ترامب هو الذي قال في معرض إثبات أنه يتابع مسار فيروس الكورونا، إن جائحة الأنفلونزا الإسبانية هي التي حملت الأطراف المتحاربة في أوروبا على إنهاء الحرب العالمية الثانية، بينما كانت الجائحة في العام 1918 أي قبل الحرب العالمية الثانية بعقدين..
حزب الأمة الذي اعتمد طوال تاريخه على السند الطائفي رغم محاولات الصادق تحديثه، مرشح للمعاناة من الترنح والأفول، لأن تقاليده تقضي بأن تكون قيادته من بيت المهدي، وقد ارتدى الصادق المهدي جلباب القيادة لأكثر من نصف قرن ووسع الجلباب بحيث يستعصي على غيره لباسه..
سبحان مغير الأحوال، فبما أنني أنتمي بشكل أو آخر إلى أمة شعوبها على دين ملوكها وبحكم أن بلادي (السودان) صارت تطبيعية سياسيا وثقافيا وربما استخباراتيا، وبما أنني من قوم شيمتهم الرقص متى ما ضرب رب البيت الدف، فلا تثريب علي في الثناء على كتاب لمؤلف إسرائيلي..
المهم في الأمر هو أن انتصار بايدن انتصار للديمقراطية و دليل قاطع على أن علاج علل الديمقراطية يكون بـ "تجويد" ممارستها وحسن استخدام آليات تحقيقها، وعلى رأس تلك الآليات الانتخابات الحرة..
كي لا تلحق بي شبهة موالاة بايدن، أقول فيه ما قاله الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو عندما سئل: أيهما أحسن في منصب الرئاسة الأمريكية: كينيدي أم نيكسون؟ فقال: وكيف يجوز التفضيل بين فردتي حذاء في قدم نفس الشخص؟
فبعد أن كاد يصبح التطبيع مع إسرائيل موضة عام 2020، تروج لها كتائب من الـ"مُبَرِّراتية"، فقد يجدي أن يأتي الرد على هواة التطبيع من شخص من قلب المؤسسة الإسرائيلية..
من الواضح أن هناك جهات تعمل على استمالة الرأي العام السوداني لمشروع التطبيع، فقد شكل البعض جمعية الصداقة السودانية-الإسرائيلية (رفض مسجل التنظيمات العامة تسجيلها)، ويجري منذ أيام إعادة تأهيل مقابر اليهود في الخرطوم، وهناك كتيبة إلكترونية تتولى الترويج للفكرة عبر مختلف الوسائط..
كان ممثلو الحكومة السودانية في مفاوضات جوبا بلا خبرة سياسية أو تفاوضية، بينما خاض ممثلو حركات دارفور جولات طويلة من المفاوضات مع حكومة البشير على مدى أكثر من عقد، فصارت لديهم رؤى واضحة حول ما يريدون ودراية بالكيفية التي يتم بها التحاور..
قد يجعل الله من الكورونا مخرجا للبشرية من ترامب، وقد بدأت بشائر ذلك تترى في استطلاعات الرأي، حيث بدأ جو بايدن منافس ترامب على الرئاسة يتقدم عليه بفارق ينمو يوما بعد يوم، بل إن كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس تفوقت على مايك بنس نائب ترامب بفارق 24 نقطة..
تكمن خطورة ظاهرة ترامب في أنها تعطي الأنظمة الديكتاتورية فزاعة تخيف المواطنين من الديمقراطية البرلمانية، بل إن مواطنين يعيشون في ظل أنظمة قمعية قد ينفروا من تلك الديمقراطية بذريعة: هل رأيتم كيف جنت على الولايات المتحدة، فجعلتها تحت إمرة شخص معتوه بلا خلق أو حياء أو ضمير؟
الراجح عندي أنه (البرهان) يأمل في أن يخرج من الأمريكان بصفقة مسيلة للعاب شركاء الحكم في الخرطوم، فيحظى بمناصرتهم لمسعاه التطبيعي، ويصبح رجل واشنطن في الخرطوم، وليس بخافٍ على أحد أن البرهان يريد أن يصبح رئيسا للسودان..
سيوف كثيرة استُلّت من أغمادها للقضاء على فرص ترامب في البقاء في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى، من بينها كتاب كوهين المذكور أعلاه، وقبله كتاب بنت أخيه ماري ترامب، وكتاب مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي جون بولتون، ولعل الضربة القاضية على ترامب تكون كتاب بوب وودوارد..
كل شيء حي جاء من الماء، ولكن قصور ساكني قصور الحكم في السودان يجعل من الماء سببا لهلاك كل ما هو "حي"، ويصبح ما كان ينبغي أن يبقى أخضر، هشيما تذروه الرياح، فلا يبقى سوى لطم الخدود والنواح..
براكين الغضب التي فجرها طلب البرهان تفويضا من الشعب "لينحاز إلى الثورة"، كفيلة بردع البرهان وبطانته من مجرد التفكير ولو همسا في الاستيلاء على السلطة، ولولا أن كارثة الفيضانات والسيول التي دمرت العديد من القرى والبلدات في السودان الشمالي والأوسط مؤخرا، لكانت شوارع المدن تهدر يوما بعد يوم..
من حق كل من يريد للسودان أن يدخل بيت الطاعة الأمريكي من البوابة الإسرائيلية أن يحلم بذلك، ولكن ردود الفعل الشعبية والرسمية الغاضبة على لقاء البرهان-نتنياهو كانت ولا تزال رسالة واضحة بأن التطبيع ليس واردا أصلا في أجندة الحكومة السودانية..
كان منشأ الذريعة التي يتعلل بها الرسميون العرب للتقارب السري والعلني مع إسرائيل: "نريد ما تريده القيادة الفلسطينية" وبعبارة أخرى فهم يقولون إنه إذا كان رب البيت يميّع قضيته، فلا تثريب علينا إن مارسنا التمييع وصولا إلى التطبيع "فلسنا كاثوليكيين أكثر من البابا"..