صحافة دولية

ديلي بيست: هذا ما يفعله حلفاء أمريكا الأكراد بالآخرين

ديلي بيست: تعيش منبج كابوسا متواصلا منذ ثمانية أشهر- أ ف ب
ديلي بيست: تعيش منبج كابوسا متواصلا منذ ثمانية أشهر- أ ف ب
نشر موقع "ديلي بيست" رسالة لمحمد نور، وهو أحد سكان مدينة منبج في شمال سوريا، يتحدث فيها عما مرت به منبج، واصفا الأوضاع التي تشهدها المدينة في الوقت الحالي.

ويقول الكاتب إن "منبج وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة قبل ثلاث سنوات، فأكره الناس على الصلاة في المسجد، وأمر النساء بلبس ملابس كاملة، وقطع رؤوس معارضيه في الأماكن العامة، لكن إن حضرت دوراتهم الدينية واتفقت مع قوانينهم كان بإمكانك الحصول على وظيفة، تكسب منها ما يكفي لإعالة عائلتك".

ويضيف نور في رسالته، التي ترجمتها "عربي21"، أن "هذا الوضع انقلب رأسا على عقب في آب/ اغسطس الماضي، عندما قامت القوة الكردية، بمساعدة الطيران الأمريكي، بهزيمة تنظيم الدولة في منبج، وكان هناك عرب بين القوات، التي تسمي نفسها قوات سوريا الديمقراطية، لكن أكرادا ليسوا سوريين أصبحوا هم سادتنا الجدد".

ويتابع الكاتب قائلا: "أصبح الأكراد المحليون، الذين يشكلون 10% من الـ100 ألف نسمة، هم الطبقة المتميزة، وهم يسيطرون الآن على التجارة المحلية، ويعاملون معاملة خاصة من الشرطة، أما التدين فانقلب 180 درجة، فالتقاليد مثل احتشام المرأة أصبحت ممنوعة -ليس بقرار ولكن بالتطبيق- وأي شخص يعارض ذلك يمكن أن يعتقل ويعذب، وأعرف ذلك من تجربتي الشخصية".

ويشير نور إلى أنه "منذ شهر آب/ أغسطس، أصبحت المواقع الرئيسة في قوات سوريا الديمقراطية، وفي إدارة منبج، في أيدي أكراد من خارج سوريا (من حزب العمال الكردستاني)، الذين نسميهم القنديليين؛ نسبة إلى جبل قنديل في العراق، حيث يتدرب مقاتلو الحزب، تعرفهم من السيارات التي يستخدمونها، والتي تغطيها صور مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي يقبع الآن في سجن تركي، ولا يستخدمون أسماءهم الحقيقية، ويعملون من خلف الكواليس".

ويقول الكاتب: "أريد أن أؤكد هنا أننا كنا سعداء بالتخلص من تنظيم الدولة، لكن النظام الجديد أصبح أكثر ظلما، لدرجة أن بعض العرب تحدثوا علنا عن (الأيام الجميلة الماضية تحت حكم تنظيم الدولة)، فقد رأوا الأسياد الأكراد الجدد يمزقون نسيج المجتمع، ويفسدون علاقات جيدة دامت لقرون بين العرب والأكراد والتركمان".

ويصف نور الأوضاع بأنها "كابوس متواصل منذ ثمانية أشهر، ولم تنته بعد، ففي شهر شباط/ فبراير، عندما هددت تركيا بالسيطرة على منبج عملت أمريكا على منع ذلك، واليوم توجد قوات أمريكية شمال منبج، وتزور البلدة بانتظام، وهناك قوات روسية غرب منبج بين القوات الكردية والتركية، وتزور البلدة بانتظام أيضا".

ويقول الكاتب إن "قوات سوريا الديمقراطية تقول أنها ستسلم منبج للنظام السوري، وأعلنت سوريا سيطرتها على المدينة، وليس الأمر كذلك، فـ(حرس الحدود) السوري يتألف من العرب في قوات سوريا الديمقراطية، الذين يأخذون أوامرهم من القيادة الكردية في منبج، لكن النظام موجود منذ الصيف، فبعد وصول الأكراد تسلم النظام المدارس، ودفع رواتب المعلمين، واستخدم مخابرات حزب العمال الكردستاني لخدمة أهدافه السياسية".

ويضيف نور: "ليس هناك علم سوري يرفرف على منبج، لكن هناك علم مجلس منبج العسكري، وهو واجهة لحزب العمال الكردستاني، لكن حزب البعث عاد أيضا، وأي شخص يأمل بأن يصبح مدير مدرسة عليه أن يكون عضوا في الحزب، ويحمل الطلاب بطاقات عليها صورة بشار الأسد، ويتم الاحتفال بيوم (الحركة التصحيحية)، وهو احتفال بذكرى الانقلاب الذي قام به حافظ الأسد عام 1970، الذي أتى به وبعائلته إلى سدة الحكم".

ويستدرك الكاتب بأن "الأمن في يد المخابرات الكردية، لكن الكثير من أفعالهم تفيد النظام مباشرة، ولو أردت وصف منبج بجملة واحدة لقلت: مدينة الأحلام، حيث يحلم الأكراد بالسيطرة عليها، ويحلم الأسد بعودة سيطرة نظامه عليها، ويحلم الثوار السوريون، الذين كانوا فيها من تموز/ يوليو 2012 وحتى كانون الثاني/ يناير 2014، عندما دخلها تنظيم الدولة، بأن يحرروها مرة أخرى، وعراب هذه الأحلام كلها هو أمريكا التي تقرر أي الأحلام تتحقق".

