أهم ما كشف عنه خطاب المخلوع صالح الأخير أنه تعرى أكثر من أي وقت مضى وبرز في موقع زعيم العصابة الذي يدير الخراب، وثبتت مسؤوليته عن الحرب وإمدادها بسلاح الدولة المنهوب..
مع البدايات الأولى لتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة، توالت مؤشرات عدة، دلت على أن التحالف الاستراتيجي القائم بين واشنطن والرياض بدأ يستعيد عافيته، وأن يد الرياض لم تعد مقيدة في اليمن، ومعها مهمة التحالف العربي.
راهن الحوثيون ومعهم المخلوع صالح منذ اللحظات الأولى لبدء الحرب على التغطية الدولية لمغامرتهم التي انتهت بتقويض عملية الانتقال السياسي السلمية، ولم يكن يدر بخلدهم أنهم سيفقدون هذا الغطاء يوما، لكن هذا حدث الآن لحسن الحظ،
ثمة إشارات مثيرة للقلق تأتي من مناطق نفوذ الحكومة الشرعية خصوصا في المحافظات الجنوبية، وتكاد تهدد بتقويض سلطة الرئيس هادي الذي ظهر مؤخرا أكثر تمسكا بتحقيق مشروع الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم..
لا أحد أكثرُ فرحا بتحرير مدينة المخا ومينائها من أنصار اليمن الموحد، وفي المقدمة منهم أبناء محافظة تعز، التي دارت المعركةُ في أرضهم وجرى إقصاؤهم بشكل متعمد، ليُبنى على هذا التطور العسكري حسٌ جهوي مزهو بالنصر لدى أبناء المحافظات الجنوبية المجاورة الذين يشبهون تعز وأبناءها بكل شيء، ومع ذلك يجري بناءُ
مرةٌ تلو أخرى تتعمد الأمم المتحدة البرهنة على أنها تتعامل مع حالة فراغ سياسي في اليمن، وليس مع سلطة شرعية معترف بها من جانب المجتمع الدولي ولها مندوب دائم في المنظمة الدولية في نيويورك وفي المقر الأوروبي للمنظمة بجنيف..
اليمن نقطة اختبار أخرى لمصداقية العرب، وفي حين تتوفر كل الفرص للحسم على قاعدة الحفاظ على الهوية الجامعة للأمة في هذا البلد، يجري التفريط بهذه الفرص، دون اكتراث بالمخاطر المحدقة التي قد تجعل اليمن إحدى الساحات المفتوحة للصراع..
لا يحضر في الواجهة الدموية لليمن أكثر من السلاح، مثيرا العديد من الأسئلة عن سر هذا التكدس الكبير للسلاح في بلد أخفق في تحقيق الحد الأدنى من طموحه في التنمية والنهوض الاقتصادي، وبقي البلد الوحيد الأقل نموا..
كان يمكن أن تمر مناسبة المولد النبوي الشريف التي تحل اليوم، مرورا عاديا، يحتفل بها الناس أو لا يحتفلون، لكنها هذه المرة تحولت إلى قضية جدلية في اليمن، بعد المحاولات التي بذلها الحوثيون..
هناك أنباء تتحدث عن عودة معظم القوات التي كانت قد وصلت إلى منطقة باب المندب في محافظة تعز استعدادا لخوض معركة تحرير الساحل الغربي للبلاد، إلى قواعدها في محافظة عدن حيث مقر قيادة قوات التحالف ومقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة..
عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى ما يفترض أنها العاصمة السياسية المؤقتة عدن، بعد غيبة طويلة دامت عاما، وكان قد سبق له أن عاد إلى هذه المدينة مرتين في ظروف مختلفة تماما عن الظروف التي تمر بها البلاد هذه الأيام..
حال ما اعتقد الكثير من المراقبين أن مساعي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بشأن الحل السياسي في اليمن دخلت طي النسيان بعدما اضطرت وزارة الخارجية الأمريكية إلى الاعتذار إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي..
المعركة في اليمن ليست فقط تلك التي تدور بين قوى مسلحة بالطائرات والدبابات والكاتيوشا ومدافع الهاوتزر والرشاشات، إنها فقط الصورة الأكثر وضوحاً في سياق معركة متعددة المسارات يُشهر بعضُها أسلحةً أخطر بكثير من تلك نراها في ميادين القتال.