أسفرت انتخابات داخلية في أكبر حزبين يمثلان التيارين السلفي والليبرالي في مصر، هما حزبا "النور"، و"المصريون الأحرار"، وكلاهما مؤيد للانقلاب، عن فوز شخصين بمنصب رئيس الحزب، في كل منهما، بالتزكية، لأول مرة في تاريخ الحزبين.
وحسم يونس مخيون، منصب رئيس حزب "النور"، بالتزكية في الانتخابات التي أجراها الحزب، بأحد فنادق القاهرة، الثلاثاء، وتُعد ثاني انتخابات له في تاريخه، وتمخضت عن اختيار رئيس وأعضاء الهيئة العليا، وسكرتارية الحزب، بعدما رفض قيادات الحزب، وأبرزهم: أشرف ثابت، وسيد خليفة، الترشح ضد مخيون.
وأعلن رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، طلعت مرزوق، تشكيل المجلس الرئاسي الجديد للحزب.
وصعد محمد إبراهيم منصور أمينا عاما للحزب، فيما تم اختيار جلال مرة نائبا لرئيس الحزب.
وفيما عدا ذلك، لم تشهد الهيئة العليا للحزب تغييرات كبيرة إذ احتفظت القيادات البارزة بمناصبهم، وعلى رأسهم أشرف ثابت وسيد خليفة ونادر بكار، وطلعت مرزوق.
وتأتي هذه الانتخابات تزامنا مع مرور حزب "النور" بأسوأ مراحله، بعد أن فقد الكثير من شعبيته داخل التيار السلفي خاصة، والإسلامي عامة بمصر، فضلا عن تعرضه لانشقاقات داخلية أبرزها انفصال الشيخ على غلاب في محافظة مطروح، فيما لم يعد للحزب ذكر في برلمان ما بعد الانقلاب، على عكس أول برلمان بعد ثورة يناير 2011، إذ كان "النور" ثاني قوة سياسية بالبلاد، بعد "الحرية والعدالة".
وبحسب تصريحات مصادر لصحيفة "اليوم السابع"، فقد "جاءت انتخابات الحزب السلفي شكلية، ولم تشهد تغييرات ملحوظة".
ونقلت الصحيفة عن القيادي السابق في الحزب، محمود عباس، قوله إن نائب رئيس مجلس إدارة "الدعوة السلفية" ياسر برهامي هو من يتحكم في زمام أمور الحزب، وإن مخيون سيظل رئيسا للحزب لأنه أكثر شخصية مطيعة له، وصندوق أسراره، وليس لديه أي "كاريزما"، وفق وصفه.
مخيون يتفاخر بتأييد الانقلاب
وفي المقابل، قال مخيون، في كلمته أثناء الانتخابات، إن هذه الجمعية تأتي بعد أربع سنوات من انعقاد الجمعية العمومية للحزب في عام 2013، مشيرا إلى أن هذه الجمعية بمثابة إعلان ميلاد جديد للحزب، بعد فترة اضطراب حاول فيها البعض الانحراف بالحزب عن مساره وسياساته والأسس التي أنشئ عليها، وبُني على أساسها.
وتابع أن الحزب لم يتورط في أي شكل من أشكال العنف المادي أو المعنوي رغم أن البعض أراد جرنا إلى الصدام والعنف مع مؤسسات الدولة، مضيفا أن الحزب شارك في كل الاستحقاقات بعد ذلك، حتى جاءت المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي تعرض فيها الحزب لأشد صور الإقصاء والتشويه والتضييق مع استخدام المال السياسي بصورة لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك تمكن الحزب من أن يكون له تمثيل داخل البرلمان، بحسب تعبيره.
ومن جهته، قال عضو المجلس الرئاسي للحزب، أشرف ثابت، في كلمته بالجمعية العمومية للحزب، إن أهداف الحزب خلال المرحلة المقبلة تتمثل في أربعة محاور هي: التواصل المجتمعي وتوسيع المشاركة الشعبية، واستكمال إعداد الكوادر المتخصصة في جميع المجالات والتخصصات، والإعداد والاستعداد المبكر للاستحقاقات النيابية القادمة كافة، أما المحور الرابع فهو أكاديمي، من خلال الدراسات العلمية والفنية المتخصصة في جميع المجالات.
المصريون الأحرار "جبهة ساويرس": رئيس بالتزكية
وغير بعيد، أعلنت لجنة انتخابات حزب "المصريون الأحرار" (جبهة نجيب ساويرس)، المعروفة إعلاميا باسم "مجلس أمناء الحزب"، الثلاثاء، إغلاق باب الترشح على منصبي رئيس الحزب والأمين العام، وعضوية الهيئة العليا.
وقالت اللجنة، في بيان صادر عنها، الثلاثاء، إن عضوين فقط قد ترشحا على منصبي رئيس الحزب والأمين العام، هما محمود العلايلي، وأحمد سامر، وهو ما يعني، وفق مراقبين، فوزهما بالمنصبين، بالتزكية في الانتخابات المقرر أن تجري في 5 أيار/ مايو المقبل.
وأضاف البيان أن لجنة الانتخابات تلقت استمارات ترشح 192 مرشحا على عضوية مقاعد الهيئة العليا لانتخاب 50 عضوا لها.
وكان مجلس الأمناء أعلن فتح باب الترشح، قبل أسبوع، لعقد مؤتمر عام لانتخاب قيادات جديدة للحزب، وتقدم العلايلي وسامر فقط على موقعي الرئيس والأمين العام.
ومن المؤكد أن يفوزا بالتزكية في الانتخابات التي سيتم إجراؤها بمقر الجبهة بقصر محمد محمود بوسط القاهرة.
وقال المجلس، في بيانه: "بإجراء هذه الانتخابات سيعود الحزب لأصحابه ليكون حزباً ديمقراطيا يرفع شعار الليبرالية، ويثري الحياة السياسية والحزبية"، مشيرا إلى أن الانتخابات سيتم إجراؤها وفقا للائحة الحزب المعترف بها في لجنة شؤون الأحزاب السياسية لتضع نهاية لسماسرة السياسة، حتى نستعيد الحزب بعد شهور من اختطافه، ونطهره من المخربين، وفق البيان.
وفي تصريحات لصحيفة "
المصري اليوم"، قال العلايلي إن مجموع الناخبين يصل إلى 4 آلاف عضو، لهم حق التصويت، ويمثلون الجمعية العمومية للحزب، وأصحاب الشرعية الوحيدة للحزب.
وأضاف أنه بمجرد انتهاء الانتخابات سيتم إرسال نتيجتها للجنة شؤون الأحزاب، ليسير الحزب في خط مواز مع الإجراءات القانونية التي اتخذها مجلس الأمناء لإعادة الحزب لمساره الصحيح في مواجهة "انقلاب" مجموعة من الأعضاء قاموا باختطافه، على حد قوله.
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بعابدين، قررت، الأحد الماضي، تأجيل دعوى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، التي تطالب "بوقف الممارسات غير القانونية لرئيس الحزب، عصام خليل"، إلى جلسة 21 أيار/ مايو المقبل للحكم.
وكان ممدوح عبد الجواد، المحامي وكيلا عن ساويرس، أقام دعوى قضائية أمام المحكمة؛ حملت رقم 532 لسنة 2017، مستعجل القاهرة بعابدين، واختصمت عصام خليل، ورئيس لجنة شؤون الأحزاب، وطالبت الأخير بممارسة دوره القانوني تجاه انتهاكات عصام خليل، بحسب الدعوى.