نقاتل النظام أيضا، فالآن نعد العدة لقتاله بكل قوتنا وإمكانياتنا"، مشيرا إلى أن "التنف والشحمي وكبد وجليغم كلها بيد الثوار، والنظام بعيد جدا عن معبر التنف، فهو لولا الطيران الروسي لا يجرؤ على التقدم مترا، وهو يطمح لفتح طريق دمشق بغداد".

بدوره، يؤكد القيادي المقرب من تنظيم الدولة الملقب "أبو عمارة السوري"، أن قوى النظام ستنهك في الصحراء، قائلا لـ"عربي21": "إن النظام لن يتمكن من حماية طريق إمداد له بمساحة تمتد لعشرات الكيلو مترات، حيث سيتبع تنظيم الدولة حرب العصابات والغارات الخاطفة التي ستستنزف النظام، فالتنظيم يجيد هذا النوع من القتال في الصحاري الشاسعة على عكس النظام".

واعتبر أن من أهم أهداف النظام وإيران ومعهم الروس من معارك دير الزور "ربط طهران بدمشق مرورا ببغداد، والسيطرة على طريق دمشق -السخنة-بغداد، وبذلك تحقق إيران هلالها الشيعي جغرافيا وعسكريا، كما يهدف الروس للوصول لمناطق ثروات دير الزور الغنية، ولكن ستكون مهمة كل هذه الأطراف صعبة عسكريا حتى في حال تمكنوا من الوصول لدير الزور".

ويعتبر القيادي المقرب من التنظيم أن معارك النظام باتجاه دير الزور هي "أحد ثمار اتفاق تخفيف التوتر، إذ استطاع محور النظام مدعوما بروسيا وإيران أن يحيّد قوات المعارضة ضد النظام، ويسكن الجبهات معها لكي يتفرغ لقتال تنظيم الدولة، فقد رأينا أرتال النظام ومليشياته تخرج مع اتفاق الأستانة متوجهة نحو حمص وريف حماة الشرقي من أجل شن المزيد من العمليات ضد تنظيم الدولة".
التعليقات (0)

خبر عاجل