هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هذه العلاقة بين سد الحاجة والخوف من الندرة هي التي بالتدريج، وعلاجٌ للاتناهي الخوفِ، باكتشاف الحاجة إلى الماوراء الذي يطمئن، وتلك هي بداية التحرر من سلطان الطبيعة على الإنسان، بجعلها هي بدروها خاضعة لسلطان أسمى منها سواء وضع فيها أو وضع وراءها مفارقا لها.
لن تنسى الأجيال العربية والإسلامية ما فعلته فرنسا الاستعمارية في معظم الدول الأفريقية، وكذا من الإبادة الجماعية في الجزائر، وغيرها. فالتاريخ خير شاهد على عنصرية "فرنسا"، التي يريد "ماكرون" تجميل صورتها، والظهور بمظهر المدافع عن مبادئ الجمهورية الفرنسية وديمقراطيتها!
الإسلام أصبح جزءا لا يتجزأ من هذا النظام، والحرية، لم يعد من الممكن ممارستها في فرنسا، من غير مراعاة قواعد هذا التوازن، ومنها وجود الإسلام في مربع المعادلة، ولذلك، يعتمد الساسة الفرنسيون سياسة الهروب إلى الأمام،
الفعل وردّ الفعل حقيقة ولذلك يجب أن تكون المعالجة وقائية بتجنب الفعل ابتداء. وهذا يشترك فيه الجميع، المسلمون برفض من له خطاب يرتدي عباءة الدين وتشوبه الراديكالية ورفض الآخر، وأصحاب الخطاب العلماني الراديكالي باحترام التدين وعدم إقصاء المسلمين كجزء من المجتمع.
ما أن تعالت أصوات المسلمين بالمقاطعة الاقتصادية، وهو سلوك سلمي مائة في المائة، حتى رأينا الصهاينة العرب يقللون من شأن وفعالية المقاطعة، وتارة يخرج مشايخ السلطة الفاسدة بتثبيط الناس، وكأن ما يفعلونه بدعة في الدين، بينما هو جهد المقل..
حملة شعواء تستهدف المسلمين ومساجدهم بل ومحادثاتهم العابرة باللغة العربية في الشارع العام؛ فحالة من الهوس والجنون تنتشر في كل أنحاء فرنسا بتحريض من الطبقة السياسية الحاكمة وعلى رأسها حزب الرئيس ماكرون ( الجمهورية للأمام)..
النظام السياسي المغاربي هو المسؤول الأساسي عن حالة النزيف المتواصلة التي تعرفها هذه الدول التي راكمت الديون فوق الديون رغم الثروات الهامة التي تملكها والتي تسيطر عليها شركات أجنبية وتُلقي بعض الفتات للطبقة التي تسهّل لها وضع اليد على هذه الثروات..
شهدت تغريدة لشقيق العاهل الأردني، وولي العهد السابق الأمير حمزه بن الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في ظل حملة الإساءة الفرنسية عبر رسوم كاريكاتورية، تفاعلا كبيرا، عبر حسابه بموقع تويتر.
أعرب أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي الأسبق عن أسفه لغياب أي موقف تونسي رسمي إزاء تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير داخليته بشأن الإسلام والمسلمين، واعتبر ذلك نقطة ضعف ديبلوماسي دعا إلى تداركها.
في تونس مثلا التي كانت تزخر بمشاريع إصلاح في الفكر الديني والخطاب الذي يتلوه، بدءا من المصلح بيرم الأول، مرورا بخير الدين التونسي وسالم بو حاجب والشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ومحمد النخلي وعثمان بلخوجة وغيرهم كثير.، فقد ساهمت السياسة في وقف مسار الإصلاح.
الواجب على المسلمين شرقا وغربا محاصرة وتحجيم مخاطر هذه الحوادث وذلك بإجماع شعبي وعلمائي ومؤسسي على إدانتها ورفضها وعدم إعطاء أي مسوغ أو مبرر أو تعاطف مع فاعلها، فإن كان من رد على تلك الإساءات فليكن بأسلوب حضاري قانوني..
إذا كان الإسلام يطالبنا بأن نراعي نتائج أفعالنا في ما هو جائز بالأساس، وفي ما هو في باب الإصلاح، فما بالنا بما هو في باب الإضرار، والإضرار هنا ليس بشخصه وحده، بل هو إضرار بكيان المسلمين كلهم في هذه البلاد، وليتأمل معنا المهللون لهذه الفعلة..
ي تقديري فإن ما تلفظ به الرئيس الفرنسي ـ رغم خطورته ـ لن يكون له أثر سلبي على إيمان المسلمين بدينهم وعلى ثقتهم فيما يحمله من خير للإنسانية، بل على العكس من ذلك سينبه الغافلين من المسلمين وغيرهم من الخيرين للبحث فيه والسؤال عنه وهو ما تظهره معطيات المواطنين الأوروبيين الذين يعلنون إسلامهم يوميا..
كلما تنامى ظاهرة الإقصاء والتمييز على أساس عنصري داخل أوروبا، كلما أنتج ردة فعل معاكسة تظهر في صورة الاحتماء بالهوية الضامرة، والتمرد على الهوية الظاهرة، إذ يبدأ اكتشاف الإسلام والعالم العربي، لكن بصورة تأويلية تبحث عن الانتقام، ومما يزكي هذه الصورة مشاهد الكراهية والعنصرية الدينية والإسلاموفوبيا..
شهادة حق في حق الشيخ طنطاوي بعد وفاته، إنه وعلى الرغم من كل المآخذ والانتقادات بحقه إلا أنه لم يصل أبدا إلى درجة الانحدار في الفتوى والتطبيل للحاكم مستغلا النصوص القرآنية والأسانيد الشرعية كما انحدر مفتي الديار المصرية الحالي شوقي علام الذي استحق بامتياز أن يكون مفتي الديار العسكرية..
كانت الصحوة الإسلامية في الجزائر آخر القرن الماضي رافدا مهما لليقظة الدينية بين قطاعات من المسلمين في فرنسا، وهي صحوة لم يعقها حاجز اللغة، لأن اللغة الفرنسية حاضرة بقوة في النشاط الفكري في الجزائر، وقد سعت فرنسا إلى شيطنة الصحوة واستئصالها..