هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما يحدث في مصر لن يكون سيئا، ولكنه في المجمل يصب تراكميا في تأسيس مرحلة جديدة ستكون بأي حال أفضل من مرحلة ما بعد 3 تموز/ يوليو 2013، ومقدمة لتغيير أكبر منشود
المارد قد خرج من القمقم ولن يعود إليه مرة أخرى بإذن الله، فقد أعلن عن نفسه وأثار الفزع والرعب في نفس الطاغية. ولن يعود الإمبراطور كما كان من قبل، حتى لو استطاع أن يكسب هذه الجولة
الفرصة قد لاحت في وقتها وحانت في أوانها لرحيل السيسي، وحتى تلك القوى التي تعمل داخل الدولة التي تضررت أو همشت أو صار السيسي عبئا عليها وهي معنية بإزاحته..
في ختام مقالي، فإن قناعتي الراسخة بأنه في ظل ما نواجهه الآن يجب على كل أصحاب الفكر والسياسيين أن يتناولوه في إطاره الصحيح، فإن كانت أجهزة الدولة تتصارع حول شخص الحاكم، فعلينا نحن دعوة الجماهير للاحتشاد لرفض الحكم العسكري كليا، واستغلال مساحة الحركة البسيطة الناتجة عن الصراع الراهن وتحويلها لكرة ثلج
من مصلحة الشعب أن يساهم في التغيير، أو لنقل ليختصر الوقت ويقلل الخسائر، وإذا كان من تفاهمات تسمح بهامش جيد من الحرية واطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المجرمين وعودة المهجرين، وبدء حياة سياسية
ضبابية المشهد وشح المعلومة يكتنفان المشهد في الحراك الشعبي في مصر.. هذا هو العنوان الرئيسي لوصف المشهد المصري منذ يوم الجمعة الماضي
نصيحتي لمن يريدون خوض المعركة من الشباب والنزول للميادين، ألا يخرجوا بعقلية يناير؛ فقد انتهت، وأن يستوعبوا جيدا طبيعة الصراع المقبل ومتطلباته
بصرف النظر عن السياقات التي تمخضت عن محمد علي، وعن الذين يقفون خلفه، وهي كلّها اعتبارات ينبغي استكشافها وتبيّنها وفهمها، فإنّ الأحداث الأخيرة تثبت إمكانية استئناف العمل الفاعل لمواجهة النظام، من خارجه، وباستثمار تناقضاته، وإمكانية إعادة تأطير الجماهير وتنظيمهم
انتكست الثورة المصرية بفعل نخبتها بشكل رئيسي، سواء نخبتها العسكرية أو المدنية بتنوّع تقسيماتها بين إسلاميين وعلمانيين، وفي ظل تصاعد دعوات تصويب مسار الحكم، نأمل أن تتنحى النخبة التي صنعت مشهد ما بعد رحيل مبارك، وأن تبرز نخبة جديدة تدرك أخطاء الماضي، وتتعلم من التجارب السابقة
كلها مصطلحات في جوهرها المعرفي معادية لإنسانية الإنسان، تلغي المسافة بين الدال والمدلول والحاكم، والإطار الذي به يحكم، والسلوك الثوري أو الدعوي، والثورة والدعوة نفسها
بعد أن اجتاحت هبّاتُ الاحتجاجات والجهر بالغضب بعضَ البلاد العربية في السودان والجزائر ومصر، يتجدد سؤال: هل نحن أمام مرحلة ثانية للثورات العربية؟ وهل ستكون "ثورات بروح جديدة، ونتائج مغايرة؟
السلطويات العربية الشمولية وعلى رأسها السعودية والإمارات، التي تولت كبر قيادة الثورات المضادة لتعزيز سلطويات مماثلة، قد أصابها الوهن واستنزفت هيبتها وطاقاتها وأموالها، وأصبحت في حالة يرثى لها
ما يدعم القول بأن المستهدف هو مجرد انقلاب يطيح فقط برأس النظام، ويحافظ على بقية جسده؛ هو تلك النداءات المتكررة من صاحب دعوة النزول المقاول محمد علي لوزير الدفاع للقبض على السيسي، مع تأكيده أنه لن يحاسَب أحد غيره
لقد انتهت حقبة الحكم العسكري في الوطن العربي، وهي اليوم تخوض معاركها الأخيرة في عدة دول، وبإمكان النخبة السياسية أن تحسم تلك المعركة وأن ترحم الشعوب بتوحدها، ولكنها للأسف الشديد لم تتمكن من الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية..
مع كل دعوات محمد علي ومن وراءه ومن معه لإزاحة هذا الحكم الفاجر والدخول بمصر إلى حكم العدل والحرية والعدالة؛ لن يجد أي عاقل نفسه إلا في صفه ومناصرته.