ساري عرابي يكتب: في حين أنّه سيبقى إسرائيليون يرون أنّ الاتفاق ضيّع فرصة أكبر لاستثمار الحرب لتحقيق إنجازات أعمق، فإنّ "إسرائيل" ستسعى لتعميق إنجازات استراتيجية أخرى من البوابة السياسية، أهمّها سعيها لنزع الشرعية عن محور المقاومة مفهوما وواقعا، ليس فقط بالكشف عن كون المحور تنسيقا وأداء وقدرة على التأثير كان أقلّ مما بشّرت به خطابات أركان المحور وقادته السابقة على السابع من أكتوبر، ولكن بدعايتها (أي دعاية "إسرائيل") التي سوف تتكثف، وهو أمر قد بدأ بالفعل، بالقول إنّ إيران تخلّت عن غزّة لصالح أصولها اللبنانية
ساري عرابي يكتب: تتحوّل مساحة من الإسهام الثقافي العربي والفلسطيني لتحطيم المقاومة بالكلمات، في حين أنّ "إسرائيل" بكل ما ألقته على غزّة معززا بالحصار والإبادة وقطع خطوط الإمداد؛ لم تتمكن من كسر هذه المقاومة..
ساري عرابي يكتب: الحاجة الإسرائيلية هي المرجعية الأخلاقية، والصواب هو ما تفعله "إسرائيل".. ومما جرى أخيرا في أمستردام بهولندا بين جمهور "مكابي تل أبيب" وبعض المواطنين من أصول مغاربية، فإنّه يمكن لنا فهم كيف يتصوّر الإسرائيلي أنّ الحقّ له بالرغم من أنّ التسجيلات والتحقيقات أثبتت أنّه الذي بدأ في استفزاز الهولنديين من أصل عربي بالهتاف ضدّ العرب..
ساري عرابي يكتب: مشكلة الحكومات العربية ليست مع حماس بوصفها حركة مقاومة أو حركة "إسلام سياسي"، وإنّما هي الرغبة التاريخية العارمة في الخلاص من القضية الفلسطينية، لأنّ تلك الحكومات تعلم تماما أنّ ثمن هزيمة حماس هو تكريس المشروع الصهيوني، وطمس القضية الفلسطينية..
ساري عرابي يكتب: بقطع عن النظر عن سؤال التوقيت وقيمة النقد الراهن لحدث صار في ذمّة التاريخ وباتت المسؤولية الواجبة الآن في محاولة المساهمة في تحسين الموقف لصالح الفلسطينيين، هي في كون النقد يتحوّل إلى إدانة، فنقد الحسابات السياسية التي وقفت خلف السابع من أكتوبر شيء، وإدانة أصحاب السابع من أكتوبر شيء آخر، لا سيما مع تحوّل الإدانة إلى موقف ضمنيّ يحرم هؤلاء من حقهم في التعاطف
ساري عرابي يكتب: للحرب الإسرائيلية أهداف دنيا معروفة، كفرض الاستسلام على حزب الله بدفعه لفكّ جبهته عن قطاع غزّة، أو إعادة مستوطني الشمال، أو شرط وقف إطلاق النار على لبنان بأن يضغط الحزب على حماس للقبول بصفقة تبادل أسرى بالشروط الإسرائيلية
ساري عرابي يكتب: خلاصات نهائية، تنحرف عن الجريمة الإسرائيلية إلى إدانة أحد ضحاياها، وهو من قام بعملية السابع من أكتوبر، بنحو يعزله فعليّا عن كونه ضحية الاحتلال وجودا وإبادة، وبما يحرمه من التعاطف كما يقتضي ذلك كونه ضحية الاحتلال، حتى لو استحقّ النقد -جدلا- من جهة قراره وحساباته
ساري عرابي يكتب: الحرب شاملة، ولكن بالتدريج، والخطوات التالية في هذا المسعى المتدرج ليست محسومة سلفا، وإن كانت الخطط كلها موضوعة سلفا، ومن ثمّ فالقرار بالتأكيد يهتدي بتلك الخطط، ولكنه يتحدد وفق المعطيات السياسية والميدانية
ساري عرابي يكتب: سيكون المقاوم الفلسطيني أو العربي مخطئا على أيّة حال، وهو ما يذكّر بالتشكيك المزمن الذي تبنّاه بعض المثقفين ممن كوّنوا موقفا نقديّا من مبدأ المقاومة المسلّحة بات أقرب إلى أيديولوجيا راسخة، تجاه خطابات المقاومة الفلسطينية، من حيث جديتها وصدقيتها في البناء والاستعداد في بيئة غير مواتية بالفعل
ساري عرابي يكتب: الإبادة عقيدة إسرائيلية، يخضع تفعيلها وتقرير مستوياتها لإرادة "إسرائيل" وقدرتها، لا لفرصة أو ذريعة يوفّرها الفلسطيني، والقفز عن ذلك بتحميل الضحية مسؤولية توفير (الذريعة أو الفرصة) لا مفهوم له إلا دعوة الضحية للاستكانة، والتي تعني القبول بالإبادة السياسية والمعنوية، لأنه لا يمكن لأحد أن يتوقع كيفيات التصرف الإسرائيلي إزاء مقاومة الضحية لوجوده وسياساته
ساري عرابي يكتب: إذا كان من الخطأ أخذ حوادث المحو الإسرائيلي للوجود الفلسطيني معزولة عن بعضها، وكأنها حوادث عابرة أو طارئة أو متحوّلة عن التحوّلات الإسرائيلية الداخلية، فمن الخطأ الأكبر تفسيرها بالفعل الفلسطيني المقاوم
ساري عرابي يكتب: العنف الإسرائيلي هو جزء من ماهية الكيان الإسرائيلي، ومعبّر عن الموقف النفسي العميق للإسرائيلي تجاه الفلسطيني، ولم تكن السابع من أكتوبر إلا كاشفة عن ذلك، وفي حين أنّه لا أحد يمنع نقد الخيارات الكفاحية الفلسطينية، ولا السعي إلى نضال فلسطيني يكون فيه الفلسطينيون أكثر قدرة على تحمّل أثمانه، فإنّ ذلك ينبغي أن يكون على قاعدة موضوعية تأخذ الوقائع والمعطيات بعين الاعتبار
ساري عرابي يكتب: جاء الردّ ملتبسا ومجرّدا من الأدلة على بلوغه أهدافه، فكما كان الاغتيال الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية صاخبا ومعلنا ومؤكّد النتيجة، كان ينبغي أن يكون ردّ حزب الله بهذا القدر من الوضوح..
ساري عرابي يكتب: ليست القضية، إذن، ما هو أفضل؛ الخيار العنفي أم السلمي، من حيث الأمر في نفسه، ولكن ما هو الأفضل من حيث قراءة طبيعة المشروع الصهيوني، والطبيعة العنيفة لأي مشروع استعماري، والنتائج الظاهرة من أيّ خيار
ساري عرابي يكتب: غالانت صريح في تحميل "إسرائيل" المسؤولية عن الفشل في إنجاز الصفقة. هذه الصراحة ليست الأولى، فقد سبقه إليها غانتس وآزينكوت والعديد من التسريبات المنسوبة لمستويات أمنية وعسكرية وتفاوضية. هذه التصريحات تردّ بالتأكيد على دعايات نتنياهو الكاذبة..