كان شيخنا محمد الغزالي (1335- 1416هـ، 1917- 1996م) عليه رحمة الله، واحدا من أعلام مدرسة الإحياء والتجديد، التي عرفت قدر إمامها الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده (1266– 1323 هـ، 1849– 1905م)..
كانت للإمام محمد عبده (1266-1323هـ، 1849-1905م) تجربة صوفية - والتصوف الحق تجربة ومجاهدة ورياضة روحية، وليس كلاما يقرأ فى الكتب - ولقد تذوق "أذواق" الصوفية التي يمنحها الله لمن يشاء.. وتحدث عن ذلك فقال: "أنا لا أنكر أن للصوفية أذواقا خاصة وعلما وجدانيا - بل وربما حصل فيّ شىء من ذلك وقتاً ما - لكن هذا خاص بمن يحصل له، لا يصلح أن ينقله إلى غيره بالعبارة ولا أحد يكتبه ويدونه علماً. إن هذا "الذوق" يحصل للإنسان في حالة غير طبيعية، لكونه خروجا عن الحالة الطبيعية لا ينبغي أن يخاطب به المتقيد بالنواميس الطبيعية".
من العقبات الكبرى أمام فهم التصوف والصوفية، ومن ثم أمام الموقف الموضوعي والمتوازن منهما: عقبة الخلط بين ألوان التصوف وبين ما عليه الكثير من "الطرق الصوفية" في الواقع الذي نعيش فيه..
على مر تاريخنا الحضاري كان "التجديد" الذي يجمع بين سلفية العودة للمنابع والأصول الإسلامية، وبين عصرية فقه الواقع المعيش واستشراف المستقبل، أكثر من مجرد "خيار" للعقل المسلم، إذ غدا "ضرورة إسلامية" اقتضاها ويقتضيها كون الشريعة الإسلامية هي الشريعة "العالمية" و"الخاتمة".
إن من يريد النهوض والتقدم، مثله كمثل من يريد تجديد البناء، لابد له من البدء بتنظيف الساحة من المخلفات ومن المعوقات قبل أن يضع أساسات البناء الجديد، والصعود على هذه الأساسات..
عندما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، كان تعداد الذين دخلوا في الإسلام 124.000 - مائة وأربعة وعشرين ألفا - وكان تعداد الجزيرة العربية يومئذ مليونا من السكان..
في المنهاج الإسلامي لابد من الارتباط العضوي بين "الإيمان الديني" وبين "الإصلاح الإجتماعي".. فالإسلام عقيدة وشريعة، ولإقامة كامل الإسلام لابد من وطن ومجتمع وجماعة واجتماع.. ولذلك قيل: الإسلام دين الجماعة .. أي لا يمكن قيامه كاملا بعيدا عن الوطن والإجتماع.
لم يعرف تاريخ الإسلام من انحاز إلى العقل وحده دون النقل، ولا من اتخذ الموقف المضاد.. كما لم يعرف هذا التاريخ من قدم العقل على النقل تقديم أهمية وتشريف..
الذين يقرؤون الكتب المطبوعة حديثا، والصحف والمجلات، تمر أعينهم بسرعة على الكلمات، فتلتقط ما خلفها من معاني، وما لها من مضامين، وقد يحتاجون إلى وقفات متأنية إذا كان المعني غامضا، أو الموضوع متخصصا، أو اللفظ مما ليس بمألوف.>
إذا كان الحديث عن "صهر" المعادن، فإن معنى "الصهر" يكون -كما هو معروف- إذابة المواد والأجزاء والعناصر حتى تختلط وتندمج جميعا، وتبلغ في هذا الاختلاط والاندماج درجة الذوبان والاتحاد.
الجميع يعرف أن المعتزلة واحدة من الفرق الإسلامية، وأنهم أكثر الفرق الإسلامية إلحاحا على أهمية العقل، وضرورة أن يكون حكماً تعرض عليه النصوص والمأثورات..
عندما تزور إرادة الأمة في الانتخابات ويستولي السماسرة وأصحاب المليارات على مقاليد الحكم بقوة التغلب وأجهزة القمع، يصبح منطق القوة - بل والبلطجة - هو السائد في حكم البلاد والعباد!..