لم يشهد العالم العربي منذ أن وضعت الحرب العالمية الأولي أوزارها ظروفا كتلك التي يمر بها الآن فالصراع الدموي اجتاح المشرق، والإجراءات المتصاعدة للحكومات العربية، باتت تفرض ضغوطا هائلة على المواطنين العرب..
علي الطريقة السورية، وبذات الخلطة، يمضي الدب الروسي إلى صنعاء فاتحا الطريق أمام الحليفة إيران لتبسط النفوذ في هذه البلاد؛ التي تنكّر لها العالم وتُركت فريسة للتجاذبات الدولية والإقليمية، حتى صارت نهبا بلا صاحب
من العجيب أن يقع الإنسان الذي خلقه الله حرا كريما تحت نير الاستبداد والطغيان ولا يتألم لذلك فتحثه طبيعته السوية علي التخلص من التشوه النفسي الحادث جراء البيئة غير المواتية لفطرته واصل خلقته بالثورة والتغيير ومن أعجب العجب أن يدخل ذلك الإنسان في العبودية طوعا دون إجبار..
يتوق الإنسان عادة إلى العيش في أمان بعيدا عن مصادر التهديد والقلق، وطالما أن "المجتمعية" هي جوهر "الإنسانية " وطبيعتها نجد حاجة الإنسان متعاظمة لقوة تحميه وتشعره بالأمن، طالما أن هناك أخطارا محتملة قد تطاله فالأمن ضد الخوف والخوف مكمنه الإحساس بالخطر.
يري بعض الدارسين والمحللين أن الإخوان المسلمين في تونس كانوا أكثر ذكاءا من إخوانهم في مصر وذلك لأنهم ذهبوا إلي التوافق علي حساب الذات وأكدوا علي مدنية الدولة منذ البداية فقدموا عدة تنازلات مؤلمة علي حساب مشروعهم السياسي ولم يصغوا إلي المتشددين الذين قصفوهم إعلاميا واتهموهم بالخيانة والتفريط إلا أن ذات الدارسين اليوم أعلنوا فشل الاسلاميين هناك بعد ظهور مؤشرات قوية تفيد هزيمة المنصف المرزوقي حليفهم السابق.
"فرانكنشتاين" رواية للمؤلفة البريطانية ماري شيلي صدرت سنة 1818 تدور أحداثها عن طالب اسمه فيكتور فرانكنشتاين يكتشف في جامعة ركنسبورك الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة في المادة.
لم تكن المكارثية فكرة جديدة علي الطغاة و المستبدين فبنك أفكارهم مليء بالأساليب الخطيرة ولديهم منتسبين من الشياطين الذين يوحون إليهم بالجديد الذي يقف مكارثي نفسه عاجز أمامه ذلك أن كل مستبد يحصل علي ذكاء شيطاني جمعي من نادي المنتفعين يقدمونه كلما لاحت من بعيد هواجس الخطر أو أرادوا تعظيم..
منذ عشرة سنوات قال لي صديقي وهو ينافح عن الليبرالية ويدافع عن أفكارها "لعل العلمانية تكون حلا مناسبا ومخرجا ملائما من المعضلة السياسية والاستبداد الأعمى الذي نعيشه فبعد زوال النظم المستبدة يقصد نظام مبارك لابد من نظام يحكم ولابد أن يتمتع هذا النظام..
لعب دوار العمدة دورا مهما منذ العمل بنظام العمودية في العام 1805م في تسوية كثير من النزاعات القبلية والعائلية والشخصية بوصفه المكان الأساسي للتحكيم الاختياري بين أطراف النزاع في القرية المصرية الذي يعتمد في الأساس علي رشد العمدة وكبارته..
كنت محظوظا في الأسبوع الماضي عندما جاء مقعدي بجوار مقعده في مؤتمر البيئة والبحث العلمي فهو أستاذ مرموق في تخصصه فوق انه سياسي بارع ومناضل كبير له في قلبي مكانه
تعيش المنطقة العربية حاله من الترقب والمتابعة لما يجري على أرض العراق منذ العاشر من يونيو بعد أن اجتاح الثوار السنة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" محافظة نينوى ومركزها الإداري مدينة الموصل ثاني كبرى المدن العراقية التي يقطنها أكثر من مليون إنسان ومحافظة نينوى شمال العراق ومركزها تكريت..
تناولنا في المقال السابق الوضع الداخلي كأحد أسباب تداعيات الموقف واستعرضنا تركيبة المجتمع العراقي وما تعرض له منذ حكم صدام وحتى اليوم وذكرنا القوي الرئيسية في العراق وما تتمتع به من نفوذ ووزن نسبي واهم الجماعات المسلحة المنتمية لكل فصيل ولا يمكن أن نتحدث عن الوضع الداخلي دون أن نبين انه انعكاس مباشر
استيقظ العالم علي زلزال سياسي من نوع جديد حيث أذاعت كل وكالات الأنباء نبأ استيلاء داعش علي مساحات شاسعة من ارض العراق وان الجيش فر أمام هذه الجماعات المسلحة تاركا عتاد عسكري كبير ومتنوع ما بين دروع وطائرات وأسلحة خفيفة ..