كان نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير كلما ضاقت به الأزمة السياسية والاقتصادية واستحكمت حلقاتها يظن أن في تغيير الحكومة كليا أو جزئيا فرجا ومخرجا، لكن الأزمة تستمر رغم التفكيك وإعادة التركيب المتكرر للحكومات.
عدة عناوين رئيسية تلخص الحالة السودانية الراهنة، وتعبر عن حالة مرضية مستعصية جمعت بين التوتر والتوجس والإحباط؛ فقد شهد الاسبوع الماضي انتشارا كثيفا للجيش مدججا بأسلحة ثقيلة في كل أرجاء العاصمة الخرطوم. كما تعرضت مفاوضات السلام المتطاولة بين الحكومة والحركات المسلحة إلى شبه انهيار، حيث أعلن عن تأجيل
خيبة أمل عظيمة ظل وقعها يزداد على السودانيين، مع اطراد تصاعد الضائقة المعيشية على الطبقة المسحوقة، وهم الغالبية العظمى من المواطنين، وقد اختفت الطبقة الوسطى تماما، فالمواطنون اليوم فئتان؛ قلة قليلة جدا بيدها الثروة، وغالبية غالبة لا تملك شيئا وتعيش تحت خط الفقر المدقع.
بدون مقدمات وعلى حين غرّة، استسلم أو سلم علي كوشيب نفسه الثلاثاء الماضي للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، وهو المتهم بجرائم حرب في دارفور مع آخرين. أسئلة واستفسارات كثيرة تزدحم بحثا عن إجابات وتفسيرات للخطوة المفاجئة التي أقدم عليها كوشيب؛ فهل اقتنع الرجل أخيرا بعدالة المحكمة الجنائية الدولية؟ أم هرو
هناك من يقول إن ترامب قد يلجأ في محاولة قد تكون يائسة إلى إعادة توجيه البوصلة إلى خارج الولايات المتحدة للهروب من الوضع الداخلي المتأزم، وتسخين الأزمة مع الصين لصرف الأنظار، فهل ينجح؟
يبدو المشهد السياسي السوداني أقرب إلى لوحة سيريالية يصعب فرز خطوطها، أو كأنه مركب كيميائي فريد ليس كبقية المركبات الكيميائية، يستطيع الكيميائي في معمله فرز عناصرها وإرجاعها إلى أصلها، كعناصر مستقلة فيما قبل تفاعلها بعضها ببعض. اليوم وعقب سقوط نظام الرئيس عمر البشير يتصدر المشهد عسكريون ومدنيون؛ العس
قالت ناشطة سياسية سودانية اشتهرت ببث مقاطع صوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في آخر تسجيلاتها وهي تخاطب أبناء وطنها: "علينا أن نودع بعضنا فلا ندري فقد لا نلتقي في القريب كسودانيين يضمنا الوطن بحدوده المعروفة".
إذن رجل بهذه الاستقلالية والنفوذ قادر على اتخاذ قرار إرسال قواته بجانب حفتر حتى لو اضطر لفرض هذا القرار على النظام في السودان. وكلما كان هناك مقابل مالي مجز فإن الاستجابة واردة فليس للرجل أيديولوجية أو عقيدة سياسية يقاتل لأجلها، كما أن حفتر ومن خلفه حلفاؤه قادرون على توفير الأموال التي يطلبها حميدتي
تذكرون الدبلوماسي الأمريكي بول بريمر الذي عينه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن رئيسا مفوضا ساميا في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003. بريمر حلَّ حزب البعث وفكك الجيش العراقي والبنية المؤسساتية للدولة العراقية، وتسبب ذلك في غرق العراق بدوامة حروب وصراعات طائفية ومذهبية لا تنتهي. وعوض
وجاءت الضربة الكبرى للتحالف عندما أعلن حزب الامة القومي بزعامة الصادق المهدي تجميد نشاطه في التحالف والدعوة لمؤتمر تأسيسي لقوى الثورة من كافة الموقعين على اعلان الحرية والتغيير بغرض الاصلاح والتطوير.
بعد مرور عام على إسقاط نظام الرئيس عمر البشير تصاعدت نهاية الأسبوع الماضي حدة المظاهرات المطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية في السودان. المحتجون الغاضبون طالبوا بإجراء إصلاحات اقتصادية، وتحسين الأوضاع المعيشية، ورفض التدخل الإقليمي في شؤون البلاد.
زيارة خاطفة ومثيرة قام بها الأسبوع الماضي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القاهرة، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب زيارة قام بها مدير المخابرات المصرية إلى الخرطوم، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الجنرال عبد الفتاح البرهان، بجانب نائبه الجنرال محمد حمدان دلقو ا
لا شك أن محاولة اغتيال رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك الإثنين الماضي، كانت الحدث الأبرز محليا وإقليميا، لكنها في الوقت ذاته، لم تكن سابقة خطيرة أو الوحيدة في مسرح السياسة السودانية؛ لكنها ربما كانت الأكثر دراماتيكية.
قيل إن صحفيا سأل الكاتب والأديب النحرير عباس العقاد ذات مرة: من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود شكوكو؟ وشكوكو مونولوجست هزلي مشهور، فرد عليه العقاد مستغربا من هو شكوكو؟ وعندما بلغت القصة شكوكو قال للصحفي: "قول لصاحبك العقاد ينزل ميدان التحرير، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على رصيف مقابل، ولنرى إلى أي
يبدو أن مصيبة المؤسسة العسكرية السودانية لم تقف عند توريطها في الحرب العبثية التي يشتعل أوارها في اليمن؛ إذ تمور الساحة السياسية في السودان هذه الأيام بتحريض جدي وعلني ضدها كمؤسسة عريقة لها تقاليدها ونظمها الصارمة؛ فقد شهدت الخرطوم خواتيم الأسبوع الماضي تظاهرات ليست لأجل انعدام الخبز وشح الوقود، وإل