هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
القرن الحادي والعشرين امتلأ في عقده الأول بانتفاضات وثورات جماهيرية تشير لرفض الشارع العربي تطبيع العقل مع الاستبداد الخاضع للاحتلال وحركته الاستعمارية
الخلط الذي قد ينمّ عن سذاجة، ذلك لأنّ الوعي لا علاقة له بشهرة الإنسان أو بمكان عمله، ينطوي على خلل أخلاقي عميق، وذلك بطمس العدالة الأصيلة للقضيّة للتساؤل عن نزاهة ممثليها. وهنا لا فرق بين من يتهم الفلسطينيين ببيع أرضهم وبين من يشكّك في كلّ المناضلين الفلسطينيين ليسوّق للتطبيع
في الوقت الذي ينشغل السواد الأعظم بمسلسلات رمضان، تدور أحداث درامية كبرى في المنطقة العربية، ولكن دراما رمضان، ودراما كورونا.. تغطي عليها
في تقديري فإن الاعتداد بالألقاب المهنية والوظيفية والاجتماعية والسياسية والإفراط في استخدامها دليل على اختلالات مهنية وظيفية واجتماعية وسياسية، لأن الغرض منها التباهي و/أو النفاق..
نود أن نطرح السؤال على أنفسنا كعرب ومسلمين: أي دور لنا في هذا العالم الجديد؟ ماذا استفدنا من هذه الأزمة العالمية؟ وهل سيكون لنا مساهمة جديدة في مواجهة آثار هذا الوباء وتداعياته؟
أعتقد أن العرب بواقعهم الحالي بمنأى عن أي إيجابية تُذكر مهما ناحت النائحات شرقاً وغرباً أن العالم سيتغير بعد جائحة كورونا..
من المؤكد أن العالم العربي سوف يتجه إلى حالة استبدادية مضاعفة، وهو يدرك أن موجة من الاضطرابات والفوضى قادمة لا محالة، ولذلك فهو يستثمر وقت الوباء لإعادة الترتيبات السياسية والمهام السلطوية، ويُجري تدريبات ويقوم بتجارب مختلفة على كافة الأصعدة السياسية والقانونية الإعلامية والأمنية والعسكرية
القول بأن من تداعيات أزمة كورونا سيكون اهتزاز شرعية هذه النظم؛ هو قول مغلوط إلى حد بعيد، ذلك أن عاقلاً في عالمنا العربي لم يذهب يوماً إلى حد الاقتناع أن هذه الانظمة تملك ولو مقدار وزن ريشة من الشرعية، فكيف ستتأثر شرعية لم تكن موجودة في يوم ما؟
المقصود بعلمنة السياسة، ليس إبعاد السياسي عن الديني، حيث أصبح الأخير خاضعا للأول ومحددا من قبله، بل المقصود هو نزع القدسية عن الأفكار والأيديولوجيات الدنيوية التي تفرضها الأنظمة التسلطية الاستبدادية على شعوبها..
لا يمكن مبدئيا فصل نتائج الوباء العامة عن تلك المحلية والإقليمية، لأن العالم كله سيتأثر بذلك بحسب طبيعة كل دولة وبحسب خصائصها السياسية والديمغرافية والاقتصادية خاصة..
رغم أن الوباء شمل إسرائيل والمقاومة والعالم كله، إلا أن إسرائيل تعتقد أن الوباء يمكن أن يكون قوة دافعة لصفقة القرن
في بلادنا وفي ظل تهالك المنظومات الطبية لأسباب يعرفها الكل، من فساد سياسي واقتصادي انعكس بالطبيعة على المنظومات الصحية في بلادنا، هبت الشعوب لإدراك ما لا يمكن أن تقوم به الحكومات بتاريخها المرضي في تداركه..
لقد ضاعت جهود وميزانيات صحية لعدة عقود في برامج غير عاجلة وغير مفيدة للمواطن العربي
حاولت غالبية الأنظمة العربية إثبات أنها أنظمة مختلفة وذات خصوصية مميزة على المستوى العالمي، عبر إنكار حصول أي إصابات بفيروس كورونا بين الشعوب التي يحكمونها، لعل ذلك يسجل في سجل ما تزعمه من إنجازات "تنموية وعسكرية وسياسية".
كان من أبرز تجليات تلك المدرسة الفكرية هي عجزها عن الوحدة العربية، وتفسخ الدولة الوطنية