بين التمني والتوقع نطرح السؤال، يجمع المتفائلون مؤشرات على اضطراب الموقف الفرنسي في المغرب العربي وأفريقيا، وإيذانه بالأفول، بينما يتحدث واقعيون كثيرون (ولعلنا منهم) عن عملية إعادة انتشار جديدة تبدأ بتغيير الحلفاء، دون تغيير الموقع والتأثير..
فتاوى إباحة بل استحباب استعمال التقنية تتعدد وتتشابه، إلا في مسألة رؤية الهلال. يقف المسلمون عاجزين عن الاتفاق حول استعمال تقنيات علم الفلك الصحيحة في تحديد مواعيد الأهلة في الشهور القمرية، ويظهر الخلاف أكثر حول هلال العيد
مطلوب من حزب النهضة بالذات أن يتحلى بشجاعة كافية ليعمل على تغيير القانون الانتخابي ويتقدم للحكم، إن كان فعلا قادرا على ذلك (ولا نظنه). ويكفي التخفي وراء لغو التوافق، وأن تونس لا تُحكم من حزب واحد..
في غياب مصالحة تاريخية بين القوى التي عارضت الدكتاتورية منذ البدء، أي بين مكونات نخبة الحداثة والإسلاميين، فإن المنظومة تملك أن تتمتع بأيام حكم أخرى طويلة ومريحة
ما كان أعتى المنظرين القوميين في زمن رياضة الانقلابات ليتخيل أن الشعب العربي واحد موحد في الهموم والآمال، كما يظهر الآن، حيث يصيح صائح في السودان فيجيبه آخر في ساحات الجزائر، فينفعل تونسي ومصري، ويبكيان ويضحكان، ويأمل يمني وسوري، وربما ارتجف قلب مقهور في نجد والحجاز وإن صمت حتى حين
الطبقة الوسطى لن تفلح في فرض رئيسها؛ لأنها طبقة من المحاسبين. وهي ليست معنية حقيقة بالديمقراطية الشكلية فهي ثمرة سياسات بن علي الليبرالية القائمة أصلا على الفساد. وكل من قد يعمل على استقطباها ينسى طبيعتها الانتهازية
فرنسا حكمت المغرب العربي قرنين بشكل مباشر أو من وراء ستار حكومات مصطنعة على هواها. وحقرت الثقافة المحلية ودمرتها محاولة فرض ثقافتها ولغتها على طبقة المثقفين في المنطقة..
حوّل اليسار التونسي الثقافة التونسية إلى ضيعة خاصة مغلقة لا يمكن الدخول إليها إلا ببطاقة الانتماء الأيديولوجي وبشرط إثبات لا غبار عليه أن تكون ساهمت في معركة اليسار ضد الإخوانجية..
الإسلاميون التونسيون، وأخص حزب النهضة، يسيرون في طريق اليسار التونسي من حيث الاستعدادات للاندماج والتخلي، مع إضافة مهمة هي أن خطاب الهوية سيكون الوسيلة/ المطية، وهو أمر أخطر من خطاب الثورة الاجتماعية الذي لا يسند نفسه بمرجعية غيبية أخلاقية أو معيار ما فوق اجتماعي
تصفية النظام السياسي الفاسد، وبناء مؤسسات تدير البلد بشفافية وتعيد ثقة الناس في بلدهم وتدفعهم للاستقرار بأرضهم، ولو بعد زمن، مقدمة في رأيي على معالجة طبيعة الدولة
لقد عملت الأنظمة على التفتيت أكثر مما عملت على التجميع، لكن الروح المغاربية بقيت واتسعت، ونحن نراها في اللقاء اليومي بين مواطني الأقطار الخمسة. ولعل أجمل تجلياتها في احتضان التونسيين للثورة الليبية ودعمها في اللحظات الحرجة من انطلاقتها
شبح الانقلاب ساكن في قلب منظومة التفكير القومي العربي، وإذا كان فقد وسيلته في تونس، فإنه لم يعدم وسيلة في مصر. وحتى ينتهي كابوس الانقلابات العربية، فإن القوميين سيظلون محل شك سياسي بين شعوبهم، ولن يطوروا الفكرة القومية ضمن سياق ديمقراطي