منذ خمس سنوات، في الأقل، بدأ يتراجع من حيث أهميته مضموناً وشكلاً. وما كان ذلك إلا انعكاساً لما تعانيه أمريكا ودول أوروبا من تخبط وارتباك في استراتيجياتها وسياساتها..
أمريكا منقسمة على نفسها.. ولهذا، ليس لأمريكا سياسة موحدة خارجياً (أو في أغلب الحالات الخارجية)، ولهذا أمريكا اليوم أضعف وأشد ارتباكاً من كل المراحل السابقة، ولكنها في "مرحلة مخاض" يعطيها ترامب الأولوية، ولا يساوم عليها، وإن تراجع أمام الضغوط الداخلية فليقفز بقوة ليفرض على أمريكا أن تتوحد تحت رايته
كان الخلل الأشد، والذي لم يزل مستمراً، هو التركيز على الوضع في قطاع غزة، بدلاً من التركيز على الوضع في الضفة الغربية والقدس، حيث الاحتلال والاستيطان، وحيث التنسيق الأمني
إعطاء الأولوية لإقامة الدولة فرض أن تركز الديبلوماسية الفلسطينية على نيل الاعتراف بالدولة وبحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. وهنا تبدأ المساومات، بداية من قِبَل الدول الكبرى ومن ثم الانتقال للمفاوضات الثنائية..
عندما يتفق على أن الأولوية هي لدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من الضفة الغربية وتحرير القدس، بلا قيدٍ أو شرط، يصبح بالإمكان أن يبقى القطاع على وضعه مع فك الحصار..
ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه من ينتسب للمقاومة وراح يشكك في حماس واتفاق التهدئة طولاً وعرضاً، بعد هذا الحدث الكبير في ليلة 11/12 واليومين التاليين، وقد دقت طبول الحرب، واضطر العدو أن يتراجع ويرضخ بعد ثلاثة أيام من المواجهة؟
ما معنى أن يأخذ المجلس الثوري لحركة فتح، بأمر من الرئيس محمود عباس، قراراً يطلب من المجلس المركزي حل المجلس التشريعي لإجراء انتخابات تشريعية خلال العام القادم؟
هذه الظاهرة بمختلف تلاوينها لاحقت قيادة فتح منذ إعلان انطلاقتها مروراً بقيادتها لمنظمة التحرير، والفارق الوحيد كان انتشار ظاهرة التشكيك والريبة والمخاوف داخل فتح نفسها أيضاً، ولم يقتصر على من هم خارجها. والفارق الثاني أن كل تشكيك وريبة ومخاوف في فتح تحقق توقعه في اتفاق أوسلو
يخطئ كثيراً من لا يلحظ هذا المتغيّر في ميزان القوى، على أن هذا المتغيّر يكشف بُعداً أخطر منه، وهو عجز العدو عن شن حرب شاملة على قطاع غزة. فما كان هنالك من سبب يمنع قيادة الكيان الصهيوني من حرب شاملة غير الخوف من نتائجها والفشل فيها
إحباط سياسة ترامب بفرض عقوبات على إيران وتركيا وروسيا والصين لا يشكل ضرورة استراتيجية وسياسية واقتصادية بالنسبة إلى دول العالم وشعوبه، فحسب، وإنما أيضاً هو ضرورة أخلاقية أيضاً، ويجب أن يُعامل فوق أي خلاف سياسي أو صراع دولي