كما أن بلدة سيدي بوزيد التي كانت منسية في تونس، هي التي حركت السيل العَرِم الذي أطاح بزين العابدين بن علي، ثم انتقلت العدوى من تونس شرقا ثم غربا ثم شمالا ثم جنوبا، فإن ثورات الفصل الثاني ـ وربما الحاسم ـ من الربيع العربي مؤهلة للانتقال إلى الجهات الأربع..
كم كان الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن حكيما حينما قال: "إن السلطة المطلقة تفسد إفسادا مطلقا"، ولهذا قل أن تجد رئيسا يجلس أكثر من خمس عشرة سنة على الكرسي في القصر، ينشد حسن الخاتمة لأن الغرور يعميه..
نظام عمر البشير يحصد اليوم ثمار تنكيله المستمر بالنساء، لأنه، وكسلطة أدمنت التسلط الذكوري، تحس بأنها تتعرض لمسح الملح على جراحها لأن "الحريم" صرن صاحبات الصوت الأعلى في الشوارع الرافضة له..
من الواضح أن الرؤساء العرب يكتبون دساتير بلدانهم على مقاساتهم، من باب مجاراة الدول التي فيها حوكمة راشدة، ثم يكتشفون أن النص على عدد محدد من ولايات الحكم يتعارض مع مبدأ البقاء في السلطة إلى الموت
ما قولك في أن 57 مليون عربي لا يعرفون القراءة والكتابة؟ لتدرك فداحة هذا الرقم تخيل أن جميع سكان السودان والإمارات والبحرين وموريتانيا وليبيا والكويت أميون، وبعدها لك أن تتساءل عن ما إذا كان لهؤلاء الملايين مستقبل يستشرفونه..
ما ولغت الولايات المتحدة في شؤون بلد ما بأموالها وبجيوشها، إلا لمكسب كبير لخزائنها، أو لاكتساب موطئ قدم لعساكرها، أي لخدمة أغراض الهيمنة الأمريكية على مفاصل الكرة الأرضية
منذ اشتعال الشوارع في جميع أركان السودان غضبا على النظام، وأبواق الحكومة تقول بصوت جهير إن المخربين في صفوف المتظاهرين من دارفور، والتخريب المشار إليه هو حرق مقار الحزب الحاكم في بعض أقاليم الشمال والشرق..
عجيب أمر حكام يزودون معارضيهم بالذخائر المتمثلة في إخفاقاتهم، ليستخدموها ضدهم، فإذا فعلوا تربصت بهم بالذخائر الحية، ولكن العنف الحكومي، ومهما اشتط، أضعف مفعولا من العنفوان الشبابي الثائر.
منذ التاسع عشر من شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي، والعديد من مدن السودان تشهد مظاهرات حاشدة، كانت في بادئ الأمر تطالب بتحسين الأحوال المعيشية، وتوفير السلع الاستهلاكية و"النقود"، ثم صارت تطالب برحيل الحكومة ونظامها بالكامل..
نحن أبناء وبنات البلدان الطاردة لمواطنيها، ننسى أمرهم دهورا طويلة، ولكن ما أن يحقق أحدهم إنجازا لافتا، حتى نلهث لتذكير العالم بأنه "أصلا تَبَعْنا"، وهكذا ما إن خسر نسيم ألقابه في عام 2000 حتى تم شطبه من الذاكرة اليمنية والعربية..
بحكم أن خط طول صفر صار خواجاتيا، صارت بلاد الخواجات مركز الكون، فصار تحديد مواقع البلدان الأخرى يخضع لما إذا كانت شرق أو غرب غرينتش، فكانت تسمية الشرق الأوسط من نصيب معظم الدول العربية،