التصعيد مرشح أن يأخذ مدى أوسع وأخطر مع تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة تضم شخصيات مثل «إيتمار بن غفير» وزير الأمن الداخلي المرشح، الذى يدعو بصريح العبارة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى واجتياح الضفة الغربية وحل السلطة الفلسطينية بالقوة..
بدا الهاجس الأمني الإسرائيلي عنواناً رئيسياً لما أطلق عليه «منتدى النقب». بالإيحاء السيكولوجي تصرفت إسرائيل كما لو أنها «دولة طبيعية» في المنطقة، وهذه عقدة تاريخية مستحكمة لازمت إنشاء الدولة بقوة السلاح والتهجير القسري وسط محيط عربي معاد..
الإقليم الذي نعيش فيه مرشّح بأوضاعه المضطربة أن يكون مرآة لما قد يترتب على الأزمة الأوكرانية من تداعيات ونتائج، تنعكس عليه وتؤثر فيه أكثر من أية منطقة جغرافية أخرى في العالم. بحكم التجارب المريرة التي عرفها الإقليم المنكوب، فهو متحسّب لما قد يحدث خشية أن يدفع أغلب الفواتير، كما جرت العادة. هناك إدرا
لم يكن الاتّفاق السياسي، الذي عاد بمقتضاه «عبدالله حمدوك» إلى منصبه رئيساً لوزراء السودان، مفاجئاً تماماً، فالشارع الغاضب يدعو إلى عودته والقوى الدولية تضغط من أجل تلك العودة، والجيش نفسه لا يتحفّظ على شخصه بل على من حوله.
سؤال التحول الديمقراطي ومستقبله يطرح نفسه بتوقيت متزامن على تونس والسودان واصلا بإحباطاته إلى العالم العربي خشية انكسار ما تبقى من رهانات على بناء دول مدنية ديمقراطية حديثة..
بتلخيص ما، العمل العسكري شبه مستبعد مصريا وسودانيا، لكنه وارد بقوة إذا ما أفضت الأزمة إلى حرب مياه وخيمة لا يمكن تحمل كوارثها على الزراعة والاقتصاد والحياة نفسها.
عندما أفلتت ملاسنات الرئيسين الأمريكي «جو بايدن» والروسي «فلاديمير بوتين» عن أي قيد معتاد في التخاطب بين رؤساء الدول تراقصت أشباح الحرب الباردة من جديد في التغطيات الصحفية الدولية. التاريخ لا يعيد نفسه والحقائق تختلف..
إذا لم تكن هناك مراجعات حان وقتها لما جرى في البيت الفلسطيني من انشطار بين الضفة الغربية وغزة قبل نحو أربعة عشر عاماً، فإنه يصعب الرهان على أية مصالحة توقف ما تتعرّض له القضية الفلسطينية من تجريف متّصل.