اليمن نقطة اختبار أخرى لمصداقية العرب، وفي حين تتوفر كل الفرص للحسم على قاعدة الحفاظ على الهوية الجامعة للأمة في هذا البلد، يجري التفريط بهذه الفرص، دون اكتراث بالمخاطر المحدقة التي قد تجعل اليمن إحدى الساحات المفتوحة للصراع..
لا يحضر في الواجهة الدموية لليمن أكثر من السلاح، مثيرا العديد من الأسئلة عن سر هذا التكدس الكبير للسلاح في بلد أخفق في تحقيق الحد الأدنى من طموحه في التنمية والنهوض الاقتصادي، وبقي البلد الوحيد الأقل نموا..
كان يمكن أن تمر مناسبة المولد النبوي الشريف التي تحل اليوم، مرورا عاديا، يحتفل بها الناس أو لا يحتفلون، لكنها هذه المرة تحولت إلى قضية جدلية في اليمن، بعد المحاولات التي بذلها الحوثيون..
هناك أنباء تتحدث عن عودة معظم القوات التي كانت قد وصلت إلى منطقة باب المندب في محافظة تعز استعدادا لخوض معركة تحرير الساحل الغربي للبلاد، إلى قواعدها في محافظة عدن حيث مقر قيادة قوات التحالف ومقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة..
عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى ما يفترض أنها العاصمة السياسية المؤقتة عدن، بعد غيبة طويلة دامت عاما، وكان قد سبق له أن عاد إلى هذه المدينة مرتين في ظروف مختلفة تماما عن الظروف التي تمر بها البلاد هذه الأيام..
حال ما اعتقد الكثير من المراقبين أن مساعي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بشأن الحل السياسي في اليمن دخلت طي النسيان بعدما اضطرت وزارة الخارجية الأمريكية إلى الاعتذار إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي..
المعركة في اليمن ليست فقط تلك التي تدور بين قوى مسلحة بالطائرات والدبابات والكاتيوشا ومدافع الهاوتزر والرشاشات، إنها فقط الصورة الأكثر وضوحاً في سياق معركة متعددة المسارات يُشهر بعضُها أسلحةً أخطر بكثير من تلك نراها في ميادين القتال.
مع كل تقدم يحرزه الجيش الوطني والمقاومة الوطنية، في محافظة صعدة يزداد الأمل بإمكانية القضاء على الظاهرة العسكرية والمليشياوية للحركة الحوثية العميلة لطهران في اليمن، وبقي أن تُدرج السلطة الشرعية مسألة تجريد صنعاء من دورها عاصمة على الأقل في المرحلة الانتقالية...
لم يكترث الانقلابيون لخطة كيري التي صممت لمصلحتهم وقرروا هذه المرة إطلاق آخر ما لديهم من صواريخ بعيدة المدى لاستهداف مكة المكرمة، هذا لا يعني سوى أن الحرب في اليمن لن تحسم بخطط كالتي يسوقها كيري، بل بوسيلة أخرى..
يقف أكثر من مليون موظف يمني مذهولين أمام حقيقة أنهم لا يستطيعون الحصول على مرتباتهم الشهرية، منذ أكثر من شهرين، على غير عادتهم مع الحرب التي أكلت الأخضر واليابس..
على نحو يبدو مفاجئا، أعلنت بريطانيا عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ماثيو راكروفت، عن نيتها تقديم مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية في اليمن..
السفير السعودي في اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، لم يشأ أن يفوت فرصة احتفال اليمنيين بالعيد الـ54 لثورة السادس والعشرين من أيلول/ سبتمبر 1962، الذي خصه بمقال جاء بمثابة بيان سياسي أوضح الخطوط العريضة لمواقف المملكة حيال الجمهورية والثورة والتغيير وحيال السلام الذي يراد له أن يؤسس لشراكة وطنية لا يبدو
هناك حقيقة لا يجب أن يتجاهلها أحد وهي أن المملكة العربية السعودية ومن ورائها التحالف يفرضون سيطرة حقيقية على الأوضاع في اليمن، ويكفي أن نشير إلى أن الانقلابيين يواجهون حتى اللحظة مشكلة في إعادة وفدهم التفاوضي إلى صنعاء..