لا شيء في الحكومة المصرية الجديدة يمكن أن يعطي للمواطن المصري أملا في غد أفضل، إذ يؤكد التغيير الوزاري أن هناك حالة إفلاس غير مسبوقة في الكوادر التي يعتمد عليها النظام العسكري في مصر، بحيث بات عاجزا عن إيجاد شخصيات قد تحسن من وضعه أو صورته الأخذة في الانهيار شيئا فشيئا، وبأسرع مما توقع أنصاره.
يدخل العام الثالث للانقلاب العسكري في مصر بكوارث متتابعة لا تهدد الشعب المصري وحده بل ما تبقي سليما حتى الآن من دول الإقليم. وهو ما يوجب على العقلاء في كافة أنحاء العالم أن يسعوا لطرح وإيجاد حل للأزمة المصرية التي يقودها قائد انقلاب عسكري فاشل على كل الأصعدة والمستويات إلى جحيم مستعر سيأتي على الأخض
تستمع لعناصر توصف بأنها نخبة مصر المثقفة، فتجد أنك أمام نخبة مصر الأمنية، وبينما يصور الاعلام ووسائل الدعاية عددا من سدنة الأنظمة بالثوار، هناك عشرات الآلاف يقبعون في سجون عبدالفتاح السيسي ويدفعون ضريبة الحرية التي يتشدق بها أمثال هؤلاء..
تقول نتائج الانتخابات التركية المحسومة لحزب العدالة والتنمية إن الملتزمين دينيا أو الإسلاميين، لم يأخذوا "السلم معاهم فوق"، وفقا للتعبير الركيك لقائد الانقلاب في مصر، بعد أن وصلوا للحكم، وتربعوا على قمته طيلة 13 عاما، بل تؤكد النتائج أن التيار الإسلامي هو الفصيل شبه الوحيد المؤمن بالديمقراطية.
هل يضع العرب خطة أو خطط استراتيجية للمستقبل على أي مستوى من المستويات؟! انظر إلى دول الغرب، ثم انظر إلى الكيان الصهيوني، ثم انظر إلى إيران، وأخيرا انظر إلى حال العرب.
يخرج عبدالفتاح السيسي على أنصاره، ليخطب فيهم بمخراج ألفاظ رديئة، حول تحرير شبه جزيرة سيناء، وبينما هو يحتفل بالتحرير، يشن حربا ضروسا على الأهالي هناك. لا غرابة فقد تعودنا من قائد الانقلاب العسكري على التناقض الفج والصارخ بين أقواله وأفعاله.
أتذكر كيف كان الإحساس والحماس الذي أرخى سدوله علينا وقت أن كنا نعمل في جريدة الدستور قبل الثورة، عندما عقد معنا رئيس تحريرها، إبراهيم عيسي، اجتماعا لترتيب تغطية الفعاليات التي دعا لها نشطاء على فيس بوك، قبل أن يكون موقعا أساسيا وأداة معتبرة للحراك الاجتماعي.
صدق من قال إن الإعلام يعبر عن المرحلة ويعكس أمراض المجتمع، وفي مصر بلغت الأمراض الاجتماعية ذروتها، لدرجة قد توحي بصعوبة علاجها، بفعل نظام دموي يحكم قسرا ويكره الحياة..
أسقط الصحفيون المصريون نقيبهم ضياء رشوان بعد فترة هي الأمر والأسوأ في تاريخ الصحافة المصرية كلها.. قرار الصحفيين بالاطاحة بنقيب أسهم في جعل مهنة الصحافة جحيما، مؤشر قوي ومهم على أن هناك من بدأ يفطن في مصر إلى الوضع الفاضح الذي يعيشه المجتمع على كافة الأصعدة..
على حين غرة، وجد المصريون، ومعهم العرب أيضا، أنفسهم معرضين للاستماع لنشيد "صليل الصوارم" الشهير لتنظيم الدولة، فأناشيد التنظيمات الجهادية المسلحة التي ظلت عصية على الانتشار خارج نطاق أعضائها، والمقربين منها، إما بسبب عدم امتلاك وسائل إعلام جماهيري قوية أو منصات واسعة الانتشار، أو لعدم اكتراث الجمهور
قبل المأساة الإنسانية الكبرى التي وقعت فى مصر في الثلاثين من يونيو، عندما وقع الانقلاب العسكري، كانت آلة الدعاية السوداء الجبارة التي يديرها عدد ممن طفوا إلى السطح فى غفلة من الزمن، بإشراف عدد ممن اعتقدوا أنهم أنصاف آلهة، وبتمويل داخلي وخارجي ينتمي فى معظمه إلى تجارة الحرب، واقتصاد المافيا.
فيديو بشع تداوله قطاع من مستخدمي التواصل الاجتماعي في مصر لعدد من الأشخاص يعذبون كلبا ثم يذبحونه، في منطقة الهرم بالجيزة، كفيل بالكشف عن حالة من التردي والانحطاط الإنساني انتشرت مع موجة 30 يونيو التي جاءت بانقلاب على القيم الإنسانية كلها، وليس انقلابا عسكريا على سلطة منتخبة فقط.
منذ الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير المغدورة، في 30يونيو قبل الماضي، يلوح في الأفق وهج جحيم مستعر سيلتهم الجميع، وتتسارع وتيرة شرارات إشعال الكراهية، وتتجه بمصر إلى مصير سيكون بالضرورة أسوأ من سوريا والعراق.
ثمة حاجة ملحة لاعادة النظر للاعلام كنسق اجتماعي ضمن بقية الأنساق التي يجب البحث في تطويرها في الفترة الحالية التي باتت إعادة النظر للكثير من الأمور و المفاهيم ضرورة حتمية و حاجة ملحة لمواكبة التغيرات المستمرة و الفجائية.