الإسلاميون شاء خصومهم أم أبوا، لازالوا يشكّلون النخبة الأكثر تنظيما وعددا وقبولا بين الناس، ولعلّهم بحل إشكالاتهم الكبرى يقدّمون للأمة التائهة بين ركام الدمار والخراب والتهجير والتشريد والمؤامرات الداخلية والخارجية .. راية تلتفّ حولها، ليكون لها مكان بين الأمم!
بعد ثماني سنوات من الحصار المطبِق من الجهات الخمس! (كما قال ماجد عبدالهادي) على غزّة، ورغم كلّ المؤامرات والشيطنة التي يمارسُها الشقيق عليها وعلى أهلها، ورغم خوضها ثلاث حروب مدمّرة مع الكيان الصهيوني... بعد كل ذلك تخرج غزّة ومجاهدوها ليفاجِئوا العالم، ليس فقط بقدرتهم على الصمود..
هذه المرّة ــ ولأوّل مرّة ــ "باريس" تتحدث "الفلسطينية" بلهجاتها العتيقة والمخلوطة بزيت الزيتون المقدسي والمعطّرة برائحة البرتقال اليافاوي! لهجاتٌ تسمّر زمانُها ستة وستين عاماً على أعتاب أيّار ما تغيّرت ولا تبدّلت
كتب وائل أبو هلال: اعتاد العقل العربي – عامّاً كان أم مثقفاً - على تفسير الأحداث مرتكنا إلى عقلية المؤثر الخارجي (سواء مؤامرة أم غيرها)؛ فعندما انطلق الربيع العربي ظهرت على السطح - كالعادة - تفسيرات تؤكّد أنّ ما يجري مؤامرة يقودها الغرب وأعداء الأمة من الصهيونية العالمية والصليبية الغربية الحاقدة!!
أيْ "بنان"! لا تتردّدي يا ابنتي في لثم جبينه، أو أنْ تتخضّبَ كفّاكِ ووجنتاكِ من دمه الزّاكي... تحسّسيه، شمّيه، قبّليه، ضُمّيه، تنفّسي عبيرَه ومسكَه فهو شقيق الروح والدّم، ودّعيه يا ابنتي وحمّليه السلام "لذراع" أبيك التي سبقته للجنة، فوصوله لها عند الرحمن كان أسرع من أنْ يصل لأبيه في عزْله!