في عشرين مايو سنة 1992م عقد مركز بار إيلان للأبحاث الإستراتيجية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية ندوة تحت عنوان "الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط".. ولقد شارك فى هذه الندوة ممثلون لعدد كبير من الأقليات الدينية والقومية التي تعيش في الوطن العربي..
كل الذين يتمسحون بطه حسين (1307 - 1393هـ، 1889 – 1973م) يدعون إلى فصل الإسلام عن السياسة، ويقفون بفكر طه حسين في هذه القضية عند قوله في كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) -: "إن الدين واللغة لا يصلحان أساسا لتكوين الدول والأوطان".
في عام 1936م عقدت مصر مع إنجلترا – التي كانت تحتل مصر – معاهدة أطلق عليها معاهدة "الإستقلال".. ويومها اختلف عدد من كبار المفكرين حول معنى وجوهر هذا الاستقلال.. فاكتفى البعض بتحقيق الاستقلال السياسي – العلم والنشيد والعضوية في المنظمات الدولية – مع بقائنا تابعين لأوربا في الحضارة، حلوها ومرها
كان تقنين الشريعة الإسلامية – وتحديدا فقه المعاملات الإسلامية – في مواد قانونية مضبوطة الصياغة، حلم الفقهاء والقانونيين والقضاة في بلادنا منذ أن دخلت عصرها الحديث، ذلك أن القضاة لم يعودوا – كما كانوا قديما – مجتهدين، يستنبطون الأحكام من مصادرها، وإنما أصبحوا في حاجة إلى قوانين مصاغة صياغات محددة..
"العلمانية"، وافد غربي، استلهمها نفر من دعاة الإصلاح في بلادنا، عندما ظنوا أن الإسلام هو ما قدمته لهم المؤسسات التراثية التقليدية التي عاشت وماتت في إطار التصورات الفكرية لعصر المماليك والعثمانيين!
للحضارة – أي حضارة – سلبياتها، بل وأمراضها.. من هذه الأمراض "الترف والرفاهية" اللذان يغرقان الناس في الاستهلاك، ذلك الاستهلاك الذي يزيد من "الترف والرفاهية" حتى يفقد الناس الجدية والبأس والخشونة والقدرة على مواجهة الصعاب واحتمال ما يكرهون!
في تراثنا الإسلامي أعلام بلغوا – في التصوف – مرتبة الأقطاب .. واحتلوا – في العقلانية – مكانة الفلاسفة الكبار، فكان العقل عندهم سبيل فقه النقل، والأداة الموقظة للقلب، كما كان القلب عندهم المرطب لحسابات العقول.
عندما يقال: "حجة الإسلام"، ينصرف الذهن إلى أبي حامد الغزالي (450 – 505 هـ ، 1508 – 1111م) الذي مثل "ظاهرة فكرية" تألقت في تراثنا الحضاري، منذ عصره وحتى هذه اللحظات - وإلى أن يشاء الله - ظاهرة فكرية في الفقه والأصول والمنطق والفلسفة وعلم الكلام وأيضا التصوف - علم القلوب وتزكية النفوس وفقه السلوك
على مدى أكثر من أربعين شهراً - من ديسمبر عام 1978م وحتى يوليو 1982م - أنجز مجلس الشعب المصري بقيادة فقيه الشريعة والقانون المرحوم الأستاذ الدكتور صوفي أبو طالب (1343 – 1429 هـ ، 1925 – 2008م) أعظم مشروع لتقنين الشريعة الإسلامية وفقه معاملاتها شهده الشرق الإسلامي في تاريخه الحديث.
كتب محمد عمارة:عندما نشر شيخنا محمد الغزالي (1336 – 1416 هـ ، 1917 – 1996م) عليه رحمة الله – كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" نشر أدعياء السلفية ضده أربعة عشر كتابا، اتفقت جميعها على أن أولى "التهم" الموجهة إلى الشيخ هي "العقل والعقلانية"!
في 19 أكتوبر عام 1926 بدأ رئيس نيابة مصر "محمد نور" التحقيق مع الدكتور طه حسين (1306 – 1393 هـ، 1889 – 1973 م) في البلاغات التي تقدم بها علماء الأزهر ضد ما جاء بكتابه "في الشعر الجاهلي" من تكذيب للقرآن الكريم فيما جاء به عن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وعن ابنه إسماعيل عليه السلا
في عام 1926م أصدر الدكتور طه حسين (1306 – 1393 هـ ، 1889 1973 م) - وكان في قمة انبهاره بالغرب وتمرده على الأزهر والتوجه الإسلامي - أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" - الذي أثار ضجة كبرى - ، وصدرت ضده العديد من الكتب والدراسات..
عندما غزا نابليون بونابرت (1769 – 1821م) مصر على رأس حملته الفرنسية عام 1798 كان يريد بناء الإمبراطورية الشرقية التي تعيد سيرة الإسكندر الأكبر (356 – 323 ق.م) وتحقق أحلام الملك الصليبي القديس لويس التاسع (1214 – 1270 م).
إن الكلمة الغربية المنصفة للإسلام وأمته وحضارته هي أمضى الأسلحة في مواجهة حمى "الإسلاموفوبيا" التي تنتشر في الغرب هذه السنوات، مشبهة الإسلام بالشيطان، وزاعمة أنه أخطر من النازية والفاشية والشيوعية جميعا.