هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الواقع يؤكّد بأنّ ساسة العراق يَلعبون بالدستور، وينتقون منه ما يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم، ويلقون كلّ الموادّ الدستوريّة التي تثبت حقوق المواطنين في البحر!
كان من أبرز تجليات تلك المدرسة الفكرية هي عجزها عن الوحدة العربية، وتفسخ الدولة الوطنية
بصرف النظر عن امتداداتها الإقليمية ورهاناتها السياسية، فإن المسألة الطائفية في تونس هي في جوهرها لحظة من لحظات الصراع الهوياتي المعبر عن عدم اكتمال شروط المواطنة فكريا وموضوعيا، كما أنها تعبر عن غياب أي مشروع وطني جامع تذوب فيه الاختلافات الدينية أو الطائفية أو الأيديولوجية
أساس العلاقات بين الدول ليس بالضرورة أن تقوم على الخلاف الفكري أو المذهبي أو الديني أو حتى الأيديولوجي، بل إن كثيرا من الدول في العالم تجاوزت خلافاتها التاريخية والدينية وبحثت عن المصالح المشتركة فيما بينها..
إذا كانت مواجهة طهران الكاذبة لواشنطن وتل أبيب في العراق وسوريا ستطرح مزيدا من الأسئلة العربية، فمن المؤكد أن أسئلة مماثلة ستطرح على صعيد الاعتراف الإيراني بكذبة صواريخها وترسانتها العسكرية، التي ستبقى آثارها عصية عن المحو والتزوير والإزالة
إيران مطالبة بمعالجة الكثير من الجروح التي صنعتها في المنطقة، والشروع فورا في انتهاج سياسات غير طائفية، وكبح أذرعها الطائفية أيضا، والدخول مع العواصم الإسلامية الكبرى في صناعة تواققات لصراعات المنطقة تطفئ نيرانها، وتعيد السكينة إلى شعوبها
إن إيران حاصرت نفسها، وباتت تتحرك في محيط معاد، فقد ربحت الأسد وخسرت المنطقة
يقف العرب موقف المترقِّب السلبي في الصراع الحرج الآن بين الولايات المتحدة وإيران، ويواجهون المزيد من القلق والاحتمالات. ومن المؤسف بما يكفي أن تكون طريقتهم العجيبة في التآمر على أنفسهم قد وضعتهم دائما في الزاوية الضيقة..
كم كنا نأمل أن تكون إيران جزءا من كتلة إسلامية صلبة قادرة على المساهمة في تحقيق النهضة الشاملة ورد الاعتبار للعالم الإسلامي عموما، وحل مشاكله ونزاعاته الداخلية، وعدم السماح باي تدخلات أجنبية في شؤونه. وكم كنا نتمنى أن تقطع الطريق على الأعداء المتربصين بأمتنا، والذين يبثون فيها الفتن الطائفية
والآن، ومع استمرار رحلة البحث عن رئيس لوزراء العراق، تعود القوى الحاكمة لذات القرصنة الدستوريّة، وليتلاعبوا بالتوقيتات، التي هي من الألفاظ القطعيّة الدلالة في اللغة العربيّة!
لا يمكن أبدا أن نفصل بين الداخل والخارج في ما يجري في كل دول المنطقة من صراعات وأحداث، لكن طالما أن الداخل يعاني من المشاكل والصراعات وسوء الإدارة فإن الخارج سيكون حاضرا
الخطاب الديني في ثوبه الطائفي أصبح فاقدا للصلاحية الزمانية والمكانية، وفي نفس الوقت لا توجد صيغ لخطاب وطني عام يعلي من شأن المواطنة ولا يعادي الدين في شكل عقد اجتماعي جديد..
السيناريو الأسود فهو ذهاب الحكومة لأساليب أكثر دمويّة لسحق المتظاهرين، وسندخل حينها في مرحلة لا يمكن التكهّن بنهايتها!
تبدو الموجة الثانية من الحراك العربي أكثر عمقاً من سابقتها، وتحمل عناصر التأثير في المنظومة السياسية بقدر أقوى من الأولى، ولأن الموجة الأولى من الحراك وقفت في نصف الطريق، أو ابتليت بردّة وتراجع إلى الخلف، فإن الحراك في الموجة الثانية قدّم حتى الآن مؤشرات واضحة عن قدرة أصحابه على الذهاب بعيدا بالنصر
أحس المواطنون العراقيون بأن البلد لم يعد بلدهم، وأن العراق قد سُرق من بين أيديهم، وسُحبت الأرض من تحت أقدامهم، فثاروا ليستردوا أرضهم، ويحرروها ويخلصوها من أمراء الطوائف الذين عاثوا في الأرض فساداً
ثورة العراقيّين اليوم ماضية، ولن تتوقّف إلا بغد جديد يُعيد للوطن مكانته في العالم، وللمواطن حقوقه المسلوبة من "الغرباء"..