استمرار وجود إسرائيل إلى اليوم مرتبط إلى حد كبير بالدعم الغربي لاسيما من قبل الولايات المتّحدة بوصفها قوة عظمى، وهو دعم غير محدود وغير مشروط، ولم يتراجع تحت ضغط الخسائر البشرية والإنسانية العظيمة للشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الاسرائيلية. ولذلك لا يمكن التفكير في تقويض إسرائيل أو انهائها دون التفكير في كيفية التعامل مع هذا العنصر الخارجي بالتحديد.
قال الجيش الهندي إنه نفذ "ضربة دقيقة على معسكرات إرهابية في باكستان"، في حين قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن الهند هاجمت بلاده بصواريخ في 3 مواقع مدنية أدّت الى مقتل مدنيين. عقب الهجوم، طرأت حالة من النشوة والهيجان والشعور بالانتصار لدى الجمهور الموالي للحكومة الهندية، لكن سرعان ما تحوّل كل ذلك الى شعور باليأس والإحباط.
نشرت عدّة مواقع إخبارية أجنبية الأسبوع المنصرم تقارير تحدّثت عن نيّة الحكومة السورية الجديدة التطبيع مع إسرائيل. وسرعان ما انتشرت هذه التقارير انتشار النار في الهشيم لاسيما في المواقع العربية مع تركيز على نيّة الرئيس السوري أحمد الشرع المبادرة بتطبيع العلاقات مع تل أبيب كوسيلة للمساعدة على رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.
كما كان متوقعاً، إنخرطت إيران مؤخراً في مفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول البرنامج النووي. ففي 12 أبريل 2025، عقدت الولايات المتحدة وإيران محادثات أولية غير مباشرة في مسقط، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي..
تشهد التطورات الإقليمية عودة النقاش حول الملف النووي الإيراني إلى واجهة الأحداث مجدداً مع إعطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران مهلة شهرين للتفاوض على اتفاق نووي جديد، وتهديده بشن ضربات عسكرية على البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين..
في عملية استثنائية في كل المقاييس، استطاعت المعارضة السورية الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر الماضي محقّقة انتصاراً مبهراً بأقل الخسائر الممكنة مع تفادي تدمير واسع وممنهج للبلاد أو إراقة للدماء او فتنة طائفية أو عرقية. تمّ التعامل مع الأحداث بمسؤولية عالية وحكمة فريدة غالبا ما تُفتقد في العالم العربي والإسلامي..
في ديسمبر الماضي، نجحت المعارضة السورية المسلّحة في الإطاحة بنظام الأسد بعد صراع دام لأكثر من 13 سنة. ويجمع كثير من الخبراء والمراقبين على أنّ هذه اللحظة التاريخية تعدّ علامة فارقة في تاريخ المنطقة، وقد تفتح الباب واسعاً أمام تحوّلات جيو-سياسية وتغيير في موازن القوى الإقليمية، وتدشّن مرحلة جديدة من التفاعلات الإقليمية..
خلال العقد الماضي، شهدت تركيا قفزات سريعة وكبيرة في مجال الصناعات الدفاعية نقلها من واحدة من أكبر المعتمدين على السلاح الغربي في العالم الى واحدة من أكبر 11 مصدّرا للأسلحة في العالم. نجم عن هذا التحوّل بطبيعة الحال تخفيف الإعتماد على الخارج من حوالي 90% الى حوالي 10%، وتعزيز الاستقلالية الدفاعيّة..
خلال العامين الماضيين، كانت إيران تحضّر لاحتماليّة عودة ترامب إلى السلطة في الولايات المتّحدة الأولى بشكل جدّي. المواجهة الأولى مع إدارة ترامب انتهت بهزيمة مُذلّة لإيران، فالرجل دفعها إلى حافة الإفلاس التام ماليا، وشدد الخناق على أذرعها، وقام باغتيال أعظم قائد لديها، وحرمها من إمكانية الرد. لكن الأدهى من كل ذلك، أنّه بخلاف الرؤساء الأمريكيين السابقين، لم يكن بإمكان إيران تقدير موقف ترامب أو توقّع خطوته التالية، وقد حرمها ذلك من إمكانية التحضير لخطوات مضادة أو المناورة.
عندما أطاح الثوّار في سوريا بنظام الأسد، نسفوا بذلك هيكلا عمل الإيرانيون على بنائه منذ ما يقارب النصف قرن، وأتاح لهم اختراق العالم العربي وبث الطائفية والفرقة والخلاف والاقتتال والدمار في المنطقة، حيث تحوّلت سوريا إلى منصّة انطلاق لمشروعهم التوسّعي تحت شعار مقاومة إسرائيل وإخراج الأمريكيين من المنطقة.
عندما انهار نظام الأسد أمام تقدّم المعارضة السورية وفرّ زعيم النظام بشّار الأسد إلى موسكو، تلقى الجانب الإيراني الأنباء بصدمة كبيرة، مما اضطر وزير خارجية إيران عبّاس عراقجي الذي كان حاضراً آنذاك في منتدى الدوحة إلى قطع زيارته والعودة فوراّ إلى طهران لتقييم الوضع..
تناولت عدّة تقارير في الإعلام الغربي انهيار نظام الأسد بالتحليل والتعليق، وبدا أنّ هناك سردية طاغية في هذه التغطيات والتحليلات التي نقلتها مواقع ومراكز مثل كارنيغي، وبروكينغز، ورويترز، والأسوشياتد برس، وسكاي نيوز، والبي بي سي، وغيرها بأنّ أحد أهم أسباب سقوط نظام الأسد هو تخلّي حلفاء نظام الأسد عنه..
خلال الأسبوع المنصرم، تمّ الإعلان عن إتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بعد جولة مفاوضات سريعة وسهلة نسبياً رعتها الولايات المتّحدة بشخص المبعوث الخاص هوكستين بين كل من إسرائيل وإيران. نعم، قرأت الجملة بشكل صحيح، إيران وليس لبنان..
يثير الانتصار الساحق لدونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت مؤخراً ردود أفعال مختلفة حول العالم، لا سيما إزاء التداعيات المحتملة لوصوله الى البيت الأبيض. وبخلاف الفترة السابقة التي تولى فيها السنوات الأربع من 2017 إلى 2021، يتمتع ترامب هذه المرّة بأغلبية في مجلس الشيوخ والنواب أيضاً..
عندما انتفض الشعب السوري في العام 2011 على نظام الأسد لظلمه وطغيانه، تدخّل حزب الله وإيران لإنقاذه. كانت السردية تقول إنّ الانتفاضة هي جزء من مخطط صهيوني يسعى للإطاحة بنظام الأسد بوصفه لاعباً أساسياً في محور الممانعة، وإنّ إيقاف هذا المخطط يقتضي التصدّي بكل قوّة وحزم له، ودعم نظام الأسد بكل ما أوتيا من قوّة..
علي باكير يكتب: تخفيف التبعية لإيران من شأنه أن يحقق عددا من الأهداف المهمّة للأسد، وأن يقنع أصحاب مشروع إعادة التأهيل بأنّ الأسد يستحق فرصة أخرى. وبالتالي، يحصل الأسد في المقابل على الدعم السياسي والاقتصادي وربما الأمني اللازم لإعادة بسط سيطرته على كامل سوريا..