مرّ أسبوعان على اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، الذي قرر من بين ما قرر أن يتم تعليق الاعتراف بدولة الاحتلال، وأن يتوقف التعاون الأمني (يسمونه تنسيقا) معها، ولم نرَ شيئا من ذلك قد تحقق.
لا داعي لطرح السؤال الذي نطرحه دائما ويهرب منه أنصار التطبيع ممثلا في سبب تسهيل الاحتلال لزيارات العرب والمسلمين، مقابل منع أمثال الشيخ رائد والشيخ عكرمة وفلسطينيي الضفة الغربية من دخولها!!
لن تصبح أمريكا مثلا، صديقة للمسلمين بمجرد أن يقول عالم أو داعية ذلك، بل لن تصبح كذلك لو قال ذلك عشرات آخرون سواه، وما سيحدث أن من قالوا سيسقطون من وعي المسلمين، فيما تبقى القناعة الراسخة في وعيهم على حالها.
المطلوب اليوم أن يتجاوز قادة فتح الكبار، بل حتى القادة الميدانيين حساسيات المرحلة السابقة (إكمال المصالحة في غزة قضية ينبغي أن تكون محسومة)، ويشرعوا في التنسيق مع إخوانهم من كل القوى من أجل رفع مستوى التصعيد، وجعل الاحتلال مكلفا.
هنا القدس، وإليها تمتد بوصلة الوعي، ليس لأنها قضية الأمة المركزية والمقدسة وحسب، بل لأنها عنوان تحدي هذه الأمة لمن يريدون إذلالها، ولأنها هي التي تحدد غالبا مواقف أمريكا والعالم حيال قضايا الأمة جميعا.
ليست لدينا ثقة كبيرة في الموقف الرسمي العربي، لكنا نأمل أن يتخذ موقفا مختلفا بسحب المبادرة العربية من التداول، وإذا لم يفعل، فعلى الذين سيواصلون التعاون مع ترامب في خطته للتسوية والحل، أن يواجهوا غضب شعوبهم وغضب جماهير الأمة التي لن تقبل ذلك.
لا الحوثي يمكن أن يسلّم أوراقه بسهولة، ولا إيران تسمح بخسارة هذه الورقة البالغة الأهمية في الصراع، ولذلك من الصعب الحديث عن حسمٍ سريع، وإن تمنيناه، حتى لو تمت الصفقة الكاملة عبر وعود معينة لصالح.
لم أتشرف بلقاء الشيخ الدكتور سلمان العودة، ولكني استمعت إليه في تجلياته المرئية، وقرأت الكثير مما كتب، وسمعت عنه أيضا، وفي كل ذلك وجدتني أمام عالم وداعية من أروع ما يمكن أن يعثر عليه المرء..
من دون تحرير العراق من الاحتلال السياسي الإيراني (والعسكري عبر مليشيات الحشد)، فإن البلد لن يستقر، ونهاية تنظيم الدولة كدولة، لا يعني نهاية فعله بوجود حاضنة شعبية توفرها المظالم، كما أن المواطن العراقي لن يعرف طعم الراحة في ظل شعارات مكافحة فساد ونبذ طائفية؛ يطلقها أسوأ الفاسدين وأبشع الطائفيين.
ليست تركيا وحدها التي تعاني من انقسامات، لكن تركيا هي أكثر من يواجه المؤامرات، والهجوم الغربي على أردوغان دليل على ذلك، والدعم الذي يحظى به الأكراد دليل آخر. أضف إلى ذلك المشكلة مع أحلام المحافظين في إيران، وقبل ذلك وبعده المشاكل الكبرى في الجوار السوري والعراقي.
مفارقة بالغة الغرابة، نعيشها هذه الأيام، ضمن صراعات المنطقة، إن كان الصراع العربي الصهيوني، أم الصراع مع المشروع الإيراني، إذ تنهض أحلام كبرى، لأطراف متعددة..