خيارات الأكراد أصبحت محدودة وأكثر تواضعا. أما قرار الانسحاب الأمريكي المبهم والتفاهمات مع روسيا، فقد تعزز من الإسراع بالتفاوض بوساطة الروس نظرا لموقفهم القريب من الرؤية الأمريكية حول مستقبل سوريا
رغم الرطانات البلاغية المطالبة برحيل الأسد، لم تتخذ أي إجراءات سياسية حقيقية لرفع الغطاء عن شرعية النظام الفاشي، واكتفت بتقديم مساعدات عسكرية لا تساهم في خلق توازن عسكري
لحظة تاريخية فارقة دشنت تخلي الدول الغربية والعربية، ممن أطلقت على نفسها "مجموعة أصدقاء سوريا"، عن المعارضة السورية، وتركتها لمواجهة مصيرها المحتوم بالفناء
الاستعجال بشن الحرب على درنة كان رغبة فرنسية مصرية إماراتية، أكثر منها حفترية، خشية من غيبوبة لحفتر لا استفاقة منها، الأمر الذي سوف تذهب معها الجهود والنفقات الهائلة لحسابات "حرب الإرهاب"
جاءت الإدراجات الأمريكية لأهم مكون في شمال سوريا، ممثلا بهيئة تحرير الشام، للحيلولة دون تحوله لأحد أذرع تركيا، في سياق تنامي الحديث التركي عن تشكيل جيش وطني
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ضد إيران التي أعلن عنها وزير الخارجية بومبيو بعد أسبوع من قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، رغم صلابتها الظاهرية وعباراتها النارية، لا تزال ترتهن إلى أدوات ووسائل خارج إطار خيار "الحرب". ورغم تأثيراتها المادية والرمزية على إيران، لكنها تبقى محدودة
تصور الصحافة الدولية والخطاب الرسمي الإسرائيلي رفض إسرائيل المتواصل لتبديل طبيعتها اليهودية العرقية التفوقية، أو لتبديل سياساتها العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني؛ على أنه دفاع عن مبادئ إسرائيل "الديمقراطية
إدارة ترامب لن تأتي بالسحر والعجائب فخيارات إدارته في غاية الصعوبة. وكما أشارت مجلة "وول ستريت جورنال"، تتمركز أهم التحديات التي ستواجهها إدارة ترامب في منطقة الشرق الأوسط، وتشمل هذه التحديات التهديد الذي يشكله الإرهاب السلفي الجهادي، ومساعي إيران لخلق "هلالٍ شيعي" يضم المنطقة بأسرها
سلفية الطاعة لولي الأمر تنطوي على عنف بنيوي هوياتي خطير. فإذا كانت سلفية التمرد الجهادية تتوجه في قتالها إلى عدو داخلي وخارجي تعتقد ردته وكفره، باعتباره خارجا ومحاربا للإسلام في داره، فإن سلفية طاعة ولي الأمر المدخلية تخوض حربها داخل دار "الإسلام" وتمارس عنفها على إسلاميين باعتبارهم من "الخوارج"
الولايات المتحدة جادة في البحث عن قوات عربية تعمل تحت إشرافها شمال سوريا، وهي خطة تقوم على تقليل الأكلاف وزيادة المكاسب، حسب منهجية براغماتية حسابية باتت واضحة في عهد الرئيس ترامب، من خلال الضغط على كافة حلفائها بزيادة مساهمتها في أعباء حفظ مصالحها
تشكل الحالة السورية معرضا كونيا لما آلت إليه أحوال العالم من فوضى وعبث وزيف، حيث أصبح الاستعراض متحكما في كل شيء من حولنا، بدءا من تصور الشخص عن نفسه وانتهاء بتصور الواقع نفسه.
عقب الانقلاب على ثورات الربيع العربي التي جاءت بجماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في بلدان عربية عديدة من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة، تكاثر الحديث عن الجماعة باعتبارها منظمة إرهابية، وقد أزاح ائتلاف الثورة المضادة الجماعة المنتخبة بالقوة العسكرية المفرطة تحت ذريعة "حرب الإرهاب".
الأنظمة السلطوية العربية لجأت إلى تجديد شرعيتها؛ عبر التماهي مع خطاب "الحرب على الإرهاب الإسلامي" الإمبريالي العالمي، الذي بربط بين الإسلام والإرهاب، فماهية الإرهاب وهوية الإرهابيين في الأعراف الدكتاتورية المحلية والإمبريالية العالمية تحدد بانتمائاتها إلى الأكثرية المسلمة السنيّة
لم يكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزل وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وتعيين رئيس الاستخبارات مايك بومبيو بدلا عنه مفاجئا، في ظل تنامي عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية. فالخطوط الأساسية لعقيدته للأمن القومي كشفت عن نزعة عسكرية إمبريالية من خلال أطروحة "أمريكا أولا" ومبدأ "السلام بالقوة"
تنظيم القاعدة أصبح لديه فرع واعد في سوريا من خلال تنظيم "حراس الدين"، وقد كان جليا أن الجولاني لا يمكن أن يصمد في مواجهة الظواهري، ذلك أن مجد الجولاني وسمعة النصرة لم تكن ممكنة بدون دعم وإسناد الجهادية العالمية