كتب كمال أوزتورك: شرعت تركيا بتنفيذ مخطط جاد لمكافحة منظمتي "داعش" و"بي كا كا" الإرهابيتين بشكل خاص، وغيرهما من المنظمات الإرهابية بشكل عام، ما ستترتب عليه آثار سياسية مهمة، على صعيد سياساتها تجاه سوريا، والعراق، وإيران والشرق الأوسط.. فما الذي تعتزم تركيا القيام به في المستقبل؟
إن النموذج الفرعوني يستكمل حلقات طغيانه، ويستدعي من كل طريق معاول هدم كيانه وبنيانه، وما هذه المطاردة ولا الإخراج من الديار إلا بعض ممارساته المعروفة، وهو يرسل في المدائن حاشرين ومخبرين، ويتوعد ويهدد بقتل البنات والبنين..
مرحبا بكل من يشارك في تجديد الثورة، والتمسك بما تبقى لنا من روحها وجسدها، ومن يمثل مفتاحا للخير مغلاقا للشر.. وأول طريق التصحيح الثوري هو ثورة تصحيح يشارك فيها الجميع عملا لا بمجرد الكلام.
تؤكد الأيام والليالي كل حين أن ما نحن بصدده في مصر إنما هو انقلاب فاجر شامل كاسح، لم ولن ولا يدع لنا مجالا إلا اقتحمه، وفرض عليه صبغته الاستبدادية القمعية، حتى لو كانت فيما بينك وبين رب العالمين.
كشف الحادث الإرهابي الذي تعرضت له القوات المسلحة المصرية في سيناء ورد الفعل من منظومة الانقلاب وأذرعها عن العديد من الدلالات المهمة في هذا السياق فبعيدا عن هزلية الحادث ونفس النتائج ونفس رد الفعل المتأخر، والبلبلة في تناوله من إعلام أحمق الخطى والخطاب والخطايا، وحالة التخبط التي أصابت منظومة الانقلا
يبدو أن فلاسفة السياسة ومنظريها سيقفون طويلا أمام الحالة المصرية التي أعقبت انقلاب 3 يوليو؛ لإعادة النظر في كل تراث علم السياسة مما قبل نيبور الفرعوني وحامورابي البابلي وكونفوشيوس الصيني وبوذا الهندي وأفلاطون وأرسطو الإغريقيين..
من المفاهيم التي شاعت في فترة من الزمان كان وصف الدولة بـ "القرصان" أو بكونها دولة "خاطفة"؛ تختطف الناس والمواطنين وتلحق بهم الضرر والأذى وكأن ذلك عملا من أعمال العصابات التي تمرست على هذا الاختطاف والتخطيط له حتى تحقق أهدافها الدنيئة، في مقدمته الرائعة في كتابه "الإرهاب الدولي" كتب ناعوم تشومسكي عن مشهد محاكمة الاسكندر الامبراطور لأحد القراصنة، وهو يصفه بكل أوصاف الإجرام، وحينما طلب منه الامبراطور الكلام، انطلق القرصان ليتحدث عن مقارنة عجيبة؛ قال "لأنني أخطف سفينة في عرض البحر تسمونني "قرصانا"، وأنت تختطف العالم بأسره فيسمونك إمبراطورا"، إن الأمر هنا يتعلق بما يمكن تسميته إرهاب الدولة لا ذلك الإرهاب المحتمل الذي يرفع شعاره أحد أهم ممارسيه حينما انقلب على الشرعية وعلى الرئيس المدني المنتخب واختطف ذلك الرئيس واحتجزه في مكان غير قانوني، أي أنه افتتح عهده بعملية اختطاف كبرى خطط لها في محاولة غصبه لسفينة الوطن.
رغم أن الأقنعة قد تعبت من السقوط، إلا أن المفتون بنفسه وبغيره لا يعي ذلك، ولا يكف كل يوم عن كشف المزيد من سوءاته وسيئاته، وأن يشهد على نفسه بأفعاله وأقواله ومن كل طريق.
ها هي سيناء التي تحدثت عن نفسها، ثم ساءلت من يقتلها ويدمرها، وهو في الوقت نفسه يدعي أنه يؤمنها ويحافظ على أمن الوطن من خلالها، ها هي اليوم تطرح على الوطن طريقا آخر..