لم يمُرّ الأسبوع الأخير من العطلة الصيفية هادئا في تونس، فقد تميّز بتوسّع أزمة التزويد بالمواد الأساسية والمحروقات، بشكل بات يُنذر بتوقّف المرافق الخدمية والصناعية في البلاد، فضلا عن تواصل الانقسام السياسي وسط عجز كُلّي لمختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين..
لم يعد يخفى على المتابعين للشأن التونسي أن البلاد توغلُ أكثر فأكثر نحو أزمة مُركّبة عميقة، خاصة أن حالة الإنكار والقطيعة مع الواقع تزداد قوة عند الرئيس، والفجوة بينه وبين شرائح واسعة من التونسييين تزاد هوّة، وإمكانيات العودة لصوت العقل صارت شبه منعدمة..
نعتقد أن استعمال القوة لن يعني تدخلا عسكريا مباشرا، بقدر ما يعني أن "عزلة" الرئيس و"الحصار" المالي سيدفعان نحو تآكل شعبيته وانفضاح خطابه الشعبوي ليسقط تلقائيا. بين "جزرة" ماكرون و"عصا" أمريكا ستكون نهاية تجربة "حكم قيس سعيد"..