شكل سعي البلدان المنظمة للقمم إلى تأمين حضور أكبر عدد من "الزعماء" الثابت الوحيد منذ انطلاق مسلسلها، حيث كان "زعيم" البلد المنظم يعدّ الحضور الكثيف انتصارا لـ"زعامته" وتأكيدا لهالته القيادية التي يسعى لتكريسها في أذهان أتباعه ورعاياه. لأجل ذلك، تحولت القمم نفسها إلى مجرد "كلام فارغ" تلوكه الأبواق.
مع زيارة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، نهاية شهر أغسطس، سحبت صحيفة لوموند مقالا للكاتب ماكس موران من موقعها الإلكتروني، بمبرر كونه "تضمن خطأ أدى إلى تفسير سيئ". الغريب أن الجريدة "العريقة" لم تكتف بالسحب بل قدمت الاعتذار "لقرائها ولرئيس الجمهورية"..
حكاية فرنسا مع كأس العالم بقطر تستحق أن تروى؛ فقد اتهم نيكولا ساركوزي بالضغط على ميشال بلاتيني للتصويت والترويج للملف القطري مقابل شراء القطريين نادي باريس سان جيرمان وتحويله لفريق عالمي.
تأكيد مخرجات اجتماع وزراء الخارجية سيؤدي حتما إلى إطلاق حركية تسمية جبهة البوليزاريو منظمة إرهابية أو مليشيا مسلحة، وهو ما سيدفع، نظريا، بانحسار الدعم الجزائري غير المشروط لها بالمأوى والسلاح والمنافذ الإعلامية في انتظار تدويل التصنيف.
لم يكن العاهل المغربي ليجعل من الوضوح في الموقف من قضية الصحراء المغربية (سمِّها غربية إن شئت فهذا موقعها الجغرافي)، "النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"،
كانت كلمات معدودة نطق بها الشيخ أحمد الريسوني في حوار له مع موقع مغربي مغمور، ظلت غير ذات معنى لأسبوعين قبل أن يتلقفها "مجهول"، ويقتطعها من ساعتين من النقاش لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا تناولها، كافية لتنطلق موجة من الردود، لم تخرج في غالبيتها عمّا يسمى بـ "الصف الإسلامي"،
عندما تحدثت وزيرة خارجية فرنسا عن أن دول أفريقيا والشرق الأوسط هي التي تتأثر بشكل أكبر بتحركات "الإمبريالية الروسية"، لم يجد رئيسها من حلول لـ"مساعدة" تلك البلدان غير تكريس الديكتاتوريات فيها ودعم استمراريتها في استنزاف الثروات وقمع الأصوات المعارضة وتكريس الاستبداد.
الأمر في ظاهره اهتماما مبدئيا بحقوق الإنسان ورغبة أكيدة في صونها والتبشير بها في مختلف البلدان، لكن الواضح أن للعملة وجها آخر يجعل من التقارير المختلفة وسيلة للاتجار بقضايا وحقوق الناس؛ لأهداف سياسية آنية تحركها الرغبة في تكريس النفوذ السياسي أو المنافسة على استثمار الفرص الاقتصادية
الجزائر مقبلة على تنظيم اجتماع "قمة" عربية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، فكيف يا ترى ستتعامل مع الوجود المغربي إن تكرمت وتنازلت وقدمت له الدعوة للحضور؟
مواقف وبيانات وردود تكتب من نفس المحبرة وبنفس المداد، فهذا جانب لا يزال مرتبطا بحقبة الحرب الباردة وتعبيراتها وأوهامها، وذاك جانب يبدو أنه يحسن قراءة المتغيرات الجيوستراتيجية التي تحدث بالعالم وتشهدها بالتبعية ضفتا البحر المتوسط ومنطقتي الساحل والصحراء
اليوم، يرفض جيش الاحتلال التنازل وإجراء أي تحقيق، ولو صوري، على مرأى ومسمع العالمين. ومطالباتنا بالعدالة مجروحة، فلا فرق بين الجندي الصهيوني أو "الضابط أحمد"، الذي بشره رئيسه أنه لن يحاكم بعد اليوم مهما نكل أو قتل من المتظاهرين، ومعهم فرق الاغتيال التي تجوب الأرض بحثا عن إسكات المعارضين.. وللأبد.
تزييف الوعي الجمعي للأمة هو الهدف الأسمى، ولأن الوصول إليه تعذر بزرع الأفكار والأجسام الدخيلة فيه، لم يعد من مجال اليوم إلا إعادة كتابة ماضيه وحاضره بالممحاة، فهي السبيل الأوحد لمحو أمجاد التاريخ ورهن تطلعات الحاضر بما يسمح بتشكيل المستقبل على النحو الذي يراد له أن يكون.
الحديث عن تسميم الرئيس الروسي أو الدفع إلى الثورة عليه أو الانقلاب، مجرد فقاعات لا قدرة لمعارضيه على تحقيقها. في أمريكا أعلنت حديقة حيوانات مينيسوتا عن وفاة نمر من فصيلة آمور النادرة إثر نوبة قلبية. كان اسم النمر المتوفى بوتين، وربما كان هذا أقصى ما يمكن لأحلام بايدن وغيره أن تحققه واقعا.
ازدهار المغرب مرتبط بمصير إسبانيا والعكس صحيح، جملة حملت أكثر من دلالة في رسالة رئيس الوزراء الإسباني، وحديث رئيس الوزراء الأسبق خوسي ماريا أثنار عن المغرب كـ"تهديد حقيقي لا يمكن الرد عليه إلا عسكريا" حنين لماض كان فيه حشد القوات، من أجل صخرة يحرك القوى الدولية للتوسط وتفادي التصعيد.