دائما يصوّر المستبد لمن يحاول أن يستبد بهم أن أي قيود رقابية على سلطته تشكل عائقا أمام الإنجاز، وأن السلطة المطلقة التي ينشدها هي السبيل الوحيد للتنمية، وللأمن، وللرخاء، وللاستقرار الاجتماعي...!
تتساقط الصواريخ الأمريكية على دمشق، ضربة (محدودة)، جاءت بعد عناق ممثلة أمريكا وممثل روسيا في الأمم المتحدة، الأمر متفق عليه، لا ضغينة في الحرب، (بيزنيس إيز بيزنيس)، إنما السفاحون إخوة..
بدأ (أو أوشك أن يبدأ) السيد عبدالفتاح "سيسي" رئيس جمهورية الأمر الواقع في مصر دورة رئاسية جديدة، بعد أن أعلنت اللجنة التي تسمي نفسها بالهيئة العليا للانتخابات
إن مصر تمر اليوم بمنعطف خطير، يقتضي من كل السياسيين أن يصلوا إلى حل يؤدي إلى إسقاط هذا النظام الذي يشكل خطرا وجوديا على مصر، فإذا لم يكن هناك إمكانية أن نتفق على ما نريد... فلنفكر في الاتفاق على ما لا نريد!
ما زالت شعارات "الشرعية" تُستغل من بعض أناس تحركهم أجهزة المخابرات، ومن آخرين لا همَّ لهم سوى أرصدتهم في البنوك أو ظهورهم على الشاشات، ومن أناس آخرين مخلصين ولكنهم أجبن من أن يواجهوا الجماهير بالحقيقة
خلاصة تلك اللقطات أن التغيير قادم... وأن كل هذه الجثث التي امتلأت بها القبور، وكل هؤلاء المعتقلين الذين غصت بهم السجون... ليسوا سوى وقوداً لتغيير شامل في هذه الأوطان التي آن لها أن تتغير
إن الفرصة الوحيدة التي تملكها المعارضة المصرية لكي تسبق هذا النظام الفاجر العميل هو أن تتوحد صفا واحدا أمامه، وأن تتجاوز خلافاتها، لكي تنجح في تقديم بديل مقنع للأمة، يحفز شبابها للعمل، ويخلق ظهيرا شعبيا داعما للتغيير
يطلُّ علينا "سيسي" بعينين زائغتين، وأنفاس متهدجة، لقد كان يركض، منذ سنوات يركض خلف هذا الكرسي، ويركض للحفاظ عليه، بل إنه قد ركض خمسين عاما ليفهم معنى الدولة