مع استئناف المفاوضات السورية في جنيف، يُحتمَل أن تُطرح مجدّدا مسألة تعديل وفد المعارضة. إذا لم تعاود موسكو إثارتها فقد تكلّف المبعوث الأممي بذلك، وإذا لم يفعلا فإن وفد النظام سيستغلّ الأمر للتشكيك في تمثيل الوفد الآخر للمعارضة، من قبيل إضاعة الوقت أو كسبه، وبالأخصّ للهرب من استحقاق التفاوض نفسه.
قبل أن يبدأ التصعيد الأمريكي ضد إيران، كانت عوامل التباعد بين روسيا وإيران تعدّدت وتعمّقت. لم يمض أسبوعان من عمر الإدارة الأمريكية الجديدة حتى دقّت طهران الباب فسمعت الجواب: تحذير رسمي، ليس فقط بالرّد على تجربتها الصاروخية، بل بفتح ملفات العراق وتهديد الملاحة الدولية بعد هجوم حوثي على فرقاطة سعودية.
ثمة كلمة سحرية في «عاصفة الحزم» استطاعت أن تصنع الفارق وتعطي ركيزة وغطاءً لحرب لم يرغب فيها أصحابها، لكنهم ذهبوا إليها مضطرّين. إنها «الشرعية»، فالحكومة التي تمثّل هذه الشرعية احتاج إليها «الحوثيون» في عملية الاحتيال التي أقدموا عليها تحديداً منذ 21 سبتمبر بعدما خدعوا المبعوث الأممي وأوهموه بأنهم في
كتب عبد الوهاب بدرخان: في 1991 أصبح رسمياً أن حكومات العرب لم تعد في صدد محاربة اسرائيل، وفي 2001 عندما بدأت «عملية السلام» تتلاشى، كرّس السلام «خياراً استراتيجياً»، وفي 2002 أقرّت قمة بيروت اقتراحاً سعودياً وتبنّته كـ «مبادرة عربية للسلام» قبل ساعات قليلة من اجتياح اسرائيلي للضفة الغربية..
كتب عبد الوهاب بدرخان: انطوى إخلاء حمص القديمة على دلالات عدة لا بد من مراجعتها. فالاتفاق تمّ هذه المرّة بإرادة الإيرانيين وبالتنازلات التي وافقوا عليها، خصوصاً في ما يتعلّق منها بشروط خروج المقاتلين بما يستطيعون حمله من أسلحة وانتقالهم إلى ريف حمص الشمالي.
عشية «جنيف 2» انكشفت تماماً وجوه الثلاثي، روسيا وإيران والنظام السوري. يريدون المؤتمر لتغيير أجندته، ولاستدراج المجتمع الدولي الى الرواية النافية وجود أزمة وصراع بين شعب سورية ونظامها، ولتوجيه الاهتمام الى معالجة «الواقع الارهابي» الذي ساهموا بقوة في زرعه وتخصيبه وجعلوه كابوساً ووبالاً على المعارضة
قبل أسبوعين من المؤتمر المرتقب في جنيف لافتتاح ورشة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية، تكاد الأوساط المعنية جميعاً تتفق على أن التشكيك وعدم اليقين سائدان، أولاً بإمكان انعقاد المؤتمر وأيضاً بسير طبيعي للمفاوضات، وكذلك باحتمالات التوصل إلى بداية حل، ولعل هذه التحفظات تنطلق من مؤشرات سلبية ثلاثة: أولها طي مسألة أساسية هي وقف إطلاق النار كعلامة مشجعة لا لفرقاء الأزمة السوريين فحسب، بل للأطراف الدولية معهم.