ستكون قمة بوتين- أردوغان في سوتشي محطة غاية في الأهمية ومحددة لقرار أنقرة بخصوص العملية العسكرية المحتملة في سوريا، فإما أن يخرج عن القمة تفاهم يوحي بتأجيل تركيا للعملية، وإما أن تكون العملية قد اقتربت بعد التفاهم مع موسكو
التقييمات التي رافقت المسار في بداياته بالغت في تقدير العائد منه لا سيما على الصعيد الاقتصادي. نقول ذلك ونحن ندرك أن المسار برمته ليس مضمون الاستمرار على المدى البعيد، إذ هو مرهون بعدة تطورات؛ منها الموقف الأمريكي والمحور الإقليمي المراد تشكيله في مواجهة إيران
ظاهرة العنصرية -للأسف- مرشحة للاستمرار بعد الانتخابات صيف العام المقبل، حتى ولو تراجعت قليلاً. ولذلك فالحل الأنسب ليس انتظار الانتخابات، وإنما مواجهة الظاهرة بما يلزم، وهي مسؤولية جماعية تتوزع على الحكومة التركية والأحزاب السياسية والهيئات السياسية والمجتمعية السورية والإعلام والأفراد
المعارضة ترى في الاستحقاق الانتخابي المقبل فرصة غير مسبوقة لمنافسة أردوغان بقوة، بل وربما الفوز عليه، إلا أنها غير موحدة في مواجهته، بل لعلي أقول إنها لم تستطع التوحد لهذا السبب تحديداً..
ينبغي التعامل مع نتائج استطلاعات الرأي الواردة في الفترة الحالية بكثير من الحذر وقليل من الاستئناس، بل وبالتحفظ على بعضها ربما، فضلاً عن إمكانية الجزم بتوجهات الناخبين ونتيجة الانتخابات المقبلة قبل سنة كاملة من عقد الانتخابات
يحاول إدارة المعارك السياسية بنفس الخطاب لتحشيد المزيد من الأنصار، واضعاً نفسه في سياق الدفاع عن القومية واللغة والثقافة التركية، وحماية البلاد من الأجانب واللاجئين في ظل "تقاعس" الحكومة..
يبدو أن الحرب الروسية على أوكرانيا، وخصوصا بعدما طال أمدها ودخلت في مسارات مختلفة، قد بدأت بإلقاء ظلالها على القضية السورية ولا سيما لجهة التفاهمات التركية- الروسية. ولذلك جاء القرار التركي لمحاولة الحد من التأثيرات السلبية عليها..
أعاد مسار تقارب تركيا مع عدد من القوى الإقليمية للأذهان والنقاش السياسي سياسة "تصفير المشاكل" التي كانت تبنتها مع حكم العدالة والتنمية في 2002 وحتى الثورات العربية في 2011.
مراقبة أردوغان للتطورات الميدانية للحرب وتباطؤ التقدم الروسي في الفترة الأخيرة، إضافة لتأثيرات العقوبات الاقتصادية عليها، وبالتالي تزايد إقبال موسكو على فكرة التفاوض والحل السياسي، ما يعني أن أردوغان هنا يقدم سلماً للنزول عن الشجرة، وبشكل لا يستعدي بوتين ولا يلامس حساسياته
هل تفاجأ الغرب فعلاً بإطلاق روسيا حرباً شاملة ضد أوكرانيا واضطر لنصرة الأخيرة ودعمها بعد إثباتها نفسها تحدياً وصموداً بعد أن كان قد تركها لمصيرها؟ أم إنه قد نسج الفخ منذ البداية لبوتين متظاهراً بعدم المبالاة بخصوص مصير كييف تحضيراً لاستنزافه؟
يبدو تصريح كليتشدار أوغلو محاولة استباقية لأي ترشيحات أخرى من داخل حزبه، وهو قادر على ذلك، وبالتالي تقوية أوراق تفاوضه مع أركان التحالف المعارض الحاليين والأحزاب المرشّحة ولو نظرياً للانضمام له لاحقاً
التاريخ لا يعيد نفسه. وإن كان أردوغان ولج إلى حكم تركيا من بوابة البلديات فهذا لا يعني أن ذلك أمر يمكن تكراره، فتلك مرحلة كان لها ظروفها وسياقاتها، فضلاً عن أن أردوغان كان سياسياً بل وقائداً بالفطرة وتدرج في العمل السياسي منذ صغره، وكانت البلدية مجرد محطة عابرة
تنبع أهمية التساؤل من كون تركيا حالياً الدولة الوحيدة المنخرطة بشكل مباشر في الأزمة السورية التي ترفض علانية الاعتراف بشرعية النظام، وكونها أيضاً الدولة الوحيدة التي ما زالت على دعمها العلني للمعارضة