الحقيقة أن "ابن عثمان" أسهم في الكشف عن المشترك الذي يجمع شرائح واسعة من كل أنواع الطيف الليبي، وهو غياب الموضوعية وتغليب العاطفة والحكم على الشخص والخطاب بمقدار ما يداعب مشاعرهم ويدعم جبهتهم وينكل بالآخر خصمهم..
لأن اعتماد حفتر كبير على القوة المجتمعة من مناطق عدة في الغرب الليبي في خطته للدخول للعاصمة، فلن يكون من الحكمة أن يرفع شعارات جهوية أو يتحدث عن المظالم التي وقعت على برقة جراء استئثار "طرابلس" بالسلطة والثروة..
هناك سيناريو التوافق الدولي، الأوروبي ـ الأوروبي، لمنع تفجر الوضع في ليبيا أكثر وانتقال الحرب إلى مواجهة إقليمية، شبيهة بما يقع في اليمن، وقد ينجح هؤلاء في فرض وقف لإطلاق النار لكنهم لن يفلحوا في بلورة حل سياسي مقنع للطرفين، ليس في المدى القصير قطعا.
رغم أن كتلة الرفض في البرلمان الليبي للهجوم على طرابلس أكثر عددا من كتلة التأييد، إلا أن صوتها وحراكها لم يرتق إلى مستوى أن تظهر هي الأكثر عددا والأعلى صوتا. لهذا فإن المطلوب بإلحاح أن تحضر الكتلة الرافضة بشكل قوي محليا وخارجيا
صار اليوم ضروريا جدا أن يكون الملف العسكري وقضية ترتيب أوضاع القوات المسلحة أولوية لا تتأثر بالمسار السياسي وتعرجاته ولا تخضع للمساومة من الطرف الآخر كما كان الوضع خلال العامين الماضيين..
يرى الكاتب والباحث في الشأن السياسي الليبي السنوسي بسيكري، أن هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، ليس لها أي مبرر مقنع سوى أنها تمهد لعودة ليبيا إلى مربع الحكم العسكري الاستبدادي.
يرى الكاتب والإعلامي الليبي السنوسي بسيكري، أن حكومة الوفاق لم تضع في حسبانها هجوم حفتر العسكري على العاصمة طرابلس برغم أن القرائن على وقوعه حاضرة، وأبرز هذه القرائن المسار العسكري التصاعدي الذي تبناه حفتر..
إن حفتر وهو يتحدى الإرادة الدولية التي توافق أهم ممثليها على الحل السلمي للنزاع الليبي إنما يذكر الغرب بشخص القذافي، وسخريته من الأطراف الدولية وتحديه للمجتمع الدولي إلى درجة الإخلال بالبرتوكولات الحاكمة في التواصل الدبلوماسي..
يرى الكاتب والباحث في الشأن الليبي السنوسي بسيكري أن رئيس حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج، ينبغي أن ينخرط في عملية الردع ضد حفتر وأن يدشنها بموقف سياسي رافض للتقارب معه، إلا إذا قدم الأخير اعتذارا عن عدوانه..
يرى البعض أن المصالح الاقتصادية وحتى مشاريع الطاقة ليست هي الباعث الرئيس خلف التدخل الروسي في الصراع الليبي من خلال دعم خليفة حفتر وقواته في عملياته العسكرية المختلفة، وأن هناك أهدافا سياسية ذات أبعاد دولية لروسيا في ليبيا..
يرى الكاتب والباحث الليبي السنوسي بسيكري أن معالجة عجز الميزانية وتراكم الدين العام في ليبيا تتمحور حول التعامل مع بندي الميزانية العامة الرئيسيين وهما الإيرادات والنفقات إما بزيادة الأولى أو تخفيض الثانية أو الاثنين معا..
ليس هناك من طرف قادر على إرغام حفتر على القبول بما دأب على رفضه إلا واشنطن، فالأطراف الداعمة للمشير لا تقوى على لجمه، نعم يمكن أن ترفع عنه الدعم جزئيا في محاولة لفرض بعض ما تراه في مصلحتها، لكنها لا تقوى على تغيير مساره..
البنك الدولي يصنف ليبيا من بين أكبر المساهمين فيه، مقارنة بحجم الاقتصاد طبعا، لكنها لا تستفيد من إمكانيات وقدرات وبرامج البنك، فقد كان أول برنامج دعم تتلقاه ليبيا من المنظمة الدولية الأكبر في مجال الاقتصاد عام 2009م.
كثير من أنصار النظام السابق في ليبيا بمختلف مستوياتهم يعقدون المقارنة بين اليوم والأمس للتأكيد على كارثية فبراير وخيرية سبتمبر، ومن العبارات المستخدمة هي القول بأنه في مقابل الفوضى الأمنية بعد فبراير فإن عهد سبتمبر "أمن وأمان"..