لا بأس... فقد صور أنصار عبد الفتاح السيسي أمر الانتخابات على أنه زواج، وأن مصر هي من قالت له: "زوجتك نفسي". وهو عنوان لأحد "كتاب المرحلة"، في حب "مرشح المرحلة"!.
بدا عبد الفتاح السيسي، كعريس، يتأهب لليلة الدخلة. ولا غرو فأحد الكتاب من أنصاره، كتب مقالاً حمل عنوان "مصر للسيسي: زوجتك نفسي". ويبدو أن هذا اللون الجديد من الفعل السياسي صار لغة الانقلاب المحببة؛ فوزير خارجية الانقلاب قال إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، هي "زواج شرعي"..
عندما يعلن عبد الفتاح السيسي أن دوره هو حماية الدين، والأخلاق، والقيم، فإنه بهذا يكون في محاولة لتقليد الرئيس السادات بتصرف، والذي أغرقنا في الحديث عن أنه المدافع الأول عن "أخلاق القرية"، والذي كان يتحدث كثيرا عن هذه الأخلاق، ويدين أي خروج عليها!.
"مقلب حرامية"، تعرض له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإن شئت فقل لقد تلقى صفعة على قفاه، وهو السياسي المحترف، من شخص لا يزال في "الأوله في الغرام" هو عبد الفتاح السيسي، الذي ذهب إليه محلقاً ومقصراً، وحصل على "زعبوط" منه، ثم قال له: "أمك في العش ولا طارت"!
كنت أعجب كيف لعبد الفتاح السيسي، أن يكون صديقاً لتوفيق عكاشة، مما عرف به من ضحالة في الفكر، وبؤس في الفهم. والعلاقة بينهما أسبق كثيراً مما قد يتصور البعض، فقد نشأت وتطورت قبل الثورة، ومنذ أن أسس عكاشة جمعية "شباب الإعلاميين وأسرهم وغيرهم"، للاستيلاء علي أراضي الدولة "بتراب الفلوس"، وبقرار من رجل نظام مبارك القوي يوسف والي، وإعادة بيعها بالملايين!
آن لابن عزوز أن يمد قدميه!
فلا أخفيكم سراً يا قراء، أنني فوجئت بالأداء البائس، لعبد الفتاح السيسي في المقابلة التلفزيونية التي أجراه معه الأخوين لميس؛ لميس الحديدي وإبراهيم عيسي!.
كأنه أقام صلحاً بين الأوس والخزرج، ليبدو سعيداً بهذا الإنجاز التاريخي، وتروج وسائل إعلامه لقيامه بالصلح بين مرتضى منصور، وأحمد شوبير. عن السيسي أتحدث!.
معذرة يا قراء، فالقافية كما يقول الشعراء، حكمت، فقد طفا على سطح الذاكرة اسم الفيلم المصري المعروف: " أرجوك .. أعطني هذا الدواء"، وهو الفيلم الذي قامت ببطولته نبيلة عبيد، ومحمود عبد العزيز.
عندما يحقق عبد الفتاح السيسي "أحلامه العريضة" ويدخل القصر الجمهوري، يكون فرع في العلوم السياسية قد استكمل بناءه، لننظر بعد ذلك إن كنا سنكتفي به مجرد فرع، أم يتحول إلى علم خاص بذاته، هو الذي أطلق عليه الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، "العلوم السيسية"، وهو الذي ميز مبكراً بينه وبين العلوم السياسية!
لم نبدأ بتسييس أحداث أسوان، فمن بدأ بتسييسها هو سلطة الانقلاب في مصر، عندما أعلن المتحدث العسكري أن جماعة الإخوان تقف وراء هذه الأحداث، وبحسب المنشور على لسان أحد المقربين من أهل الحكم في المحروسة، فإن مجلس الدفاع الوطني اجتمع يوم الاثنين الماضي، لبحث الدور الإخواني في الأحداث..
كتب سليم عزوز: عندما طل علينا عبد الفتاح السيسي يمتطي دراجته، أيقنت أننا أمام مستشرق، هبط تواً على الأراضي المصرية من كوكب المريخ، لا يعرف شيئاً عن طباع أهلها وكيف يفكرون؟!
كما تدين تدان، وما فعلوه في الرئيس محمد مرسي، يُفعل في زعيمهم المختار على نحو انتقل به ليكون الوصف هو الأكثر استخداماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من اسم الرئيس أوباما.