تركيا تمر حاليا بمرحلة خطرة وتواجه تحديات كبيرة، في ظل المعارك المحتدمة في المنطقة. وهناك قضايا هامة وتطورات ساخنة تشغل الرأي العام التركي، إلا أن المسائل المتعلقة بالجماعات وحقيقة دورها في المجتمع يجب أن تتم مناقشتها بكل جوانبها..
لن يكون مفاجئا أن تقوم وسائل إعلام غربية وعربية في الأيام القادمة بحملة تشويه منظمة وبث تقارير كاذبة وتحليلات متحاملة تستهدف سمعة تركيا وتحاول إثارة الرأي العام العالمي ضدها.
محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها مجموعة من الضباط الموالين للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن، لفتت الأنظار إلى نجاح مثل هذه الجماعات في تحويل المواطنين إلى روبوتات تعمل بالتحكم عن بعد، وعبيد ليست لهم حرية الإرادة..
هذه الإصلاحات تهدف إلى تعزيز السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية وحصر أنشطة الجيش في الدفاع عن الوطن، بدلا من الانشغال بإدارة المستشفيات والمصانع وأحواض بناء السفن..
المتورطون في محاولة الانقلاب العسكري يعتقلون، وستتم محاكمتهم في أقرب وقت ممكن، وبقية أعضاء التنظيم يتم إبعادهم عن أجهزة الدولة نظرا لطبيعة أنشطة جماعة كولن، لأن الاعتقاد السائد في المجتمع التركي أن هؤلاء لن يستسلموا، بل سيواصلون العمل للانتقام والنيل من الحكومة بأي وسيلة.
تعرضت تركيا لمحاولة انقلاب قامت بها مجموعة موالية تنظيم الكيان الموازي التابع لجماعة فتح الله كولن المقيم في مزرعة بولاية بنسلفانيا الأمريكية. وبدأت المحاولة مساء الجمعة، واستمرت حتى ساعات فجر السبت، ولكنها انتهت بالفشل بعد نجاح رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في الإفلات من الانقلابيين، وخروج ملايين المواطنين في أنحاء البلاد إلى الميادين والساحات العامة تلبية لدعوته ودفاعا عن الإرادة الشعبية.
الإسلاميون ليسوا بالأغلبية في تركيا، ولا تسمح الظروف السياسية الراهنة لهم بتأسيس حزب جديد يمكن أن ينجح. وأما حزب السعادة فبعيد كل البعد عن تحقيق تطلعاتهم، ما يعني أن حزب العدالة والتنمية ما زال هو الخيار الأفضل للإسلاميين..
من الطبيعي أن تكون لمسؤولي منظمات المجتمع المدني آراء ومواقف لا تتفق مع سياسات الحكومة وقراراتها، غير أن الاسترسال في الانتقاد والتوغل في متاهات السياسة وقيام المنظمات بدور الأحزاب السياسية المعارضة يؤدي في نهاية المطاف إلى تسييس العمل الإغاثي.
تناول ناشطون قبل أيام في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قالوا إنه يعود إلى حادثة إطلاق النار من قبل الشرطة العسكرية التركية "الجندرما" على مجموعة من المدنيين النازحين إلى الأراضي التركية ومقتل 11 شخصا..
الصورة لدى المتابعين الأتراك لم تتضح بعد، وهذا يعني أن النقاش حول خطوة حركة النهضة الأخيرة سيستمر حتى تجسد الحركة قرارها بإجراءات ملموسة على أرض الواقع.
تشهد فرنسا منذ أسابيع احتجاجات واسعة اشتدت وتيرتها بعد تلبية أعداد كبيرة من عمال مصافي تكرير النفط ومستودعات الوقود والمرافئ دعوة النقابات العمالية إلى التوقف عن العمل وعرقلة التزود بالبنزين.
يلدريم، قدَّم التشكيل الوزاري للحكومة التركية إلى رئيس الجمهورية أمس الثلاثاء، وبعد مصادقة أردوغان عليه خرج أمام الكاميرات باعتباره رئيس الوزراء الجديد، ليعلن أسماء الوزراء والحقائب الوزارية التي سيتولونها في الحكومة التركية الخامسة والستين..
فشل جميع الجهود الرامية إلى تغيير الدستور من أجل الانتقال إلى النظام الرئاسي، قد يؤدي إلى أزمة سياسية تجعل اللجوء إلى صناديق الاقتراع والتحكم إلى الشعب حلا أمثل للأزمة..
يرى بعض المحللين أن الوقت غير مناسب لطرح موضوع تغيير الدستور والانتقال إلى النظام الرئاسي، بحجة أن الشعب التركي رفض في الانتخابات الأخيرة تحقيق "حلم أردوغان"..