عندما أطل الربيع بكل ما يحمله من أمال عريضة تفاءل العرب خيرا بأن رحلة الألف ميل نحو الحرية والفرج انطلقت، فإذا بهم يواجهون الصدمة تلو الصدمة، فقد كانوا يعانون من القمع والتهجير ومنع التفكير، فصاروا يواجهون بقمع مجنون وتهجير أشد مرارة وظلامية.
هل لنا أن نأمل بأن يهدي الله العرب ويثبت عليهم العقل والإيمان؛ لعلهم يتجهون إلى السلام والتضامن واتباع نهج الاعتدال لخوض جهاد أكبر يسعى إلى بناء البشر قبل الحجر ورأب الصدع وإزالة كل أسباب التوتر والفرقة؟
أي إنسان حرّ وعاقل يكره أن يخوض في غمار تسميات وأوصاف طائفية أو مذهبية أو عرقية، فقد تعودنا في أيام الزمن الجميل على الانفتاح والتسامح والتعايش بين مكوّنات عالمنا العربي وآمنّا بأننا إخوة ننتمي إلى أوطان متعددة وأمة واحدة لا فرق بين عربي وآخر إلا بمقدار وطنيته وإنسانيته ونبذه الغلوّ.