ويلفت نور إلى أن "سكان المدينة من عرب وأكراد وتركمان يحلمون بمدينة خالية من تنظيم الدولة ومن حزب العمال الكردستاني ومن ديكتاتورية الأسد".

ويفيد الكاتب بأن "تنظيم الدولة حافظ على المرافق الحكومية؛ لأنه كان يعد نفسه حكومة شرعية، بالإضافة إلى أن منبج مشهورة بإنتاج القمح، ولم يقم تنظيم الدولة بتشغيل الطواحين فقط، بل طورها، أما تحت حكم حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، فإن الوضع مختلف تماما، فقد تم نقل 18 صومعة طحين من المطاحن في منبج إلى كوباني، المدينة الكردية على الحدود التركية، وتم تفكيك مولدات الكهرباء ونقلها، وقام حزب الاتحاد الديمقراطي باتهام أصحاب المصانع بالتعاون مع تنظيم الدولة، وقام بتفكيك مصانعهم ونقلها ونهب ما توفر في مخازنها".

وينوه نور إلى أن "هناك مجلسين يحكمان منبج؛ مجلس بلدي يقوده فاروق الماشي، ومجلس عسكري يقوده شرفان درويش، وهو كردي من منبج، لكن لا يملك أي منهما اتخاذ قرارات، وكان فاروق هرب مع 500 عائلة أخرى من منبج في عام 2014، وقضى عامين في تركيا، وهرب آخرون لمناطق الثوار، بل حتى لمناطق النظام، وعاد ما لا يقل عن ثلثي العائلات الفارة بعد سيطرة القوات الكردية، لكنهم أدركوا أن وجود العرب في نظام الحكم هو فقط لإعطاء الشرعية للأكراد، الذين أتوا من الخارج".

ويبين الكاتب أن "المجلس المحلي سمح في البداية لمتطوعين عرب بفتح فرع للهلال الأحمر السوري، لكن تدخل قائد اسمه خليل من حزب العمال الكردستاني من قنديل، بشكل شخصي وفي زيه العسكري، وأحضر المتطوعين للمجلس، وقال لهم إنه بإمكانهم فقط إقامة فرع للصليب الأحمر الكردي، وحذرهم إن استمروا فيما يخططون، قائلا لهم: (سأقوم بالتبول على أعضاء المجلس المحلي كلهم)، وكان نظام الأسد قادرا على منع وقوع هذه التجاوزات أحيانا، ونواجه كل يوم الشرطة (أسايش) ممثلة لحزب العمال الكردستاني، فهم يقومون بإدارة الحواجز، ويقودون وحدات مكافحة الجريمة والإرهاب، وهناك حوالي 30% منهم عرب، أما شرطة المرور فنصفها من الأكراد، ونصفها من العرب، فهم مسؤولون عن المرور، وعن جمع ضرائب السيارات، ويمتلكون السلطة لمصادرة السيارات التي لم تدفع الضريبة، وقد رأيت الكثير من السائقين الأكراد يسمح لهم مرارا بالذهاب، حتى وإن لم يدفعوا الضريبة". 

ويقول نور إن "الأمر ذاته يمكن أن يقال حول القانون والنظام، فأعلم أن هناك حالات قتل واغتصاب وسرقة لعرب، ولا يتم حلها، ولا حتى التحقيق فيها، بالإضافة إلى أن هناك قمعا وحشيا للحريات الدينية الفردية، وكانت القوة الحاكمة الفعلية حتى وصول الأمريكيين هي المخابرات التي يقود الرفيق دليل من قنديل".

ويكشف الكاتب عن أن "الأكراد الآن في حالة حرب، وتستخدم المعلومات الاستخباراتية للمساعدة في السيطرة على الأراضي التي يحكمها تنظيم الدولة، أو الثوار المعارضون لحكومة النظام السوري، سواء كان الثوار مدعومين من تركيا أو من وكالة الاستخبارات المركزية، وتستخدم هذه المخابرات مخبرين من المدينة لجمع المعلومات عن أي أشخاص على علاقة بتنظيم الدولة، أو باي من الفصائل المعارضة، حيث يتم التحقيق معهم، وهناك تعاون بين هذه المخابرات ومخابرات النظام، بل إن مخابرات حزب العمال الكردستاني عملت على تجنيد مخبرين لمخابرات النظام".

ويختم نور رسالته بالقول إنه "بعد وصول الأمريكيين، تم تحويل الأسوأ من القنديليين، بمن فيهم رئيس المخابرات دليل، إلى معركة الرقة، ونحن لا نفتقدهم، فلقد عانينا من وحشيتهم بصمت.. لكن عندما تنتهي معركة الأمريكيين ضد تنظيم الدولة، فمن سيقوم بحمايتنا؟".
التعليقات (1)
منبجي
الثلاثاء، 16-05-2017 12:09 م
هل تأكدتم من أقوال محمد نور نعم في كلامه صحة ولكن الاغلب خطأ