يبدو لدول "محور الممانعة" أن الرئيس ترامب ستكون له بصمته على سياسة بلاده. لكن يبدو لها في الوقت نفسه أنها لن تستطيع الاعتماد على حليفتها روسيا وعلاقة رئيسها الجيدة به من أجل تنفيذ مشروعها الشرق الأوسطي. هذا ما يعتقده قريبون منها في بيروت.
شعر أنصار "محور المُمانعة" المؤلَّف من إيران وسوريا الأسد و"حزب الله" بالسعادة عندما قالت أميركا دونالد ترامب بلسانه ثم بلسان وزير خارجيّتها ومندوبتها في الأمم المتحدة أن هدفها الأوّل هو ضرب الإرهاب وتنظيماته و"داعش" من ضمنها..
عندما استعاد نظام الرئيس بشار الأسد مدينة حلب بالسيطرة على الجزء الشرقي منها الذي كان تحت "حكم" المتمردين عليه، ظنّ الكثيرون أن الحرب السورية ستدخل مرحلة جديدة ملائمة له.
ما هي التناقضات والتحديات التي أحبطت جزئيا علاقة الولايات المتحدة بالدول العربية في الخليج، التي دفعت الطثير من أمريكيين، كان ترامب منهم، إلى نسيان عقود من التعاون معها، وهو ما أظهره "الموقف هذا النهار" يوم السبت الماضي؟
العالم العربي ومعه الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة متلهّفان لمعرفة ليس فقط النتائج الفعليّة لزيارة وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة، بل أيضا ما دار في المحادثات التي أجراها مع الرئيس دونالد ترامب والمسؤولين الأمريكيّين الكبار.
لمشروعات السعودية في المالديف تواجه بعض المعارضة. فجمعية "شفافية المالديف"، وهي الفرع المحلي لـ"الشفافية الدولية"، طالبت حكومتها بنشر خططها للجزر المرجانية الـ19 جنوب العاصمة، بعد تصاعد احتجاجات معارضة للاستثمار السعودي وادعاءات بفساد كبير يرافقه.
أود أن ألفت الأصدقاء في المملكة العربية السعودية، والأصدقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أن وضع دولتيهما مع أمريكا ترامب لن يكون مريحا لهما، رغم التهنئة السريعة التي أرسلتها إليه الرياض والتريّث الذي أظهرته طهران.
جاء في "النهار" وغيرها أمس أن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف قال في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في سويسرا "أن إيران والمملكة العربية السعودية يجب أن تعملا معاً للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن بعد التعاون بنجاح في شأن لبنان العام الماضي". وأضاف: "لا أرى سبباً لأن تكون هناك سياسات عدائية بين الدولتين. حقيقة يمكننا العمل معاً لإنهاء الأوضاع المأسوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة. لقد تمكنت إيران والسعودية من وقف عرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان وحققنا نجاحاً".
يشعر القادة السُنّة في العراق أن "مشروع التسوية الوطنيّة" المطروح عراقي، يقول الوزير السابق الدكتور السيد إبرهيم بحر العلوم. وقد لمس ذلك في أثناء اجتماع موسّع عُقد أخيراً وحضرته ستون شخصيّة سُنّية.
بعد "تحرير" مدينة حلب من الإرهابيّين والثوّار المعارضين، يتساءل السوريّون كما شعوب المنطقة كلّها: أي مدينة أو منطقة أخرى سيبدأ بشار الأسد عملية "تحريرها" بمساعدة روسيا وإيران وحلفائها؟
المعلومات الواردة إلى بيروت من مصادر أمريكية مطلعة ووسائل إعلامية تشير إلى أن أي حوار بين رئيس روسيا بوتين والرئيس الأمريكي ترامب ووزير خارجيته تيلرسون لا يمكن أن يبدأ إلّا إذا كانت إيران البند الأول فيه.
الأمريكان الذين صوّتوا لمنافِسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والأمريكيّون الذين امتنعوا عن التصويت، يتساءلون عن السياسة الفعليّة لرئيسهم الجديد حيال القضايا المهمّة والمُعقّدة التي أثارها في حملته الانتخابيّة. وشعوب العالم كلّها وقادته يتساءلون عنها، ويقلقون بسبب راديكاليّة الوعود وتطرّفها.
يثق "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله بالعماد ميشال عون وهو لم يخن الثقة. ولهذا السبب لم يرَ موجبا للبحث معه قبل اتخاذ قرار بإنهاء الشغور الرئاسي الطويل بواسطته في مرحلة ما بعد الانتخاب، وكل ما سيرافقها على صعيد الداخل من إجراءات دستورية وعلى صعيد الخارج من متغيّرات.
الثقة الكبيرة في روسيا غير متوافرة في إيران، وأن علاقتهما الجيدة قائمة على المصالح وتبادلها. والثاني أن إيران ترتاح إلى الصين أكثر من ارتياحها إلى روسيا وتثق فيها. والعلاقة مع الاثنتين تزيد من قوة إيران وموقفها.
على كل من لا يزال يعيش في الأوهام من اللبنانيّين أن يدركوا أن الإيجابيّات التي بدأت بانتخاب عون رئيسا، وبتكليف الحريري تأليف الحكومة، أن يدركوا أن الذي صنع الرئيس من داخل ومن خارج هو الرابح مبدئياً الآن. وأنه يعمل كي ترسّخ الخطوات اللاحقة للانتخاب الرئاسي موقعه وفوزه.
إيران "استثمرت" في لبنان منذ 1982 وحقّقت انطلاقاً منه أرباحاً هائلة محليّة وإقليميّة ودوليّة. أما المملكة العربيّة السعوديّة التي رعت لبنان منذ استقلاله وصرفت فيه الكثير، فإنّها لم تتصرّف بعقلية "الاستثمار" لأنّها لم تفكّر يوماً أن عدوّاً لها غير عربي كي لا نقول أكثر سيستثمر وينجح.