أفضت الأسابيع القليلة الماضية عن تكشف حدود ومنطق المواجهة الأمريكية الإيرانية، فقد جاء الردّ الإيراني على تصعيد حملة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة ترامب؛ على شكل اختبار حدود جدية الإرادة الأمريكية لخوض الحرب عبر أذرعها الخارجية، من خلال إطلاق سلسلة من العمليات وتنفيذ هجمات بالوكالة
إننا نعيش في زمن الحرب العربية على "الإرهاب الإسلامي"، حيث تعرف أنظمة ما بعد الاستعمار الدكتاتورية هويتها كدول علمانية، وتعرف عدوها بالإرهاب الإسلامي، امتثالا لوصايا هنتنغتون الذي لا حاجة لنا به بعد أن حلت روحه في ترامب
إعلان نصر نهائي على تنظيم الدولة لا تسنده الوقائع، ومشهدية الباغوز لا تخلو عن كونها مأساة، واختزال تعريف تنظيم الدولة بـ"الإرهاب"، لا يمكن أن يخفي الأسباب والجذور العميقة لجاذبيته
تنامت ديناميات اختراع "عدو" داخلي تمثل بـ"الإرهاب". وإذا تتبعنا مسألة العنف السياسي في العالم العربي، فقد تكاثرت منذ الانخراط في ما تسمى "عملية سلام"، وبهذا تحولت الجيوش العربية إلى قوة بوليس
رغم وجود خلافات أيديولوجية ومنافسات استراتيجية بين مكونات الحالة الجهادية في شمال غرب سوريا، لكنها لا تتجه نحو الصدام، ذلك أن المواجهة العسكرية بين الجماعات الجهادية ترتبط غالبا بمواضعات وأجندة دولية، وذلك يتطلب صفقة مع أحد الأطراف، وهو ما يزال بعيدا رغم سعي هيئة "تحرير الشام" تقديم نفسها قوة سياسية
مقترح المنطقة الآمنة الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا يعدو عن كونه حيلة جديدة لخلط الأوراق وتجنب الآثار السلبية التي خلفها قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، ويهدف إلى خلق حالة من التوتر بين حلفاء "سوتشي" تركيا وروسيا، وشركاء فريق "أستانة"
خطوط جديدة ترسم شمال سوريا بعد قرار الانسحاب الأمريكي، حيث تتبدل المصالح والتفاهمات والتحالفات، وكلما اقتربنا من موعد الخروج الأمريكي من سوريا الذي قد يستغرق أربعة أشهر، سوف تتكشف تفاهمات واتفاقات جديدة بين روسيا وتركيا كلاعبين رئيسيين.
سمة التخبط والاضطراب في مقاربة حرب الإرهاب لا تقتصر على ترامب، فهو لا يختلف عن أسلافه السابقين، سوى في كونه أكثر ادعاء وتناقضا واضطرابا، فهو الرئيس الذي يقول الشيء ونقيضه دون حرج، ويمكنه كذلك اتخاذ قرارات خطيرة من خلال "تغريدة".. لكن المؤكد أن لا نهاية للحرب على الإرهاب
التحول تجاه وقف الحرب في اليمن لا يرتكز إلى صحوة ضمير عالمي أمريكي أوروبي بسبب الأزمة الإنسانية وعمليات القتل والدمار والخراب، فالتقدم الطفيف الذي تشهده اليمن في سياسة المتحاربين جاء تبعا للنزعة البراغماتية وليس الإنسانية
نزعة العسكرة الأمريكية لا تعدو عن كونها استراتيجية استنزاف للقوى المنافسة بصورة غير متكافئة، إذ لا تستطيع أي من القوى الأخرى التنافس دون المساس بأسس حياتها واقتصاداتها