مرشح خامنئي يلقي بزوجته في قلب حملته الانتخابية

يسعى رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي مرشح المرشد الإيراني للرئاسة، إلى كسب أصوات الناخبين من الاتجاهات الأخرى، وتوسيع قاعدته الانتخابية.

وبحسب تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" الذي ترجمته "عربي21"، فإن رئيسي الذي يحظى بدعم التيار الديني المتشدد في إيران، ألقى بزوجته في قلب حملته الانتخابية.

ونشرت الصحيفة البريطانية في تقريرها الموسع عن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الشهر المقبل، أن رئيسي الذي تأكد ترشحه عن التيار المحافظ "كشف عن سلاح مفاجئ في ترسانة حملته الانتخابية هو زوجته"، وفق تعبير مراسلة الصحيفة في العاصمة الإيرانية.

ويأتي هذا الأمر مفاجئا، فرئيسي رجل الدين المحافظ، ظل لوقت طويل ينصح النساء الإيرانيات بأن يقرّنّ في بيوتهن وينشغلن بواجباتهن العائلية زوجات وأمهات، ورغم ذلك يستخدم اليوم تكتيكا غير مسبوق عندما أطلق شريط فيديو يقدم فيه زوجته. 

وظهرت في الفيديو الذي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي زوجته جميلة علم الهدى، الأستاذة في جامعة الشهيد بهشتي، بوصفها أنموذجا للمرأة المهنية الناجحة.

وقال رئيسي (56 عاما) في الفيديو: "عندما أعود إلى البيت ولا أجدها، لا ألقي بالا، وعندما لا أجد عشاء معدا لي، لا أهتم، فأنا أعتقد صادقا بأن عملها يساعدها ويساعد البلاد... وبأن لديها تأثيرا".

ويرى التقرير أن هذه الخطوة هي محاولة من رئيسي للوصول إلى ناخبين خارج التيار المتشدد الذي يمثله، مع اقتراب موعد الانتخابات الشهر المقبل.



اقرأ أيضا: باحث إيراني: هل يحضر خامنئي إبراهيم رئيسي لخلافته؟

وقرأ مراقبون في هذه الخطوة أنها تمثل دليلا على الصعوبات التي يواجهها للتفوق على منافسه الرئيس الحالي، حسن روحاني.

وأضافوا للصحيفة أنه إذا أراد رئيسي النجاح، فإنه يحتاج إلى جذب الناخبين من الطبقة الوسطى.

في حين يرى مؤيدو رئيسي بمن فيهم زوجته، أن افتقاره إلى الخبرة السياسية يمكن أن يعمل لصالحه في سعيهم لتصويره كـ"رجل الشعب".

ونقلت الصحيفة عن "أحد المطلعين" على نظام العلاقات بين الإصلاحيين والمحافظين: "لقد أشرك رئيسي زوجته في حملته، لأنه يعلم أنه لا يستطيع الفوز في الانتخابات من خلال الاعتماد على طبقة الناس الفقيرة فقط".

المرشح المفضل لخامنئي

وذكر التقرير أن التيار الإصلاحي يعتقد بأن رئيسي، مرشح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي المفضل، وأنه يمثل تحديا جديا لروحاني في هذه الانتخابات.

ومن التحديات التي يواجهها التيار المتشدد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الانقسام وغياب القيادة منذ هزيمته في انتخابات عام 2013، التي جاءت بروحاني إلى سدة الرئاسة.

وركز التقرير على أن رئيسي يفتقر بشكل جدي إلى الخبرة السياسية، وأنه لا يحظى بأي شعبية، بعد أن ظل يعمل لسنوات طويلة في السلك القضائي، بعيدا عن الأضواء.

وأضاف أيضا أن التيار المحافظ الذي يدعمه يحوي صراعا على السلطة داخل معسكره، الذي تقدم بثلاثة مرشحين للتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يحد من فرص رئيسي للفوز.

اقرأ أيضا: من هو إبراهيم رئيسي الذي يريد التربع على عرش إيران؟

ووفقا لما أعلن عنه حتى الآن، فإن أبرز منافسي رئيسي على أصوات التيار المحافظ، عمدة طهران القوي، محمد باقر قاليباف، وهو أكثر خبرة سياسية وله حضور شعبي، ما يعطيه فرصا أكبر لهزيمة روحاني.

ويقول سياسيون من داخل التيار، إن "المحافظين ليسوا فقط ضد الإصلاحيين، بل ضد بعضهم البعض أيضا".

ولكن الصحيفة ذهبت إلى أن رئيسي يمكن له أن يعتمد على دعم السياسيين ورجال الدين الذين أيدوا محمود أحمدي نجاد، الرئيس السابق المحسوب على التيار المتشدد، الذي منع من الترشح في أيار/ مايو الماضي. وسرعان ما ستبنى له قاعدة شعبية، لا تختلف عن أحمدي نجاد.

وتتفق حملة رئيسي الانتخابية مع استراتيجية المحافظين المتمثلة في مهاجمة السجل الاقتصادي للحكومة التي يقودها التيار الإصلاحي، والترويج لفشل الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية، التي تعد أكبر إنجازات روحاني.

شخصية مجهولة دون خبرة سياسية

وعلى الرغم من أن رئيسي يحظى بدعم المرشد إلا أن أحد المقربين من علي خامنئي، شدد على أن رئيسي "لا يزال شخصية مجهولة للناس، وليس لديه خبرة سياسية".

وختم التقرير بالإشارة إلى أن التيار المتشدد يسعى إلى تجنب ما حصل في انتخابات عام 2013، عندما شتت مرشحو التيار أصواتهم.

وسيقوم التيار بذلك عبر إظهار موقف موحد، بانسحاب مبكر للمرشحين الآخرين لمصلحة المرشح الأكثر حظا في صناديق الإقتراع، ولكن لم يؤكد رئيسي أو قاليباف التزامهما بعد بمثل هذا الاتفاق.